الفضل الحادي والثلاثين

92 6 7
                                    


"على لسان سايا"
فتحت عيني وانا مغطاة في سرير في غرفة غطاها الظلام عدا نافذة قرب سريري يتسلل منها ضوء القمر الناعم، كنت أتألم ألمًا رهيبًا في صدري وكذلك بقية جسدي، لمست رأسي الذي يكاد ينفجر ووجدت قطعة قماش مبتلة بماء بارد عليه، يبدو أني اعاني من الحمى، ولعل ضوء القمر هو الذي ساعدني على رؤية ذلك الشخص الذي يجلس قربي، ولولاه لما عرفت من هو!
سايا بتفاجئ وصوت متعب: خالتي! خالتي ميا!
في نفسها"كيف آتيت إلى هنا!؟ أين انا؟ لما أنا في منزل صديقة امي القديمة"
ميا: أجل يا صغيرتي أجل(تدمع عيناها) انا خالتك ميا، حمدًا لله أنك بخير، لقد بحثت عنك وعن اخيك منذ سنوات بعد وفاة والدتك لأحضركم معي ولم اجدكم، ظللت ابحث يا عزيزتي ثم وبالصدفة عرفت ان اودا قد توفي(تبكي) اسفة يا صغيرتي لقد مررت بكل هذا وحدك، لم أستطع ان اعثر عليك، بحثت انا وابني تيتشو لمدة طويلة ولم اجدك حتي اخبرتني امرأة من حيِّكم أنك لم تأتي للمنزل الذي كنت فيه انت واودا منذ وفاته، وانك خرجت يوما ما ولم تعودي ابدا، واغلب ظن اهل الحي انك مت!
سايا تبكي: خالتي!!!
ميا: صغيرتي لا تبكي!! سعيدة بالعثور عليك، لا تبكي يا صغيرتي!! لقد احضرك تيتشو وانت في حالة مزرية وذهب بك إلى طبيب يتعامل معه هو ومكان عمله(يعني طبيب من أطباء كلاب الصيد يعني يعالجهم وهكذا) عرفنا عن مرضك يا صغيرتي! لكن ستكونين بخير(تمسك يدها وهي تبكي) ستكونين بخير ما دمتي معي انا وتيتشو، إنه صديق تربى معك منذ نعومة اظافرك، إنك مثل اخته بالنسبة له، وانت مثل ابنتي، لاتخافي نحن معك! (ثم تحتضن سايا)
سايا وهي تجهش بالبكاء: لن أكون بخير خالتي! لن أكون(تبكي سايا أكثر وهي تتذكر آخر ما حدث لها وتتفاجئ ميا بكلامها ثم تنظر لها في وجهها)
ميا: صغيرتي ما الذي تقولينه! نحن معك لن يحصل اي شئ.
سايا بحزن وصوت منكسر من الاعماق: لكنه ليس معي، إنه لوحده دون من يربت عليه، لماذا يضحي بنفسه في كل مرة!؟ إنه ليس قريبًا مني كيف لي انا ارتاح؟
ميا باستغراب: ما الذي تقولينه؟ من هو؟ لحظة(بخوف) اتقصدين ذلك الارهابي الذي انقذك تيتشو منه لقد اخبرني!! لالا يا سايا إنهم غسلوا دماغك إنهم أشرار خصوصًا هذا الشاب!
سايا: إرهابي!! إنه ليس كذلك! إنه شخص غامض ولكنه يخفي رقة في داخله، إنه الوحيد الذي فهم أعماقي، لم تقولين هذا يا خالتي! هذا كذب إنه مظلوم!
ميا: هو ووكالته هذه إرهابيون لقد قتلوا شخصيات حكومية بطريقة قذرة ومتوحشة، هذا سئ، يجب ان تفيقي من غسلهم دماغك، إنهم يستغلونك.
سايا بتفاجئ واستغراب: وكالة؟! إرهاب! ما هذا؟! اخبريني!
ميا؛ إن الخبر في كل مكان كما قلت لك، إنهم إرهابيون، مطلوبون للعدالة يا عزيزتي، جيد أنك بعيدة منهم!
سايا بتفاجئ وقد اتسعت عيناها: لا أصدق! هذا كذب؟ أريد ان أري التلفاز.
فتحت بسرعة ميا تلفازا صغيرًا في آخر الغرفة لحقت بها سايا متكئة على الحائط ووقفت لتشاهد ما ادهشها.
علي شاشة التلفاز اخبار تقول أن وكالة التحقيق المسلحة التي تزعم انها مسالمة قتلت شخصيات حكومية بالمناشير وسجلت فيديو لهذا القتل البشع، ثم ظهرت صورة لأعضاء الوكالة والأمر بالقبض عليهم إذا لاقوهم.
اتسعت عينا سايا وتفاجئت أحست بألم في صدرها، وثقل في رأسها وجسدها ثم سقطت على الأرض وهي تبكي.
-خالتي! هذا غير صحيح، انا اعرفهم، هذا كذب، مستحيل! مستحيييل!
-لا يا سايا، لقد غسلوا دماغك هذه حقيقتهم.
تتذكر سايا اوقاتها مع الوكالة، جدية كونيكيدا وتحالفهما ضد دازاي، تسوقها مع يوسانو، ولعبها مع اتسوشي وكيوكا، وتحدثها مع ناومي عند مضايقتها لتانيزاكي، ولطف كينجي الذي يحضر لها بذور لانواع مختلفة للزهور مع ابتسامة، وصوت قرمشة رانبو لطعامه وقدماه فوق مكتبه، والرئيس فوكوزاوا وهيبته وتحمله مسؤليتها رغم كونها مجرد فتاة عادية، ثم شدت ملابسها لتتذكر اكثر من آلمها ثم تقول بصوت حزين مكسور خافت: دازاي(في نفسها) اتتركني وحدي وقد وعدتني بالبقاء بقربي، هذا مهلك(تبكي وهي لاتحس بخالتها التي تحاول رفعها) انا... انا بحاجة إليك! اخرج كما تخرج في كل مرة لانقاذي(تزداد دموعها الساخنة في النزول) أ تتألم لوحدك في كل مرة يا غبي! لوحدك! أريد أن اكون قربك مثلما كنت قربي! انا.... انا بحاجة لأن اجدك، بجدية!! ماذا افعل لكي أستطيع ان ارى وجهك مجددًا! حقًا إن الحب بوجهين ربيع بقربه وجحيم ببعده(ثم تغمض عينها  على صورة في ذكرياتها عن آخر حفل اجتمعت فيه مع الوكالة، وعلى مسمعها صوت دازاي عندما انقذها من عذاب يوكوميزو وهو يقول: سايا، انت شخص مهم بالنسبة لي بشدة، بشدة)
ثم اغمي عليها، واخذت ميا في الصراخ بإسمها وهي ترفعها إلي الفراش وركضت للهاتف لتحضر الطبيب.

من جحيم الحياة إلى أحضانك دازاي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن