الفصل الخامس والثلاثين

69 4 8
                                    


في اليوم التالي.......
كانت الوكالة بدأت تنفيذ خطتها المضادة ردًا على فيودور واعاونه.
العزم واضح على وجه الجميع ويساعدهم انغو وموشيتارو(الشخص اللي في الجزء الرابع هداك اللي يسرح شعره امهر من الحلاق🙂👍😂)
فوكوزوا بنبرته الجدية: فلتبدأ المهمة، لنعد الوكالة ونسترد حقها.
يومئ الجميع برؤوسهم ثم يذهبون لبدأ تنفيذ الخطة.
انغو وهو قلق في نفسه: ما الذي يحصل مع دازاي؟ لقد طلب طلبًا غريبًا في المرة الأخيرة؟ اوداساكو تركها له لذلك يجب ان يكون حريصا عليها؟ ترى هل وصل إليها ما ارسله؟ من المفترض ان يصل لها في ليل الأمس بعد الغروب مباشرة(يهز راسه ليطرد هذه الأسئلة الكثيرة) حسنًا لنأمل انه بخير وقد وصل ذاك الشئ إليها.
فلاش باك مساء الامس عند الغروب.....
اخذت سايا تنظر من نافذة غرفتها للشمس التي تتثائب متجهزة للنوم عن مكانهم،راسها يفكر في كلما مرت به في السنين الماضية منذ موت اوداساكو من وحدة وألم وخوف وترقب لما سيحصل لها، من اشمئزاز بعض الناس منها لأنها تدور شائعات ان اخاها كان شخصًا سيئًا وهذا يجعلها تشعر بالحزن الشديد، فكرت في هذه السنة التي مضت من عمرها مرة اخري بدون اخيها، وبالتحديد اخذت تستذكر ما حصل لها في الأربعة اشهر الاخيرة منذ معرفة الوكالة بها، كانت تبتسم وتضحك ثم تقلب ملامحها احزن.
سايا: إنهم ليسوا إرهابيين، لم يفعلوا ذلك لابد ان ذلك الشخص الشرير الذي تحدث عنه دازاي من دبر لهم هذا، سابذل قصاري جهدي لأستطيع مساعدتهم اجد فقط سانتظر الفرصة المناسبة للتحرك،"تتذكر دازاي" لسبب ما انت تخطر ببالي الآن، ربما لو كنت موجودًا لكنت ازعجتني بدل ان تعطيني هدية عيد ميلاد(تبتسم بحزن)أوداساكو في مثل هذا الوقت مات، اجل لا بد انك تشعر بمثل ما اشعر به الآن، لأنه في النهاية كان الشخص الوحيد الذي فهم دواخل كل واحد منا وكان قريبًا من قلبه بالنسبة له، اجل لقد فهم اعماق اعماقنا، افتقده بشدة، لن انسى طعم المقرمشات المميزة التي يجلبها، اردت ان اكون اليوم واقفة عند قبره واضع له الزهور ولكن اختلف الامر هذه السنة، لا انا اتيت ولا انت اتيت يا دازاي، ربما يشعر أوداساكو بالوحدة الآن، وانت ايضا ربما تشعر بذلك عندما تتذكر لحظة موته التي شاهدتها بأعينك، رغم اني لم اشاهدها إلا ان تخيل ذاك سبب كافي لانهار بالبكاء ولا اريد ان ابكي.
تتنهد ثم تنظر في طرف الشمس الصغير الذي بدا انه يودع الجميع بآخر شعاع يبذله في سبيل ان يضئ.
سايا: ارجو ان تعود الوكالة، ان تعود لها سمعتها كما كانت بين الناس، ان يكون أعضائها بخير كلهم، وان يجتمع شملهم من جديد وتعود الوكالة اقوى واقوى، وان يستطيع دازاي أن يعود بخير، اجل عد سالمًا دازاي حينها اود ان اكون موجودة لاراك عائداً، كيف ستكون ردة فعلك حينها؟ ربما ستقول لي ان ابتعد عنك بعيدا لانك لا زلت مصدر خطر ومثل هذه الاشياء(تنظر بحزن للأرض) ولكني متأكدة أني لن اكرر ذلك مرة اخري وابتعد ساتشبث بك!
يدق باب غرفتها ويقطع حبل افكارها، تلتفت نحو صوت الباب وتدرك انها يجب الا تظل واقفة وتسمح للشخص الطارق بالدخول.
سايا:اوه! أجل تفضل.
يدخل تيتشو الذي عاد من العمل مع كلاب الصيد ولا زال لم يبدل ملابسه.
سايا: تيتشو هذا انت! ادخل هيا(تعيد النظر لخارج النافذة وقد اظلمت السماء بالفعل)
تيتشو: سايا، اود ان اعطيك شيئًا أعطاني إياه شخص ما طلب مني ان اعطيه إليك(يحك رأسه) لا تسأليني بغباء من هو هذا الشخص لاني ايضا لا اعلم وكذلك (يخرج من داخل عبائته باقة ازهار زرقاء مفعمة بالحيوية ومعها بعض الورود الصناعية بنفس الشكل واللون)
تتفاجئ سايا وتندهش وتتسائل في نفسها: من هذا الشخص؟؟ إنه يعلم اني احب هذه الازهار! لا لا لا ربما هذه مجرد صدفة.
تتقدم وتمسك باقة الزهور من تيتشو تجد مكتوبا على الورق المزين بشكل جيد ومزخرف اسمها.
تنظر له بتفاجئ ثم تقرأ: سايا ساكونوسكي! إنه اسمي بحق!
تجلس على سريرها ثم تنظر جيدا لباقة الزهور الزرقاء التي تشبه لون عينيها، لاحظ تيتشو انها لم تعرف المرسل وانها مندهشة من معرفة شخص لعنوانها الحالي واسمها الكامل؛ لذلك بقي واقفًا لئلا يكون في هذه الباقة امر مؤذ لسايا ربما ارسل لها الإرهابيون شيئا لقتلها بواسطة هذه الباقة على حد تفكيره.
تتفحص الأزهار ثم تجد وسطها بطاقة ذات لون ابيض مزخرفة اطرافه باللون الاحمر،التقطتها من بين الزهور وهي متفاجئة،فحصتها لتنظر إن كان هناك إسم مرسل ولم تجد، فتحتها لتجد بداخلها كلامًا مكتوبًا بطريقة غريبة كل كلمة مكتوبة في ورق صغيرة ملونة بلون ما ملصقة على البطاقة، قبل ان تقرا الكلمات بحثت عن اسم مرسل مرة اخري ولم تجد، كان محتوي الرسالة:
أهلا(في ورقة حمراء)،حسنًا(ورقة حمراء) ،بماذا(ورقة حمراء) تشعرين(ورقة صفراء)الآن؟(ورقة صفراء) كوني(ورقة حمراء) بخير(ورقة صفراء) ، كنت(ورقة صفراء) أود(ورقة حمراء) فعل(ورقة حمراء) مفاجأة(ورقة صفراء) تتذكرينها(ورقة حمراء) ، قد(ورقة حمراء) دمت(ورقة حمراء) بعيدة(ورقة صفراء) عني(ورقة صفراء) كالنجوم(ورقة حمراء) ولكنك لا زلت في ذاكرتي (والجملة الأخير في ورقة بيضاء عادية ولكن كتبت بخط مختلف ولو بنفسجي) عيد ميلاد سعيد.
نظرت إليها سايا باستغراب فالجمل غير متصلة بشكل جيد، وربما عندما تقرأ الكلام تحسه مثل حديث متقطع إن صح تعبيرها، حاولت معرفة المرسل ولم الكلمات هكذا موضوعة!.
فجأة اخذت تقرأ الكلمات ببطء شديد كلمة كلمة.
سايا في نفسها: سأجمع الحرف الأول من كل كلمة في ورق بلون احمر، واجمع التي بلون اصفر على حدة، احس ان هنالك لغز يمكنني حله من خلال هذه الكلمات التي توجد في ورق بِلَونين.
جمعت احرف الكلمات التي علي ورق أحمر،تفكر في نفسها: الأحمر: أهلًا، حسنًا، بماذا، كوني، أود، فعل، تتذكرينها، قد، دمت، كالنجوم.
حسنا انها مع بعضها لا تكون جملة مفيدة ابدا ككلمات، لذا ساخذ اول حرف من كل كلمة، سابدأ بالترتيب ربما ينجح، ستكون(تفكر)أحبكأفتقدك(تتعجب) ما هذه الطلاسم!! (تكرر تلك الكلمة التي نتجت مرات عدة بتعجب) لا لا لا تبدو مفيدة ساجمع الكلمات الصفراء(ثم تعود لتدرك شيئًا) ماذا؟ لحظة لحظة! إذا فرقت هذه وهذه ووضعتها هكذا ثم قرأتها
اصيبت بالدهشة عندما قرأتها بعد ترتيبها جيدا، ولقد علمت المرسل عن طريق الطريقة التي جعلها تحلل لمعرفة الرسالة المخفيةداخل هذه الرسالة الغريبة، اخذت تبكي بينما تضع يديها علي فمها وتأخذ شهيقًا طويلًا، لم يدرك تيتشو الذي يقف هناك انها كانت تبكي مما عرفته بل ظن انها تبكي لانها تحت تهديد ما، سارع بسرعة لاخذ الباقة ولكنها توقعت رد الفعل ذاك وقبل ان يتحرك احاطتها بيديها ومنعته من الوصول إليها.
تيتشو باستغراب: سايا ما الامر؟ بسرعة اعطني هذه الباقة إنها خطر عليك.
سايا وهي تبكي وبصوت هادئ متناسب مع انغام الحزن في شهقاتها: لا تيتشو، هذا الشئ لي، ولا ابكي بسبب انني تحت تهديد بسبب هذه الباقة بل ابكي لاني فهمت الرسالة وعرفت المرسل.
تيتشو: هكذا إذا، ومن هو؟ وماذا فهمتي.
سايا وهي تبكي: إنه شخص رغم كونه بعيدًا جدًا جدًا عني لم ينسني ابدًا، لم ينس عيد ميلادي.
تيتشو يستمع إليها ويتسائل:قولي لي من هو؟
سايا تبكي والدموع الساخنة تحرق قلبها: إنه هو!
تيتشو يحاول الاستيعاب ثم فاجأة تتسع عيناه ويقول بغضب: هاتي هذه الباقة، إنه ذلك الإرهابي، كيف استطاع حتى إرسالها! يا له من وغد، هاتها إنها خطر عليك سايا، لا يجب ان تري كلامه المعسول هذا إنه ماكر و....
تقاطعه سايا صارخة عليه: اصمت(يتفاجئ تيتشو بينما هي تمسك بإحكام بالباقة بين يديها وتبكي)
تيتشو: سا.......
سايا تقاطعه مرة اخرى: لا تتحدث اكثر، تنعتون من تشاؤون بالإرهابي دون تخقيق حتى او دليل.
تيتشو يفتح فمه: نملك الدل....
سايا: لا! ليس الدليل هذا كافيًا، حتي ولو رأوهم هناك مكان الحادث ربما دبرت لهم مكيدة وكذلك...
تيتشو يصرخ عليها ويمسكها من اكتافها ويهزها: استيقظي من غسيل الدماغ هذا إنهم يستغلونك، لا تنصاعي لهم. (ثم يتفاحئ بملامح سايا الحادة والعزم الذي في عينيها والحزن الذي يمتزج مع بقية مشاعرها)
سايا: مُصِّر إذًا! إنهم ليسوا إرهابيين.
تيتشو بغضب: إنهم كذلك وبالذات ذاك الذي كان في المافيا، إنه شخص سئ لا تنخدعي.
سايا: ليس كذلك، هل تحكمون على الشخص بنظرتكم لحاضره ام ماضيه! ربما عرف خطئه وادركه وخرج من الظلام"تصرخ والدموع تنهمر" لم عليكم ان تذكروه بماضيه؟ بالشئ الذي غيره وتركه خلف ظهره؟ يكفيه! يكفيه!

تيتشو علم انه ما من طريقة لجعلها تصمت عن البكاء سوى معرفة ما بعقلها"في نفسه" : ساحاول معرفة ما يدور في رأسها ثم ساستطيع علاج غسل دماغها هكذا.
تيتشو: سايا لم انت واثقة من هذا!
سايا تحتضن باقة الورود: لأن القلب إن وثق، إن عرف الحقيقة، إن عاش بين صدق المشاعر؛ حينها لا شئ سيزعزع ثقته بأن تلك الأشياء التي وثق بإحساسها يومًا ستظل كما هي صادقة ونقية، ولذلك انا واثقة من انه ليس كما تظنون، لاني وثقت به مرة، ومرتين وثلاث واكثر، لاني اعرفه، لاني رأيته علي حقيقته بكل احواله، لاني رايته عندما كان يبحث عن الراحة ولم يجد إلا قطعة منها في جانب النور،لذلك اثق انه لن يخون ذلك الجانب الذي اذاقه بعض ما يريده ولو كان قليلًا.
تيتشو: لم تعيرنه هذا القدر من الاهتمام؟

سايا صامتة لا تتحدث لدقائق بينما الدموع لا تزال تنهمر حتى كسرت صمتها بقولها: لا اعلم! ربما علي ان اسأل عقلي؟ أو ربما ان اسال قلبي قبل كل شئ؟
ادرك تيتشو ان ما كانت تعانيه سايا ليس غسيل دماغ من طرف الوكالة وبالأخص دازاي، بل كانت ثقة قوية مبنية علي غوص في اعماق شخصياتهم، كانت حبًا خالصًا ممتنًا لذلك ال"دازاي"
تيتشو: ماذا قال في رسالته(تمتنع سايا عن إجابته وتبتعد خوفا من ان ياخذ الباقة) لا تخافي لن اخذها، اود فقط ان تقولي ماذا كتب! اعلم ان هذا سؤال غريب! ولكن ارجوك أخبريني!
سايا وقد قالت بينما ترتعش مع كل دمعة: خذ واقراها(تمد البطاقة البيضاء)
تيتشو يتظر باستغراب للبطاقة كانت ردة فعله مثل ردة فعل سايا اول مرة عندما رات البطاقة، لم يفهم شيئًا ذا معنى مهم.
تياشو: لماذا هي غريبة هكذا! الكلمات!
سايا: إذا قمت باخذ اول حرف من كل كلمة ذات ورقة حمراء ستجده اخفى بذلك كلمتين لاجلي في الرسالة وهما: احبك و افتقدك(ترفع رأسها وتنظر له نظرة جعلت عينا تيتشو تتسع كانت تبكي وملامحها يائسة) لم ينس ابدا هذا اليوم(تحتضن الباقة) لم ينس حتي ادق التفاصيل"تقصد حبها للزهور للزرقاء بالذات من بين كل الزهور"
تيتشو يقطب حاجبيه يعيد الرسالة لسايا ثم يجثو على ركبتيه في مستوى رأس سايا وينظر لها نظرة جادة، نظرة اخ لاخته: سايا بصدق قولي لي، هل تحبينه لهذه الدرجة!؟
سايا تنظر له وهي مفاجئة من سؤاله ثم تطضرب ملامحها ولازالت الدموع تسيل وقالت بنبرة متألمة:تيتشو!!! حتي وإن كنت، فما نفع حبي إن كان في اكثر وقت هو في حاجة إلي لأبرئ عنه التهمة ولم اكن بقربه!
تيتشو: فقط قولي لي مشاعرك! تجاهه!
سايا: (تضطرب ثم ترتجف وتنظر للأزض نظرة منكسرة) لا علم" ثم تبدأ في البكاء بشدة ويحتضنعاها تيتشو تخفيفًا عليها وقد ادرك انه قد فهم الخطأ في تفكيره، لم تكن مغسولة الدماغ بل كانت فقط تحسبه شخصًا تحبه من اعماق قلبها حد البكاء)

بعد عشر دقائق نامت متأثرة بالبكاء ولازالت تحتضن الباقة، عدل تيتشو وضعيتها ووضعها علي السرير وغطاها، حاول سحب باقة الورود الرقاء ولكنها لم تفلتها واحترامًا لرغبتها تركها وابتسم ثم اغلق باب الغرفة بصمت.
(نهاية الفلاش باك)

في  اليوم التالي بعد ان انتهوا جميعا من اشغالهم"سايا وميا وتيتشو" تناولوا الغداء والقلق بادٍ علي وجه تيتشو وميا التي حكى لها تيتشو ما حدث، كان المكان صامتًا وليس ككل مرة مليئًا بمضايقات سايا، كسر الصمت صوت ديك عال، تفاجئ الجميع ووضعوا ايديهم علي اذانهم من الصوت المزعج.
ميا: ما هذا! مزعج!
تيتشو: اعتذر، إنها نغمة رنين هاتفي(يأخذ هاتفه ويجيب بينما تتنهد سايا وميا بعد ان ساد الهدوء) اجل انا تيتشو.
يظهر التفاجئ على ملامحه ثم ينهض فجأة وبسرعة من كرسيه ويترك طعامه.
-حسنًا انا قادم بسرعة.
اندهشت ميا وسايا لم يكن لينهض إن لم يفرغ طبقه من الطعام.

     _____إلى الفصل القادم< °.° >______

من جحيم الحياة إلى أحضانك دازاي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن