الفصل الثاني والعشرون

142 9 3
                                    

الفصل الثاني والعشرون.
استيقظت سايا في اليوم التالي في العاشرة صباحًا لتجد كونيكيدا يقرأ مذكراته فتلتفت إليه ثم تقول بابتسامة نعسة: مرحبًا هل هذا أنت كونيكيدا- كن.
كونيكيدا: مرحبًا سايا، سعيد لأنك بحال جيدة، كيف حالك الآن؟
سايا: أنا بخير، كيف حالك؟
كونيكيدا: أنا بخير وكذلك كل من في الوكالة، هم في حماسة للوقت الذي ستعودين فيه مرة أخرى.
سايا: أنا كذلك متحمسة بشدة بشدة بشدة،(تسأل) ولكن كونيكيدا-كن في الصباح الباكر عندما إستيقظت كان الرئيس هنا، متى ذهب؟
كونيكيدا: لقد ذهب في الساعة السابعة صباحًا وسلمني أمر حمايتك.
سايا: إذًا الأمر هكذا.
كونيكيدا تلمع نظاراته: أرجو منك الإستلقاء في السرير ولا تنهضي لأن الراحة ستساعد على تقصير وقت بقائك بنسبة 70% بالإضاف إلى أن تعليمات الطبيب تشكل 90%من العلاج وال10% هي تطبيقك للمعلومات بحذافيرها واستشارة الطبيب و...... (ظل يعطيها محاضرة).
تضحك سايا بشدة فيتوقف كونيكيدا عن الكلام وينظر لها، تنظر له سايا وهي تمسح الدموع الضاحكة من عينيها قائلة: اااااه كونيكيدا-كن، لقد اشتقت حقًا لمحاضراتك الطويلة.
كونيكيدا: هاااااااااااااااا، ما أقوله ذو فائدة حتى ولو كان طويلًا، ولا تتفادي لسماع...........
تضحك سايا مقاطعة له: حقًا أنت مضحك كونيكيدا-كن.
كونيكيدا: لماذا تذكرينني بذلك الأحمق دازاي، إنك تثيرين غضبي نوعًا ما؟
سايا ضاحكة: حقًا، لا تغضب مني كونيكيدا-كن أنت شخص رائع ولا تغضب صحيييييح.
كونيكيدا بطريقة كوميدية مومئًا برأسه : أجل أجل، اها اها.
أخذت سايا تتحدث معه ويتبادلان أطراف الحديث لوقت طويل ثم قالت له: كونيكيدا-كن، بعد فحص الطبيب بعد قليل أرجو منك أن تأخذني في جولة لإستنشاق الهواء إذ قال......
يقاطعها كونيكيدا: قال الطبيب أن عليك يومًا بعد يوم أن تستنشقي الهواء النقي، كما عليك أخذ دوائك بشكل منتظم في الوقت المناسب وعدم رفضه، أعلم كل هذا ودونته في المفكرة.
سايا تضحك: هذا أقل ما يتوقع منك كونيكيدا-كن الرائع.
تفحص الطبيب سايا وأذن لها بالخروج بعد أن طمئنها على صحتها، تساعدها الممرضة على الجلوس في كرسي متنقل ويأخذها كونيكيدا إلى الحديقة القريبة من المشفى، ثم أخذ يدفع عربتها في الحديقة في الممشى.
كونيكيدا: أنصحك بأخذ شهيق وزفير مرات عديدة.
سايا: بالطبع، شكرًا لك على نصائحك الرائعة.
أخذت سايا تفكر في كلام دازاي لها، ولم تصرفت هكذا وردت على كلامه بتلك الطريقة، وكيف لها أن تتقبل تلك الكلمات منه، احمرت خجلًا ثم اضطربت، وقالت في نفسها: بعقلانية، بعقلانية، بهدوء فكري.
أخذت تفكر بتعقل، منذ متى وهي تحتفظ في نفسها بكونها تتقبل كلامًا مثل ما قاله، ربما في أعماق قلبها كانت تُكِّن له مثل ما يُكَّن لها، ربما كذلك، واستقرت على فكرتها هذه، وأغلقت عينيها وابتسمت ابتسامة ساحرة لتستشعر الهواء المداعب لها، حتى إذا ما نقر اصبع كونيكيدا على كتفها قائلًا: سايا(تفتح عينيها وتلتفت نحو كونيكيدا وهي محافظة على تلك الابتسامة لتجده مرتبكًا).
سايا: كونيكيدا-كن ماذا بك؟ إستمتع بهذه النزهة، سنعود بعد قليل إلى المشفى.
كونيكيدا: أظن أنه من الأفضل لك أن تمحي هذه الإبتسامة عن وجهك.
سايا: لم؟ الابتسامة أمر رائع.
كونيكيدا: أعلم ذلك بالطبع، ولكن الأمر يختلف عندك (ثم يشير برأسه إلى الناس المذهولين) ابتسامتك تكفي لتجذب كل من في الحديقة(يقترب منهما شاب خجل يحمل هاتفه فيتحفز كونيكيدا وينظر له)
الشاب بخجل: أأأأأأنسة...... هل يمكنني أخذ صورة معك؟
تستغرب سايا، ويضرب كونيكيدا يده بجبينه لأنه علم أن مثل هذا الأمر سيحصل، تريد سايا أن تفتح فمها بالكلمة وقبل أن تفعل ذلك يجري كونيكيدا بالكرسي المتنقل هاربًا بسايا من الشبان الذين ترسل حركات أقدامهم إشارة بأنهم سوف يأتون ليأخذوا صورة معها إذا ما قبلت سايا بصورة مع ذلك الشاب وستكون مسألة طويييييلة بعدها. خرجا وأخيرًا من الحديقة وابتعدا لمسافة بعيدة عنها، تضحك سايا بشدة، يستنكر كونيكيدا ضحكها ويقول لاهثًا: كل هذا بسبب ابتسامتك!! ماذا إذن إذا ضحكت لهم!! أرجو منك عدم اللهو والتحكم بتعابيرك، انصحك بألا تبتسمي أمام شبان.
سايا: حسنًا، أوني-تشان.
كونيكيدا: أجل أحسنت لا تفع....... (ثم ينتبه للكلمة التي قالتها سايا ويصرخ) ماذاااااااااا؟ ماذا قلت؟ هذا ليس وقت اللعب!
سايا تضحك: هاهاها كونيكيدا-كن أنت شخص مضحك، شكرًا لك سأحذر، أنت تبدو مثل أخ كبير يحمي أخته من الشبان لهذا قلت لك ذلك.
كونيكيدا وهو يصلح نظاراته: لا تردديها مرة أخرى.
سايا: حاضرة، أوني-تشان (تطلق ضحكة).
ومضيا في الطريق إلى المشفى وكونيكيدا يردد عليها ألا تعيد تلك الكلمة، وقد حل وقت الظهيرة عند وصولهما.
وفي الوكالة........................................
كيوكا: متى دوري في حراسة سايا؟
أتسوشي: أنت بعد دازاي، ولكن لماذا تسألين؟!
كيوكا: أحس أن اليوم طويل فقط.
ضحك كينجي: كيوكا تفتقد مثلنا سايا.
تانيزاكي: أتمنى عودتها بسلام.
رانبو: اووووف، كانت تحضر لي نوعًا من الحلوى لا يحضره أحد سواها، طعمه رائع وفريد، أرجو أن تعود بسرعة أريد تناول تلك الحلوى.
دازاي: ذهبت يوسانو- سينسي لتقابل الأطباء وتستفسر عن حالتها أكثر، ستأتيكم بخبرها، دعوكم من الشوق إلى إزعاج تلك الساحرة.
أتسوشي: دااااازاااي- سان، نحن نعترض على مناداتها بالساحرة؟ لا يتناسب معها بتاتًا!! لا تناديها هكذا.
تانيزاكي: أجل، إنها شخص رائع، لقب كهذا خطأ في حقها، داااازاااي- سان.
كيوكا وقد لمعت عيناها كالصقر المركز على فريسته: هل لك ضغينة معها؟ أرجو إخباري فورًا بذلك!
دازاي: ما بكم ما بكم؟ إنها ساحرة لأنها ساحرة مخادعة، هكذا حال الساحرات المخادعات الغبيات.
كينجي: أرجو ألا تقول عنها ذلك بتلك الطريقة الغير متسامحة، إنها تذكرني بطيبة أهلي، صادقة ونقية ومرحة ولطيفة.
دازاي: لا يهم!! ساحرة تعني ساحرة!!!
رانبو وهو يقرمش الرقائق: لو استمريت على هذا الحال دازاي، سينقلب كل المكتب على رأسك.
دازاي يتنهد: ألم أقل لكم أنها ساحرة! لقد سحرتكم! سأهرب منكم! (ثم يخرج من المكتب مسرعًا).
تانيزاكي: لم يصر على هذه الكلمة!
رانبو: لم يكن يريد سوى سبب من للهروب من العمل، كم هو غبي!
دازاي أخذ يمشي في الطرقات وقد حل وقت الغروب، يقف لينظر إلى البحر الذي انقلب ماؤه ذهبًا مذابًا بسبب الغروب، وإلى الشمس المودعة في الأفق ثم قال: أنا صادق في أنها ساحرة! إنها تسحرني لدرجة التصرف خارج نطاقي! حقًا ساحرة(يبتسم وهو يقول ذلك وصورة سايا مبتسمة بادية أمام وجهه، ثم تتحول ملامحه المبتسمة إلي تفكير ممزوج بحزن) ولكن لن أستطيع الإقتراب أكثر منكِ، سوف تتأذين لأني شخص سيئ سايا، وعدتك بأن أكون بقربك(ثم يستدير ليكمل مشيه ويقول بنبرة حزينة فيها غموض) ولكن في هذا الزمن يمكنك أن تكون قرب الشخص عن بعد.
حل المساء وعادت الأطيار إلى أعشاشها، وذهب الكل لمنزله آويًا إليه من ظلمة الليل، حتى إذا ما اشتد الليل بظلمته وأتى الوقت للعقول المهمومة والقلوب المحزونة بالتفكير والبكاء، وفي غرفة سايا في المشفى وقربها كونيكيدا تتظاهر بالنوم رغم كونها مستيقظة، أخذت تفكر بالذي تشعر به من ألم، بدأت تلك الأعراض المقيتة في الظهور! بدأت سايا تحس وكأن بركانًا يغلي بدمها، بدأت تشعر بوخزات الألم ولكنها لم تترك كونيكيدا يلحظ ذلك، ونامت على ألمها الداخلي وكيف ستكون حالتها هذه المرة مع تلك الأعراض وهي في الأصل متعبة من فقد قدرتها ومما لاقته عند خطفها.
       ______إلى الفصل القادم=-=________


من جحيم الحياة إلى أحضانك دازاي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن