46-'تيتوس'

337 36 34
                                    


.
.

كانت روزيلا تجلس على مقعد خشبي قريب من البحيرة وقربها هكتور.

قدم هكتور كوب قهوة لها كان قد اشتراه ثم جلس وراح يفكر في شيء يقوله لكنه أحس أنها رغبت في الجلوس صامتة فحسب لذا لم يتحدث.

تحدثت روزيلا بعد عدة دقائق:
"كيف علمت أنه شخص سيء؟"

"البارحة حين كان في منزلكِ، تسلل من غرفته وكان متجهًا لغرفتكِ، ظننته منحرفًا وقررت قتله، لهذا حين اخبرتيني أنكِ ذاهبة لمقابلته اليوم تتبعتكِ احتسابًا"

"لا أفهم شيء على الاطلاق، كيف يكون سام شريرًا؟ وكيف يعرف كل شيء؟ ولماذا يدعم جوبيتر؟ أحيانًا اتسائل كم من الوقت تبقى لنا.."

"الكثير، الكثير من الوقت، روزيلا"

نظرت روزيلا له فنظر لها فقالت:
"لكن ليس بوسعنا القيام بأي شيء الآن، أليس كذلك؟ لا يمكننا انقاذ ماريا حتى؟"

أطلق هكتور تنهيدة:
"لا أعلم"

تذكرت روزيلا فجأة فقالت:
"لقد..حين لمستُ الزهور..راودتني الكثير من الصور، بدت كذكريات، رأيتُ ماريا ورأيتُ جين وتايهيونغ، و..رأيتُ موتي"

أشاح هكتور بوجهه عنها وارتشف رشفة من قهوته ثم أردف:
"الجلاديسون زهور قوية، لقد تذكرتِ حياتكِ السابقة، ربما كنتِ تعرفين تايهيونغ وجين وماريا في حياتكِ السابقة أيضًا"

راود روزيلا سؤال وترددت في طرحه، لكنها نظرت للأرض والعشب الميت أسفل قدميها ثم سألت في هدوء:
"أيعني هذا أني كنتُ إحدى ضحايا تايهيونغ؟"

"أنتِ من لمستِ الزهور، أنا لا أتذكر أو أعرف شيئًا"

اومأت روزيلا في فهم ثم قالت:
"حسنًا، دعنا نعود للمنزل، من المؤكد أن كاستور على حافة قتل أخيل الآن"

شعر هكتور أنها ليست مستعدة للعودة للمنزل، لكنه لم يملك خيارًا سوى السماح لها.

وقفت روزيلا وسارت خطوتين ليقف هكتور وقبل أن يتتبعها كانت روزيلا قد توقفت عن السير واستدارت له بوجهها مبتسمة ابتسامة حزينة:
"لعلمكَ، تايهيونغ لم يطلب مني الزواج فقط لإعادة آل دورادو لي"

فهم هكتور في تلك اللحظة أن حديثه هذا الصباح جرحها لدرجة أنها كانت تفكر فيه حتى الآن وبعد ما حدث وشعر بالغضب من نفسه أنه للمرة المائة سيء في التعبير عن مشاعره لذا كي لا يقول شيء غبي مجددًا اكتفى بإماءة خافتة ثم سار نحوها وأمسك بيدها قائلًا بنبرة لطيفة غير معتادة منه:
"وأنا لم أغادر آفالون لحماية القلادة فقط أيضًا"

شعرت روزيلا بالخجل في تلك اللحظة، لكن خجل غير مريح، فهي غير معتادة على هذا الجانب من هكتور مما جعلها غير مرتاحة، لكنها لم ترغب في أن تجرحه بعد أن انفتح لها أخيرًا لذا ابتسمت له بخفة ثم سارا معًا بهدوء عودةً للمنزل.

عروس الشيطان | KTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن