45-'عيون زرقاء'

371 41 22
                                    

.
.

كان جوبيتر في عرشه بين خدمه ينظر للكرة البلورية خاصته، يراقب آفالون منها لكن عقله كان في مكان آخر.

تقدم نحوه أحد كبار خدمه وكان نصف وجهه به آثار حروق وسأله:
"سيدي، متى ستعود لأخذ القلادة؟"

اومأ جوبيتر نفيًا:
"لا علم لي، هكتور، هذا الوغد! من يظن نفسه؟ لقد تحداني؟ هذا النكرة!"

"لماذا لم تقتله، سيدي؟"

"قواه جنونية، إن قتلته لن أتمكن من سرقتها، هكتور ولسببٍ ما هو الوحيد من آفالون الذي لا يمكنني إرساله لباندورا، إذا ملكت تلك القوة، كنت لأرسلته منذُ الأزل"

"ما خططكَ إذن؟ لن تقتله ولن تسجنه، هل ستتخلى عن القلادة؟"

"مستحيل!!"

استقام جوبيتر ثم قال مفكرًا:
"يجب أن أحصل على القلادة دون أن أقتله، لكنه سيحميها بحياته"

صمت جوبيتر وارتسمت البسمة على ثغره ثم قال:
"خطرت لي فكرة، بدا أن هذا الهكتور مهتم بتلك البشرية، لماذا..لا نستخدمها؟"

****

"هل تتذكرينه الآن روزيلا؟ كيم..تاي..هيونغ؟"

قدم سام زهور الجلاديسون لروزيلا الجاثية أرضًا وآثار الدموع تغطي وجهها وتبادل كلاهما النظرات لعدة دقائق في صمت.

روزيلا لا تعلم ما الذي يتوجب عليها قوله، التظاهر بالغباء؟ أم الفرح لأنه قد يكون في صفها ومفيدًا؟ أم الخوف لأنّه قد يغدر بها ويؤذيها؟

أمال سام رأسه لليسار قليلًا ساخرًا:
"ماذا؟ هل نساه هكتور وأخيل وكاستور أيضًا؟ ألستم يارفاق أصدقائه المقربين؟"

شعرت روزيلا بالقلق في تلك اللحظة وأول ما خطر في بالها كان إخفاء قلادتها، لكن أية حركة الآن ستلفت انتباهه وسيلاحظها، لذا فكرت في الهرب وانتظرت اللحظة المناسبة، بينما تماطل، قهقهت في توتر:
"عما تتحدث، سام؟"

تلاشت بسمته ورمقها في جفاء:
"تتسائلين؟ "رفع رأسه للسماء ثم قال:
"أين جوبيتر؟ من المفترض أن يأتي، هو لا يريدكِ أن تتذكري"

صُعقت روزيلا حين نطق سام باسم جوبيتر وازدردت ريقها بينما استقامت ببطء مستغلة نظره للسماء لكنه أعاد نظره لها فورًا ورمقها بنظرة مجنونة:
"حركة أخرى وستتحول تلك السكين لواقع!"

صُعقت روزيلا مجددًا، وشعرت بخوف، ليس الخوف العادي بل خوف مثير للاشمئزاز ومريب للغاية.

اقترب سام خطوة نحوها:
"هل تظنين أني غبي؟ هاه؟ هل تظنين أني لا أعرف حقيقتكم يا رفاق؟ أنت لستم جيدين في الكذب حتى! حفنة من الحمقى، واحد يمكن شراؤه بكعكة فراولة والآخر موهوم بقواه، وأخيه عاجز ولم يتمكن من الإقدام على أية خطوة بمفرده، ماذا عنكِ؟ بشرية حقيرة ظنت نفسها مل-"

عروس الشيطان | KTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن