بداية الشهر الأسود

29 4 29
                                    

قالت لي بلا مقدمات ان اترك العمل لكنها بدأت تشرح لي الاسباب :

_اعرف ان العمل يرهقك جسديا ونفسيا لذا هذا كاف اردتك ان تخوضي في الحياة وتختلطي اكثر لتتعملي عن البشر والمشاعر وحياتهم اليومية وحتى مشاكلهم كما أنك اكتسبتي بعض الاصدقاء!

_ هل اخطأت بشيء؟

_ لا اطلاقا ، لما عليكي المعاناة اكثر في عمل لايناسبك
فبخلافي انت تميلين للعزلة والهدوء
إن شخصيات السحرة التقليديين تتوضح اكثر عندما يحاولون التحرر .

هذه عادتها حقا ، لاتمهد لأي شيء ولاتلمح تقترح امر مهم حياتيا خلال اغرب الاوقات والمشكلة يكون مقنعا للدرجة عدم قدرتي على الرفض والنقاش

قلت بعد تفكير بسيط فهي لن تقترح شيء ضار:
_أنت محقة، لقد تعبت لكن ماذا يجب أن افعل بعدها ؟
_ استريحي في المنزل لفترة ومارسي هوايتك بصنع الخلطات
أنا اجهز لك خطة جيدة

_أنت تفعلين الكثير لأجلي ، أتخططين لفعل المزيد؟
_ بالطبع! صديقتي الصغيرة تحتاج للدعم فسأدعمها بالطبع
فأنا وجدت من يساعدني عندما احتجت لذا سأقدم المساعدة أيضا ، بالاضافة انتي تعتنين بالبيت وبي
لقد بنينا علاقة جيدة لم أتوقع أن نصل لهذا الحد لكنك شخص جيد

_ انت هي الجيدة مهما فعلت لن استطيع رد جمائلك
قرصت وجهي كما تفعل دائما:
_ توقفي عن قول جميل ، لقد اصبحنا صديقات ....
اه هذا الحديث العاطفي لايمكنني مجاراته
لكن اصبحت تعرفيني لا أفعل شيء إن كان يزعجني
فتوقفي عن الشعور بالذنب .

_ أنا أشعر بالذنب؟ لم أدرك
_ نعم كلماتك تبين هذا
_ سأخذ كلماتك هذه بحرص اكبر من الآن وصاعداً
_ يالا جديتك ، كم هذا لطيف

لطيف؟ يالا الغرابة
بعض الاحيان لا افهم استعمال هذه الكلمة في بعض المواقف
اجد بعض الامور لطيفة كالحيوانات والاطفال لكن لم اجد أي تصرف من شخص بالغ لطيف بعد ..

.....
بعد أن قدمت استقالتي المفاجئة ظللت حبيسة غرفة السحر لأيام لدرجة ان أماثي بدأت تتذمر من غيابي

لقد اشتقت لهذا حقا ، لم اكن اجد وقتاً كافيا لأصنع أي شي تقريباً
حتى جرعات الغذاء البسيطة لم اكن أجد وقتا للتركيز عليها

بعد اسبوع من دفن نفسي في الغرفة شعرت بالاكتفاء قليلاً
لذا خرجت للاستحمام وتناول الطعام الطبيعي بدل جرعات الغذاء
ثم نظفت المنزل وأعددت اطعمة اماثي المفضلة كاعتذار لها

عندما عادت من العمل ورأتني استقبلها قفزحت فرحا وضمتني
_ عدتي أخيرا! لا اصدق لقد توقفتي حتى عن الاكل

نور مصدره أنتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن