سعادة

27 5 15
                                        

أثناء حديثنا، دخلت زوجة عمه وابنها للاطمئنان عليه. وقفتُ جانبا أراقب بصمت.....

ما إن رآها، حتى أضاءت ملامحه كما يضيء وجه طفل رأى لعبته المفضلة. عانقها بلطف، ثم احتضن الابن، وتبادلوا كلمات دافئة ناعمة، مشهد يقطر مودة وحنانا.

ومع ذلك... لم تكن نظراتهم مريحة. شيء فيها أربكني. تعابير خفيفة، بالكاد تُلحظ، لكنها هناك - خاصة تلك الراحة الخفية التي انبثقت حين أخبرهم أنه لم يُشفَ بعد، بل أن المسكنات فقط هي ما يُبقيه متماسكًا.

هل يعلم؟ هل لاحظ؟ ام شدة حبه تعميه عن هذه التفاصيل التي حتى انا استطعت ملاحظتها
اهداه المرأة مجوهرات وسأل الابن عن سير المشروع وهو يقول له" اخي ازرع الحب والطيبة وستحصدها من الناس ، سيكونون أوفياء لك ويعملون بجهد عندما تعطيهم حقوقهم وتكرمهم "

الفتى ابتسم، لكن بابتسامة لا تشبه ابتسامته الأولى، وكأنها مرسومة فوق وجهه لا من قلبه.

بعد أن غادرا، سألته عن علاقته بهما، فأجاب ببساطة بكل حب:

"إنهما عائلتي الثانية... أغلى ما أملك."

فليكن
لن اخبره بملاحظاتي الغير مؤكدة هناك امور من الافضل ان تظل مجهولة
لابد انها محض غيرة لانه هو من النبلاء وهم يعتمدون عليه بالعيش والحفاظ على رفاهيتهم
قرأت هذا ببعض الروايات انها امور شائعة مكررة ولعلها محض استنتاجات سريعة مني ....

.....
لاحظت انه دائم النظر للسماءخلال النهار فسألته إن كان يحبها
اجاب:
احب كل مالونه ازرق وهي بشكل خاص. ، وانت مااللون الذي تفضلينه
_ التركوازي والبنفسجي~ انها الوان شعر الاعزاء على قلبي

استلطف الاجابة ثم اقترحت عليه ان اخذه فيما بعد بجولة على مكنستي
فرفض بأدب لانه يعمل...

انه دائم العمل .......
لايرتاح سوى الساعات القليلة التي ينام فيها ولايفعل شيء لأجل نفسه قط
سوى احيانا شرب الشاي لدقائق ورؤية هذا تجعلني استاء ، ايها الرجل المريض المحتضر
انظر للحياة قليلا

وقد اخبرت ايمليان بهذا فيما بعد عندما زرتهم وقد وافقني بغضب بالغ " لقد احترق داخلي وانا اخبره ان يهتم بنفسه ، انه احمق ورؤيته لاتصيبني سوى بالغضب "
_ لكنك غاضب دوما

ضحكت كريستال لتعقيبي وهو واصل وكأنه لم يسمعني
ومن بين كلامه قال: منذ ان قتل والداه على يد السحرة السود وهو هكذا
لقد كان يملك طبيعة خيرية سخيفةوحب هائل للمساعدة بسبب تأثره بأمه لكن بعد تلك الحادثة اصبح يعيش كلياً لأجل الغير...
اظن عندما يشفى سيعرف ان بركته تخطئ لذا قد يتغير، اريده أن يتغير.
هل أكيد شفائه ياليليث؟
_ نعم انه أمر محتم واظن اني اتخذ قراري لأني ارى انه يستحق لكن لاضير من المزيد من التأكيد
ريثما انتهي من صنع الجرعة سأستمر بالمراقبة ..
.....................

نور مصدره أنتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن