وقفنا، ليليث وأنا، أمام الكاتدرائية الكبرى.
ذلك المبنى الهائل الذي يكسوه الابيض من رأسه حتى اسايه
يعطي شعوراً نقياً مريحاً
ولسبب اجهله طلب منا غابريال أن نرتدي عباءات السحرة ذات القلانس ونُسدلها على رؤوسنا
أتى مع احد الخدم من البشر
كان هو الآخر يرتدي عباءة مشابهة، لكنها سوداء بالكامل، ويمتد على ظهرها صليب أبيض ضخم، بينما قلنسوته واسعة تخفي وجهه تماماً، لا يظهر منه شيء ما لم يرفعها بيده.
رفعها قليلا ورحب بنا بابتسامة القديس التي اكرهها وطلب منا مرافقته ففعلنا وكلانا مستغربين
إن هالته بأوجها لما يشرب العقار بعد؟
اخذنا للجهة الخلفية ودخلنا السور من باب صغير الحجم ثم بعد المرور من الحديقة المليئة بالزهر الابيض
ثم توقف أمام باب ثانٍ، متواضع الحجم، بلا زخرفة، كأنه باب لقبو منسي.
فتحه الخادم، وواجهنا ظلام كثيف.
سلالم حجرية ضيقة تنحدر نحو الأسفل، كأننا نُساق إلى أعماق الارض .
نزلنا على الدرج المنحدر الضيق الذي لايتسع سوى لشخص وكأنه إحدى سلالم الديماس
خطا الخادم أمامنا فتبعناه بصمت ومع التقدم كانت المشاعل المعلقة على اطراف الجدران تشتعل بنار زرقاء لامعة
وصلنا إلى غرفة واسعة نسبيًا، مضاءة بشموع خافتة ونيران طبيعية
على الجدار الذي يقابلنا شيء في هذه الغرفة الشبه خالية هناك رفوف تحوي جرعات سحرية طلية إن لم اكن مخطئاً وصليب معدني ضخم ملتصق بالجدار المقابل لنا.
وقف الخادم بجانبه، مطأطئ الرأس
همست ليليث متسائلة بعجب :
_ ماهذا ياغابريال؟
لكنه أجاب بجملة لم تفسر شيئا، بل زادت الغموض:
_ يمكنكما الوقوف جانبا الآن، عندما تشعران بالرغبة بالمشاركة... فمرحبا بكما. أنتما مقربان، وأحق من غيركما.
_ ماذا تقصد؟!
مشى نحو الصليب، ساعده الخادم على نزع عباءته وملابسه العلوية، حتى بدا نصف عارٍ، لا يغطيه سوى سرواله. لف فمه بقطعة قماش وشدّها، ثم وضع قناعا أسود بلا ملامح على وجهه، وقيد أطرافه على الصليب... كأنه مصلوب.
ثم ابتعد ووقف جانباً ..
فجأة ومن ذات الباب الذي دخلنا منه دخل عدة اشخاص مرتدين ذات لباسه
انهم من المهجنين وسحرة ذوي السحر الضئيل والمتوسط تقودهم مهجنة بطيئة المشية
قالت قائدتهم الذي بدى صوتها كصوت امرإة مسنة :
_ كما كل مرة... دعني أعبر عن شكري العميق لكل ما تفعله.
بفضلك، تهدأ قلوبنا....
بفضلك، نُنجز وننجح
بفضلك، نحن أقوى
ردّد الآخرون كلمات الشكر، بعضهم انحنى، بعضهم ركع.
بعدها تقدمت وضعت يدها على زاوية الصليب العلوي وأدارت ما يشبه بالمفتاح فبدأ يخرج من رأس الصليب دخاناً أبيض متوهج لكنه لم يكن مجرد دخان.
كان طاقة نقية... سحرًا صاف شديد النقاء ومركز ..
أنت تقرأ
نور مصدره أنت
Romanceهناك اشخاص في حياتنا وجودهم يكون كالنور لنا ينيرون الطريق لنمضي ونحارب ونتحرر من قيودنا المتنوعة وهذه القصة عن العلاقات المتنوعة للسحرة والبشر قصص الصداقة والحب التي غيرت حياتهم ... تخوض بطلتنا ليليث دربا طويلا لتعلم المشاعر وحماية علاقاتها الغالية...
