الاجتماع

7 2 18
                                        


فتحتُ البابَ بارتجافٍ خفيف، فالتفتَ نحوي سورييل بملامحٍ متألمةٍ، بينما إيميليان اخفض وجهه ليخفي تعابيره

أمسكت بيد سورييل وقلبي ينبض كالطبل فقربني منه وشعرت بارتجافه
أكمل كأن كلماته تُنتزع من صدره:
_ عندما رحلت، قال الطبيب إن أمامه سنتين على الأقل...
وماذا عن جرعة الحياة ؟ ألم تمنحها له ليليث ؟

تنهد ايميليان بعمق ثم جلس على كرسيه كالمنهزم قال دون ان يرفع وجهه:
_ انها قصة طويلة سأحكيها لك لاحقاً ، علينا العمل الآن
لكن باختصار نعم ...... مات .
لقد رحل بأقسى طريقة يمكنك تصورها

انهمرت دموعي مباشرة ، ليس فقط حزنا على السيد غابريال بل لرؤية عيون سورييل المفجوعة المتألقة

غطى عينيه بيده وبدأت الدموع تتسرب من بين أصابعه، بينما كان فمه يرتجف وهو يحاول أن يكتم شهقاته وأنينه
خبر صادم كاف لكسر ثباته المعتاد .

خرجنا معًا بسرعة و بصمتٍ ، وما زلتُ أمسك بيده المرتجفة. نقلني آنياً إلى غرفتنا في المنزل.
كانت الغرفة غارقةً بضوء الصباح الساطع ، جلس على طرف السرير كمن فقد توازنه، وجلستُ إلى جانبه. كان تنفسه متقطّعًا، وصدره يعلو ويهبط بسرعةٍ غير منتظمة.
مددتُ يدي وسمدت ظهره بهدوء
والالم يغمر قلبي ، ياالهي لماذا....
لماذا يحدث هذا ...؟

وبعد لحظات، ضحك بخفّةٍ يائسةٍ، ضحكةً قصيرةً تشبه البكاء أكثر من الفرح، وقال وهو يحدّق في الفراغ:
_ يبدو أنه مقدّرٌ لي أن أفقد الناس دون أن أودّعهم.

_ حبيبي....

التقط نفسًا طويلاً وعميقاً ، ثم أسقط يده عن وجهه. توقفت الدموع تدريجيًا، وحلّت بدلها ابتسامة متعبة بائسة
ابتسامة من يرضى قسراً بالواقع. قال بصوتٍ خافتٍ قليلاً: _حسنًا، هذا كافٍ... لنذهب لتفقّد ليليث.

نظرت إليه مستغربةً :
_سورييل؟! هل تحاول كتمان حزنك أمامي؟

نهض وهو يجفف بقية أثر الدموع من عينيه:
_لماذا أفعل هذا يا غاليتي؟! أنا لا أحزن مطولًا كما تعلمين.
_بل أنت من النوع الذي يهرب.

ضحك بخفة " أهذا صحيح؟ "
اكره عندما يتصرف هكذا ، يصبح صعباً للغاية

طقطق باصابعه فاصلح المنزل بالكامل ثم استدعى مار الذي كان مستيقظاً وهادئاً بينما يحوم في كرة الضوء الرقيقة
حمله وقبله عدة قبلات وهو يمتدح ظرافته ثم قال لي:
_ لقد اطعمنه طعاماً سحرياً لكن حليب الام هو الافضل طبعا ! وخصوصا ام بجمالك

سُلّمني مار لأرضعه، وأخبرني أنه سيعيده إلى الحقل المحمي حين ينتهي من وجبته، لا نحبُ البُعد عنه لكنّ الظروف أقوى من طاقتنا الآن.

نور مصدره أنتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن