ايميليان/ الانكسار

23 4 21
                                        


كان التفحّم يغطي معظم جسده، تاركًا فقط لون شعره الوردي  الذي طال كثيرا وبعض اجزاء وجهه ويديه ، وكأن الظلام نفسه ابتلعه وبصقه.

عندما رآني، شهق متفاجئاً  وحاول تغطية نفسه بيديه والوسادة القريبة،
لم انتظر، تجاهلت كل شيء حولي و اندفعت نحوه بخطوات سريعة واسعة ، رميت عكازي ثم احتضنته بكل ما اوتيت من قوة

_آسف لأني لم اجدك ... آسف لتأخري ،آسف لعدم قدرتي على حمايتك

صمت للحظة و بدأ بالبكاء بحرقة وهو يناديني باستماتة ويعبر عن خوفه وحزنه وكرهه لنفسه
بادلني الضم وشد بقوة حتى شعرت بمخالبه تخترق معطفي وتجرح ظهري ولم ابالي بهذا

بكيت معه، وقلت له مرارًا وأنا أحاول تهدئته :
_أنا هنا… أخوك هنا… لن يمسك مخلوق بعد الآن… لا تقلق.

ارتجف جسده في يديّ، وقد فقدت قدميه القوة فجعلته يجلس على سريره ونومته عليه وإذ بجسده ساخن وكأنه يحترق
أخافني هذا كثيرا
فقال بصوت هزيل محاولاً طمأنتي:
_ هذه اعراض التلوث، انا بخير...

ثم أغمض عينيه_ التي بالكاد معالمها ظاهرة_ تدريجيا، وبدأ يتنفس ببطء، وهو يهمس:
_أشعر بالتعب الشديد… لا تتركني لوحدي.

_ يستحيل أن اتركك بعد ان اخيرا وجدتك ، ارتح انت تحت حمايتي

انهمرت بعض قطرات دموعه بينما يهمس بشكر، ثم غطّ في نوم عميق
عدلت وضعية نومه وداعبت غرة شعره الطويلة بينما اتأمل شكله المؤسف، قلبي يعتصر ألماً وراحة في الوقت نفسه

دخلت بعد لحظات احدى الراهبات وسألتني إن كنت فرد من العائلة فأجبت:
_ نعم انا اخوه الاكبر
_ هذا يفسر استقرار سحره ونومه ، لم ينم منذ ان أتى لشدة تيقظه وحذره

ابتسمت الراهبة برفق، وقالت:
_ذا يفسر استقرار سحره ونومه… لم ينم منذ أن أتى لشدة تيقظه وحذره.

ابتسمت مجاملاً وأومأت برأسي:
_شكرًا لعنايتكم به… أود أن تبلغي الأخت ماريا برغبتي بلقائها شخصيًا بعد قليل.

انحنت الراهبة وغادرت الغرفة، وخرجت لأحدث غابريال، الذي كان ينتظرني بقلق واضح على ملامحه ، سألني بقلق عن سورييل وحدثته عن حالته ثم شكرته على كل شيء ووعدته بأني سأكافئه
فرد معترضاً:
_ تكافئني؟ انا صديقك ! وصديق سورييل كذلك اتعاملني كغريب مجدداً

ابتسمت بفخر حينها وقلت: مكافئة المقربين من نوع اخر ~

ظل معترضاً ورافضاً بشدة لفكرة المكافئة وانا تجاهلته..
ثم رافقني لمقابلة السيدة ماريا فمازال قلقاً من انفعالاتي وطيلة الطريق يعلمني كيفية الحديث ويعطيني النصائح بشأن كل شيء وكأني طفل ...
لكني شعرت بطمأنينة غريبة لوجوده بجانبي في هذا الموقف الخانق ....

نور مصدره أنتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن