من السماء وإلى السماء

11 3 1
                                        

كل شيء حولي سكن، حتى صوت أنفاسي
توفي .....من؟؟
قلت بالكاد...

_ نعم ياسيد لقد توفي البارحة وجدوه في المساء على سريره والدم قد تدفق بغزارة من فمه
يقولون ان المرض هدأ كلياً ثم اتى عاد فجأة بقوة وقتله
_ يستحيل هذا، لقد شفي منه
_ ستقام الجنازة اليوم بعد الظهيرة في الكاتدرائية الكبرى، ويمكنكما القدوم الآن لوداعه الأخير. سأخبر الخدم والحرس أنكما أصدقاؤه، فقط أعلنا أسميكما لهم."

كنت في مكتبي عند كلامي فسمعتني ليليث التي اظهرت ذهولاً وصدمة حتى توقفت عن التنفس
قالت بصوت مرتجف وخافت:
_ هل... روح السحر اعادت مرضه ؟

تجمدت بمكاني للحظات انظر إليها ثم نهضت نحوها  واحتضنتها
ارتدينا ولاندري كيف ملابس سوداء ثقيلة على عجل ثم انتقلنا آنيا لقصره
وحول سور القصر كانت الجموع غفيرة وكأنها ثورة من جميع الطبقات والاجناس بمشهد لايصدق

استقبلنا الحارس وبمجرد رؤيتنا ودون الحاجة لاعلان اسمنا طلب منا التفضل ودلنا الخدم  لقاعة الوداع الفسيحة
قاعة كبيرة في القصر كانت ممتلئة بالاشخاص وفي طرفها
تابوت مفتوح مزيّن بالمخمل والأشرطة السوداء
ومحاط بالشموع و زهور الزنبق الكثيفة
يتواجد كبار الشخصيات، رجال الدين منهم واقف ومنهم جالس

اشعر بالثقل يكاد يهدم ويكسر اضلاعي أما ليليث لم تتوقف عن البكاء بصمت
قال احد الخدم " السيد الموقر من مملكة السيرافيم هيليودور تركواز  وزوجته ليليث لازورد اصدقاء السيد الماركيز غابريال سيمور قد اتو
تفضلا بالقاء نظرة الوداع الاخير

تقدمنا ... واشعر بنفسي اسير على الجمر ، لا اريد الرؤية ولا اريد التوديع
بعد ان اكتسبت صديقاً جيداً ، بعد ان قرر العيش بطبيعية علي توديعه؟

هل أنا حزين ام أني مصدوم فحسب ؟ لا استوعب...

صوت خطوات اقدامنا، رائحة الزهور التي تملأ المكان ، الانارة الخافتة التي تتسرب من  خلف الستائر المغلقة كلها تفاصيل غريبة صغيرة تعطي شعورا خانقاً قبيحاً لا افهمه

ياروح السحر لا اقدر ان اطلب رحمتك لانك ظلمتي بشري لاعلاقة له بالسحر
تحليت بالثبات بمااقدر عليه ولففت ذراعي حول خصر ليليث بينما نمشي
....
وصلنا .. ورأيناه ...
كان داخل التابوت بالفعل نائماً بتعابير سلام  مرتدياً ثوباً رسميا فاخرا
موضوع كتاب مقدس في يديه  ، بلا توهج محض جسد، ساكن بلا هالة، بلا صدى. رحل السحر، ورحل معه أول من جعلني أؤمن أن الصداقة من الضروريات...

بدأت ليليث تئن، ثم انهارت جاثية تبكي بصمت. رفعتها برفق بين ذراعي، وأنا أشعر بارتجافة لم أعرفها من قبل،

نور مصدره أنتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن