في إحدى ليالي التي خيمنا فيها قرب إحدى البحيرات الهادئة حيث كنت في خيمتي وليليث تحتضنني
لم استطع النوم..
مضت مدة منذ أن اصابني الارق
كان لاينفك النوم المتقطع من اعاقة راحتي حتى الاشهر القليلة الماضية
ابعدتها بحذر وغطيتها جيداً ولم استطع الا وتقبيل وجهها
ولا ادري لما افعل هذا وهي غير واعية..
ياله من تصرف غير مبرر
تجاهلت هذا التساؤل وقررت السهر قليلاً وربما التدرب واستغلال الوقت بدل شرب جرعة التنويم
لكن وجدت غابريال جالساً على الضفة يتأمل السماء بأعين فارغة ساكنة
اقتربت منه وقلت :
_ لم تنم؟
اجابني بنبرته الهادئة التي ابدت سروراً طفيفاً:
_ اهلا هيليودور ،انه محض ارق....
لكن الأرق في في هذه الرحلة نعمة يمكنني بفضله تأمل القمر وانعكاسه على البحيرة
_ هذا افضل من النوم؟ اجده منظراً اعتيادياً
_ هاها لست من محبين الطبيعة إذاً
جلست بجانبه محاولاً ان اجد مايستحق تسمية الارق بنعمة ولم اجده
انه مجرد ماء مظلم يلمع ، فتوقفت عن الأمر
_أتريد الشرب ؟
_المعذرة؟
استأذن للحظة ثم احضر من خيمته زجاجة وكوبين من الخزف ذي المقابض جلس ولاحظت بعض الحماس الطفولي عليه
قال :
_ انه شراب السايدر لقد اهدتني اياه امرأة رفية في الحفل فاشتريت ثلاثة اكواب خزفية مميزة لنا لنتشاركه
لم تتح لي الفرصة لعرضه
قبلت عرضه لم أتذوق هذا النوع من الشراب من قبل، لطالما ارتبط في ذهني بالطبقات البسيطة، لكنه كان جيدا، بطعم حامض خفيف، مر قليلاً، دافئ في الحلق... مناسب لهذا الهواء الليلي البارد ، كما ان الشرب بكوب خزف تجربة جديدة لي
كان الكوب منقوش عليه مشهد طبيعي لشجرة تفاج مثمرة وكوبه شجرة خريفية
وقد طلب مني الاحتفاظ بالكوب كهدية بسيطة منه ففعلت
بعد شرب صامت واحاديث متفرقة قال فجأة بأعين نصف مفتوحة ناظراً للكوب :
_ كأنت أمي أيضاً ساحرة بأعين صفراء...
لقد تحدث عن نفسه بلا مقدمات وهذا نادر منه، يبدو انه ثمل قليلا
_إن الاعين الصفراء والحمراء شائعة كثيراً بين السحرة
_ نعم ....
صمت ولم يقل شيئاً فعرضت عليه جرعتي المنومة كرد لهدية الكوب قلت:
_ هذه من صنع السيد لازورد بنفسه انه افضل من ليليث بالجرعات التي تخص الدماغ
يمكن شرب بضع رشفات وستنعم بنوم هانئ
_ شكرا لك اني اشرب العديدمن الامور مؤخراً تجعلني أعيش..... بطبيعية وحرية
_ انك تحمل ثقلا كبيراً لذا آمل ان نتمكن انا وليليث من حمل القليل معك
ابتسم بامتنان واكمل شرب كوبه بهدوء
لم نعد ننادي بعضنا باسماء التشريف ، نتحدث احيانا وكأننا نعرف بعضنا منذ سنوات
أنت تقرأ
نور مصدره أنت
Roman d'amourهناك اشخاص في حياتنا وجودهم يكون كالنور لنا ينيرون الطريق لنمضي ونحارب ونتحرر من قيودنا المتنوعة وهذه القصة عن العلاقات المتنوعة للسحرة والبشر قصص الصداقة والحب التي غيرت حياتهم ... تخوض بطلتنا ليليث دربا طويلا لتعلم المشاعر وحماية علاقاتها الغالية...
