فتى السماء

18 5 5
                                        

غابريال، سأبقيك آمنًا هنا، سننتهي بسرعة... لا تقلق."

هكذا همست ليليث قبل أن ترفع يدها وتحوطني بحقل طاقة متين، حبستني فيه وأنا عاجز، لا أملك سوى المشاهدة.

معركة شرسة ومرعبة دارت أمامي، وأنا في داخل هذا الحاجز الزجاجي من السحر
اني قلق وخائف.... عيونهما، شرايينهما، كل شيء فيهما يشتعل ويتوهج  وأنا... أنا أعرف هذا المشهد جيدا...
وكأن السحر اصبح يجري بدل الدماء...

في ذاك اليوم... اليوم الذي حاولت فيه أن تحميني بكل قوتها من السحرة السود حتى تصل المساعدة. ...كانت عيناها متوهجتين، ودمها يغلي من ضغط السحر
وشرايينها برزت تحت جلدها وكأنها على وشك الانفجار، كما يحدث الآن مع ليليث وهيليودور.

كانت تقاتل وحدها، تصرخ بأسماء تعاويذ لا أفهمها، تنزف من كل مكان..
ثم ماتت.....

ماتت أمي أولًا
ثم لحق بها أبي، حين حاول أن يحميني بأداته السحرية الضعيفة. لم يكن مقاتلًا... لكنه قاتل من أجلي ولم يصمد إلا لحظات.
ثم وصلت المساعدة، التي استدعتها أمي... متأخرة.

كأن الزمن يُعيد نفسه أمامي.

بتذكر امي تذكرت... كلامها الذي يقشعر له جسدي بينما جسدي مليء بالعضات الدامية والجروح المؤلمة الشديدة
" صغيري انت ملك للجميع وبصفتي الأقرب إليك يحق لي الحصة الاكبر منك "

يالها من ذكرى .......

بالتفكير في الأمر، لِمَ أنا قلق؟
معرفتي بهما لا تتجاوز بضعة أشهر فقط...
وكانت أعينهما تتوهج مشتهية فريستهما ، كما يفعل جميع السحرة عندما يروني ...

ليس مهما، ما يحدث فليحدث... سأموت قريبًا على أية حال، وهما...
هما مجرد عتبة في سلّم واجبي السامي...

جلستُ أنتظر انتهاء المعركة، التي تهز أصواتها الفضاء والأرض من حولي.
ليليث تطلق تعويذات ضخمة بلا توقف، غير مناسبة لها ولا لاختصاصها ..

وهيليودور يقاتل على جسد التنين ويوازيه في القوة والشراسة
يقفز تارة على الارض ويهبط تارة بعنف وكأن قدميه مصنوعة من المعدن
حتى اخيراً انتهت المعركة وسقط التنين مقطوع الرأس من اعلى السماء وهبوطه هز المكان بأكمله...
يالها من قوة يمتلكها 

انتظرت بصبر ان يأتيا لالغاء هذا الحقل لكن فجأة انغمرت الغابة بالبخار الحارق ثم انقشع بعاصفة غريبة هبت فجأة و الشكر للرب اني محاط بهذه القوقعة لكن ...
اختفت
تلاشى حقل الطاقة لوحده

لماذا؟
ناديت ليليث فربما هي قريبة لكن لا مجيب ...

خفق قلبي وكأني ركضت لأميال... اختفاءه تلقائياً يعني ان مكروه اصابهما
هل احترقا بالبخار؟ هل علقا تحت التنين؟ لربما ماتا بسبب تقص السحؤ الشديد
تفجرت اوعيتهم؟! لا ......

نور مصدره أنتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن