ظلت الدموع تنهمر من أعيننا لفترة
تنقطع للحظات ثم تعاود التسلل رغماً عنا ، قهقه سوريل بخفة بينما يمسحها وقال:
_ ياللهي لم ابكي هكذا منذ أن توفي ، عيناي وجسدي يمرات بحالة صدمة
_ انا ابكي كثيراً لذا جسدي معتاد
_أنا آسف لهذا ...
_ ماذا؟ انا لم اقصدك ... اه مهما يكن انسى ماقلت دعني ابرد عينيك كي لاتتورما كثيراً
وضعت يديّ على عينيه واستخدمت سحر التبريد
فابتسم ثم وضع يديه على عيني ايضاً وبدأ يبردهما
ضحكنا قليلاً لتشابك ايدينا هكذا وقلت :
_ لما لايبرد كل واحد عينيه فحسب ؟
" لانكما احمقين "
التفتنا لمصدر الاهانة واذ كانت بالطبع السيدة ارفليسيا قد دخلت ساخرة من تصرفنا
رمت نفسها على الاريكة وسألت:
_ إذاً يبدو ان المذكرات تجر الدموع
_أتريدين قرائتها
قال سورييل وقد اعاد يديّ لعينيه ، فرفضت هي قائلة:
_ لما يجب أن اقرئها؟ انا رأيت حياته على ارض الواقع فلاحاجة لي
بالتأكيد ذكرني كثيراً في مذكراته أليس كذلك
_نعم لقد فعل ، كساحرة عقود لا تهتم سوى لمتعتها
ضحكت هي لكلامه ثم ابتسمت ابتسامة حنين
ابعد يداي برقة وشكرني ثم نهض ليعد الشاي من الورد المتواجد في الحديقة
سيعد شاي ثمرة الورد
سخن مياه الابريق بسحره وبدأ يعده امامنا يقوم بحركات دقيقة في التحريك والتأكد من انحلال الشاي بالشكل اللازم
لاحظنا نظرة السيدة ليسيا وكأنها تتأمل مشهداً عجيباً كانت تراقبه دون ان ترمش فسألها:
_ ما الخطب؟
أدارت وجهها بإحراج مجيبة:
_ لقد ذكرتني بماركوس فحسب إن تحركاتك مثله
ابتسم سورييل بفخر و رد بينما يقدم لها الشاي
_ هذا بديهي فهو أبي
شدت اذنه بقوة ووبخته:
_ لاتغتر بنفسك ايها الطفل لن تصبح مثله ابداً
ابتعد متألماً وضمني بدرامية يشكو من تصرفها القاسي
_ إن خالتي ليسيا قاسية جدا
_ ماالذي ناديتني به للتو؟!!
_ خالتي ليسيا ، فأنت كدت على وشك ان تصبحي زوجة أبي!
مما يجعلك خالتي بالطبع
نهضت منفعلة بنية شد أذنيه مجدداً فأوقفتها محاولة تهدئتها وهو ابتعد ضاحكاً
لقد ذكرتني بويليام عندما يفقد رزانته فقط بحضرة سورييل
أنت تقرأ
نور مصدره أنت
Romanceهناك اشخاص في حياتنا وجودهم يكون كالنور لنا ينيرون الطريق لنمضي ونحارب ونتحرر من قيودنا المتنوعة وهذه القصة عن العلاقات المتنوعة للسحرة والبشر قصص الصداقة والحب التي غيرت حياتهم ... تخوض بطلتنا ليليث دربا طويلا لتعلم المشاعر وحماية علاقاتها الغالية...
