نور مصدره أنت

النور

أهذا صوته حقاً؟ هل رد عليّ أخيراً ...
لا أصدق لا اصدق

غمرتني الراحة والبهجة لأنه رد هذا يعني انه حي وبخير
وفوق هذا قال انه سيأتي لأجلي !
قبّلتُ الحجر وقفزت من فرط السعادة لكن سرعان ماانخفضت هذه البهجة...

سماعه لي يعني انه عرف بوفاة والده اغلى مايملك
لا يمكنني تخيل مدى ألمه في ذاك المكان الموحش وحيداً
لكن من الجيد انه حي ! ويبدو انه لم ينساني اه سورييل اتوق لرؤيتك هذا لوحده كفيل بجعل ايامي اقل صعوبة...

مر الوقت وعاد خطيبي الوغد من رحلة العمل وبدأنا بتجهيزات الزفاف
كنت خائفة حتى لو قال سورييل أنه سيأتي لكني أخشى أن لايتمكن أو ان يفعل شيء متهور 
أو حتى يغلبه خطيبي فيتأذى بسببي
لم استطع الارتياح واصابني الارق والكوابيس

...
أتى اليوم الموعود كنت محاطة بالخادمات البشريات اللواتي يقمن بتزيني وتسريح شعري تجهيزي من كل النواحي لأبدو بالمظهر الذي يحبه
أحمر شفاه كالفحم وظل أسود وحتى رسمت زخرفات سوداء على امتداد اجزاء ذراعي التي تظهر من الفستان والذي كان بدوره حالك كالليل ورفعوا شعري ووضع عليه المشابك السوداء على الجانبين ...
نظرت لنفسي في المرآة وأول ما فكرت به هو
" يالا القبح"

هذا الاسود المبالغ فيه ليس ذوقي على الاطلاق لكن رأيي غير مهم هنا

وفي المساء أتى الموعد المشؤوم مشيت معه لساحة الحفل المستديرة المليئة بالشموع والمشاعل الملونة من كل جانب
تمنيت أن تمطر لكنها أمنية سخيفة لانها لن تعيق الزفاف ..

كان هناك حشد من السحرة وبعض البشر يصطفون على الجانبين يراقبون مشيتنا بأعين فضولية

كان هو يرتدي عباءة سحرة مصنوعة من افخر انواع الحرير ويحمل صولجان ذو جوهرة الماسية نمشي على سجادة حمراء متجهين نحو المسرح ولنقف مقابل شمعدان عظيم الحجم

هل انتهت حياتي حقاً؟ لايمكنني الهرب ولايسمح لي بالرفض
بدأ السيد الاكبر المسؤول عن العقد بألقاء خطاب يخصنا ويخص جنس السحرة
كلام مرتب وممل للتفاخر بالعرق لم أركزبه فأفكاري مشوشة

بعد انتهاء الخطاب طلب تقدم الزوج ليظهر مهاراته السحرية ومدى قدرته وأبي تقدم نحوي وهمس بالتهديد مجدداً ثم تراجع
ياله من أب حقير
زرفت بضع قطرات من الدمع شعرت انها خرجت من قلبي

ساد الصمت ليراقب الجميع بلهفة استعراضه حرك صولجانه فأنطلقت كرة هائلة من النار لمسافة عالية في السماء الحالكة
أضاءت المنطقة بأكملها وأطفئت ضوء المشاعل لشدة انفجارها لكنها عادت للاشتعال تلقائياً