تحقق الحلم

23 7 9
                                        

خلال الحفل عرض احد الحضور من السحرة على ليليا الرقص معها
رجل ببنية قوية نوعا ما ذو شعر أسود طويل يجدله للخلف وأعين حادة رمادية
لم أولي الأمر اهتماماً لانه لايعطي شعوراً سيئاً لكن اندفاع ويليام نحوها وانزعاج سورييل اقلقني

قال ويليام له بغضب دون لفت الانتباه:
_ ألا ترى أنك تقربها نحوك اكثر من اللازم؟

أبتعد متفاجئاً وبدى محرجاً من نفسه فقال معتذراً:
_ بفعل العادة لم ألحظ ، اقدم اعتذاري

العادة؟

نظر نحونا لوهلة بأعين لم أفهمها ، ثم طقطق بأصابعه واختفى ، ياله من رجل غريب لكني لم اشعر انه خطير لا أدري لما، حتى ليليا قالت ذات الشيء
فقال ويليام موبخاً إيانا :
_ أنتما لاتفهمان الرجال بالشكل الكافي هذا هو السبب

اومئ سورييل موافقاً فتظاهرنا كلتانا بالاقتناع وتهامسنا سراً انهما يبالغان
....
لم يحدث بعدها ماهو مميز خلال الحفل سوى رقصة الامبراطور مع ابناه و زوجته و كلامه مع سورييل، قاربت الحفلة على الانتهاء لذا غادرنا بالعربة حيث كان المطر ينهمر قليلاً
منظر المطر منعش بعد ليلة حافلة ، مررنا من ساحة العاصمة ذات الفوانيس البراقة التي لا تنطفئ

فطلبت منهم التوقف
أريد الاستمتاع تحت رذاذ المطر الخفيف وبين هذه الأضواء البراقة خصوصاً أن الساحة خالية من الناس
خرجوا معي لكنهم ظلو بجانب العربة وقد صنعت ليليا حاجزاً من الطاقة فوقهم ليحميهم من التبلل
راقبني الثلاثي بينما اندفع لمنتصف الساحة بحماس ، قطرات المطر الباردة تلامس شعري وبشرتي الدافئة
تبردني بكل حب وبطئ ، فاستدرت حول نفسي بشعور مريح ومنتش
أني استمتع كثيراً وأشعر كأني أمتلك المكان
لكن متعتي هذه ناقصة
فنظرت نحو سورييل الذي يبدي ملامح هادئة متأملة
ومددت كلتا يداي
إن كل شيء ناقص بدونه
ناديته قائلة:
_ مالذي تنتظره؟

شقت ابتسامته وجهه وأشرقت عينيه ثم خطى خطوات واسعة سريعة نحوي ليمسك بكلتا يداي ليقود رقصتنا تحت المطر
دب فينا النشاط كما لو أننا لم نرقص قط ، كان شغوفاً متألقاً يسحبني نحوه ويشد بحب على يدي وخاصرتي ، لقد اختفى تردده الغريب السابق
قال مجيباً عن سؤال (" مالذي تنتظرة") :
_ لقد خطفت أنفاسي ساحرة جميلة تستمتع بالمطر
غير مبالية بتبلل ملابسها الفاخرة وتسريحتها المعقدة
لقد سحرتني روحها الحرة فلم أتجرأ على مقاطعة هذا المشهد

ضحكت على كلماته البراقة واستمررنا قليلاً ثم قلت:
_ بالرغم من أن البرد يحيط بنا ويلمسنا حتى إلا أنني اشعر بالدفئ

ابتسم بحب ولم يقل شيئاً ، خطوات كثيرة متجانسة وغير متجانسة خطوناها حتى توقفنا ،
تسارعت انفاسنا
كانت أنفاس مختلطة بالتعب والمتعة والكثير من السعادة
لم تفارق الابتسامة وجوهنا
نظرنا لبعضنا البعض للحظات فقلت له :
_ كان هذا رائعاً، حقاً حقاً سعادتي لا تكتمل إلا بك

نور مصدره أنتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن