قبل الانفجار الذي هزّ المقاطعة الشرقية في مملكة السيرافيم بوقت قصير......
كنا قد عدنا إلى منزلنا في أطراف المقاطعة، أنا وليليث، نحمل بين أكتافنا ثِقل الفقدان .
كان بداية الصباح لذا الجو هادئ ونقي
تلوثي انحسر من تلقاء نفسه بعد أن تعلمت كيف أروض غضبي وأقيّد حدّته، أما ليليث
فهي ماتزال بوضع تلوث بارز ورغم أنني طهّرتها مرارًا بيدي، كان الظلام يعود إليها كمن يرفض أن يفلتها.
هي التي تنكرت في هيئة روزالين قصت شعرها وارتدت ملابس الخدم مع وضع زينة وردة جورية بيضاء على شعرها، ونسجت خطتها ببراعة حتى بدت أن اللعنة وكأنها انتقمت بنفسها من عائلة غابريال. ساعدتها حينها في اقتحام السجن المشدد حيث كانوا محتجزين وسمحت لها بفعل ماترغب ..
بالنسبة لي، كنت قد اكتفيت بما حل بهم: خسروا كل شيء، سمعتهم تلطخت، وكان الحكم بالإعدام ينتظرهم علنًا في الساحة، حيث كانت الجموع تستعد لرميهم بالقمامة والإهانات قبل أن يُفصل رأسهم عن جسدهم. كان ذلك كافيًا لي
لكن ليليث لم تكتفِ. أرادت أن يتعذبوا أكثر، أن يشعروا بانهيارهم ببطء، أن يُسحقوا روحيًا قبل أن ينالهم الموت. وأنا ساعدتها وتمكنا بفضل الفوضى الحاصلة فعل مانريد بلا عوائق
الغريب… أنه حتى بعد كل ذلك، لم يهدأ غضبه
................
في غرفة العمل التي يلفها ضوء الشموع المرتجف، كنت أتهيأ لإلقاء تعويذة التطهير على ليليث مجددًا. كانت جالسة على الكرسي الخشبي قرب الطاولة المليئة بالكتب والبلورات، لكن سكونها لم يكن مريحًا… بل غريبًا، مريبًا كهدوء العاصفة قبل أن تنفجر.
قالت بصوت عميق يبدو غاضباً:
_ توقف عن تطهيري فأنا لم اعد أريد
_ ماالذي تقولينه؟
نظرت نحوي لثوان معدودة بأعينها الملوثة وكأنها تنظر لغريب
ثم قالت:
_ ــ سأهدأ لوحدي… التطهير يؤلمني.
شعرت بالاسف عليها فالبتأكيد كرهت التألم الذي ينتجه السحب القسري للسحر الملوث وتنظيفه
وقررت أن أمهلها بعض الوقت. لعلها تهدأ فعلًا إن تُركت وشأنها. خرجت بخطوات مترددة نحو المطبخ كنت أفكر أن أُحضِر لها عصير البرتقال البارد مع بعض الحلوى التي تحبها
قد يساعدها قليلاً ، ومع بعض الاحضان والكلام الغزلي الذي تحب سماعه
اثق اني قد انجح ....
لكن
بمجرد أن خطوت خطوتين إلى الخارج، أحسست بالفراغ. شعور داخلي اخترقني: لم أعد أستشعر وجودها.
ارتجفت يداي، وعدت مسرعًا إلى الغرفة.
وإذ لم تكن فيها وليست بكل المنزل ...
أنت تقرأ
نور مصدره أنت
Roman d'amourهناك اشخاص في حياتنا وجودهم يكون كالنور لنا ينيرون الطريق لنمضي ونحارب ونتحرر من قيودنا المتنوعة وهذه القصة عن العلاقات المتنوعة للسحرة والبشر قصص الصداقة والحب التي غيرت حياتهم ... تخوض بطلتنا ليليث دربا طويلا لتعلم المشاعر وحماية علاقاتها الغالية...
