كنت جالسةً على مقعد السفينة الخشبي، أراقب البحر وهو يتلألأ تحت أشعة الشمس البرتقالية
الموج يهمس بهدوءٍ مطمئن،
لا أملُّ من هذا المشهد مهما رأيته، حتى ونحن في الشهر الأسود…
البحر لا يعترف بالشهور ولا بالسنوات — إنه لا يتغيّر، لا يبالي، فقط يتنفس.
بقي ما يقارب الثلاثة أسابيع على الوصول إلى المرفأ،
وجوهرة التواصل ما تزال عاجزة عن التقاط أثرٍ لعائلتي… ولا لـ«ليليا».
آه، كم أشتاق للجميع.
كم أودّ لو يستطيع سورييل نقلنا آنياً، ونترك السفينة وهذا البطء الثقيل وراءنا.
لكنني أعلم أن الأمر صعب عليه… لا بأس.
سأحاول الاستمتاع بالرحلة قليلًا — لدي الكثير لأقصَّه عليهم حين نصل.
شعرت فجأة بقدومه، هالة سحره المألوفة سبقت خطواته بخفة.
التفتُّ، فرأيت سورييل يقترب مبتسمًا،
تتراقص خصل شعره الوردية تحت شمس المغيب، وعيناه الحمراوتين تلمعان بصفاءٍ ناعم.
كان يرتدي ملابسه الأنيقة المعتادة التي اشتراها من آخر جزيرة رسونا بها،
وقد نزع أقراطه — كما فعلتُ أنا — لأنها كانت ثقيلة على الأذن.
لكن ما جذب بصري أكثر كان ما يحمله بين ذراعيه:
(مار)، رضيعنا الصغير، ذو الشهرين ونصف،
نائمٌ بسلام في حضن ارقى واوسم زوجٍ في الوجود.
جلس سورييل بجانبي برفق، ومال نحوي قليلًا وهو يسأل بصوتٍ دافئ:
_ كيف تشعرين، يا حبيبتي؟
ابتسمت وأنا أضع يدي على ذراعه:
_ بحالٍ أفضل... لقد احتجت حقًا لبعض الهدوء.
مددت أصابعي لأداعب شعر مار الياقوتي الناعم،
شعرت بحرارته اللطيفة ان سورييل يدفئه بسحره
قلتُ ط وأنا أحدّق في وجهه الصغير الهادئ:
_ من كان يصدق أنه الطفل نفسه الذي كان يبكي لساعاتٍ بلا توقف؟
_ لقد اعتاد ان يظل محمولاً هاها ~ انه شديد التعلق كأمه
_ انظر من يتكلم
ضحك بخفة ثم كلانا تنهد تنهيدة طويلة مرهقة
_ لنخلد للنوم ياحبيبي...فهو لن يسمح لنا بالنوم ليلاً
_ نعم... ياالهي
آه ابي كيف استطاع ان يربيني لوحده
_ اشعر بالامتنان لأمي كذلك....
...............
اكتشفتُ أشياء كثيرة عن سورييل في الأسابيع الماضية؛ فبرغم أننا عشنا معًا سابقًا، إلا أن الزواج شيء آخر تمامًا.
أن تتشاركا الغرفة والوقت والحياة... له طعم مختلف.
لكن إيجابياته تغلب كل شيء، حتى أنني لا ألاحظ له سلبيات والطبع انا كثيرة الايجابيات كذلك
قاطع تأملي قدوم فريدريك، صوته يحمل نبرة حزم :
_لا لن تناما قبل تناول العشاء، وخصوصًا أنتِ أيتها الأم، عليكِ أن تتغذّي جيدًا.
أنت تقرأ
نور مصدره أنت
Roman d'amourهناك اشخاص في حياتنا وجودهم يكون كالنور لنا ينيرون الطريق لنمضي ونحارب ونتحرر من قيودنا المتنوعة وهذه القصة عن العلاقات المتنوعة للسحرة والبشر قصص الصداقة والحب التي غيرت حياتهم ... تخوض بطلتنا ليليث دربا طويلا لتعلم المشاعر وحماية علاقاتها الغالية...
