التوق للحب

22 5 17
                                        

مرّ الوقت، وتعافى هيل، وبلغني أنه سيزورني قريبًطا.
شعرت بتوتر وسعادة في آن معا أخشى ألا يقتنع مجددا بما أفعله، فنعود للشجار... وأنا لا أحب الشجار معه.....
لا أحب ملامحه الغاضبة، حتى لو كان غضبه بدافع اهتمام.....


اخبرت الماركيز برغبة هيل برؤيته وشرحت له باختصار قلقه استقبل الأمر بصدر رحب، كما يفعل دوما...
إنه طيب ومتفهم بطريقة تذهلني كل مرة

اقترح:
_ لن اشرب جرعة تخفيف الهالة تلك حتى يزورني ويراني هكذا قد يقتنع كما تريدين
_ نعم! بالرغم اني ام اخبرك ماهدفي لكنك تفهم
هل لربما تعلم لما انا اراقبك؟
_ همم لدي نظرية سأخبرك بها ،ساحرة جرعات من المستوى الاول من آل اللازورد
اصر صديقي على توظيفها بجانبي لمراقبتي ... هذا يعني انك تملكين شي يمكنه شفاء مرضي لكنك تتأكدين من مدة شدته لتري ان كان هناك أمل

لقد اقترب من اغلب الحقيقة لذا لم انكر
_ نعم... فأنا ارى حياتك ستجلب الكثير من الخير

ابتسم بلطف، ثم قال بنبرة فيها استسلام بسيط:
_ لا انصح بتضيع جرعة كهذه عليّ فأنا سأموت حتماً
_ لما تقول هذا !؟
_ «بركتي أرَتني هذا الحلم مرارا...»

ثم تنهد، ونظر إلى الفراغ كأنه يستعيد مشهدا مؤسفا:

_ «الدماء تملأ فمي، تحرق حنجرتي... عيناي دامعتان... لا أرى سوى السماء الصافية، ثم اغمض عيناي ويسود الظلام

ادرك أن مارأيته هو مشهد نهايتي و من اعراض مرضي بصق الدماء لذا لامهرب ، إن ايحاءاتي لم تخطئ يوماً
_ انك تعتمد عليها كثيرا ،لعلها ارتك هذا لتغيره وانت تتبعها كالاعمى
_ لم تريني يوماً أمرا لأغيره ،حتى موت والداي حلمت به وظننت اني يمكن تجنبه لكن للاسف كل الطرق التي اتخذتها اودت للمشهد ذاته

خفتت نبرة صوته، وغابت الحياة عن عينيه، كأن قلبه يتحدث لا لسانه:
_ ابقيك بجانبي لان الاحساس يخبرني بوجوب هذا، فلا ايميليان ولا انت يمكنكم تغيير ما سيحدث

يالا عناده ......
بعدها ازال ظلمة ملامحه بابتسامة :
_لاتظهري هذه التعابير هاها ..... لاتعني لي هذه الحياة الكثير
سأنفذ مهمتي وواجبي وأرحل
حياتي بكاملها مفتاح لأمور أفضل وإني راض وسعيد بهذا

_ لا ادري ماأقول يا غابريال لكن سأثبت لك انك مخطئ ، فالجرعات التي اصنعها اقرب للمثالية
واثق انك بركتك جعلتني بجانبك لتجنب مصيرك ولتستمر بإنقاذ المزيد من الحيوات

صمت وأكمل عمله وكأن ماقلته محض آمال زائفة ..

.................

اتفقنا أن نلتقي في الخارج، وكان اقتراحي أن يكون اللقاء في مطعم ويليام في يوم العطلة.
لكن ما صدمني هو أن الماركيز نفسه هو من أصرّ على أن يكون لقاؤنا "عاديًا" لا يحمل طابعًا رسميًا في قصره.
قال ببساطة:
_ "إحساسي يخبرني بذلك."

نور مصدره أنتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن