استوعبت للحظة مدى رعب ما فكرت به فهززت رأسي محاولة استعادة صوابي ونفض هذه الافكار عني ..
لا اصدق انه صنع شيء كهذا ويقترح تقديمه لي ، صحيح اني اشعر بألم شديد
واتمنى ان يختفي لكن لا اريد فقدان ما يجعلني أنا ، لا اريد فقدان ما يجعلني حية
تماسكت، وأنا أتنفس بصعوبة، محاوِلة إخفاء كل شعور بالخوف أمامه
دلكت وجهي كما لو استيقظت من كابوس طويل وثقيل، ثم تنفّست بعمق.
قلت بيقين وقد اطفئت تدفق مشاعري مؤقتاً :
_لا أريدها ،
رفع حاجبيه قليلًا، بفضول ناعم:
_ لماذا؟ لقد فقدت الكثير وفشلتي بحماية من تتهورين لأجلهم ،ألا تتألمين؟
أجبت وانا احدق في يدي، تذكرت وجوه كل من عرفتهم وكل من احبهم
قلبي نبض بمشاعر مختلطة بين الامتنان والسعادة لاني عرفتهم ثم اجبت:
_بلى... إنه مؤلم للغاية ويمزقني لكنه حقيقي. لا أريد أن يمر فقدان شخص عزيز مرور الكرام... لا أريد أن يمر أي شيء في حياتي بلا معنى. لا بأس بالحزن، كما لا بأس بالسعادة... وكلاهما يجعلني أنا....
لن يكون فرق بين الموت والحياة إن شربتها
صمت قليلًا كأنه يتذكر شيئا ،ثم سأل:
_ألم تندمي قط أنك خرجتِ من دائرتكِ المريحة؟ ألا تتمنين لو أنكِ بقيتِ هناك بلا مشاعر ولا ألم؟
اجبت اجابة صادرة من اعماق قلبي :
_ ولامرة واحدة
_ لم اتوقع ان تجيبي اجابة مشابهة له ... او توقعت؟ ام تمنيت اجابة مختلفة ؟
_ من تقصد ؟
بقي واقفاّ بينما انا جالسة مقابله
قال بصوت هادئ لكنه محمل بالسلطة:
_ سأحكي لك قصة قديمة، لعلّي أستطيع أن أفهم أمرًا لا أفهمه بعد.
_ أريد تفقد الجميع لا املك الوقت للحديث
حاولت البحث عن قلادة الاتصال لاكلم هيل
فقال ببعض الغضب الملحوظ :
_ انها معي لذا تأدبي واستمعي
قال بنبرة مهددة اخافتني ، انه يخيفني بخلاف العادة ، لذا استسلمت ، ليس وكأني يمكنني التحرك جيداً بعد :
_حاضر...
بالرغم اني اتوقع منه البلادة لكنني لايمكنني الا والتفاجؤ انه جالس بكل هدوء بينما ابنته الكبرى قد ماتت
انا اريد الرحيل حقا اللعنة عليه
آمال رأسه قليلا ثم قال بهدوء وقد اصبحت طريقة كلامه اعتيادية وليست بطيئة:
_ من أين أبدأ؟ حسناً، لنقل من حوالي عقدين وأكثر قليلًا.
حين كنت ساحرًا مبتدئًا، واعدًا ومطيعًا كأي ساحر أصيل، كان قانون الضبط أكثر قسوة وتأثيرًا من الآن.
....
كان قد مضى وقت قصير على وفاة والدتي، وكان والدي وجدي المسؤولان عني، يضغطان عليّ بلا هوادة لأتطور وأصبح قائد العائلة بدلًا من أمي. كنت أعتمد في تقدمي على المجهود والتدريب، وليس على الموهبة الفطرية، على عكسك يا ليليث.
أنت تقرأ
نور مصدره أنت
Roman d'amourهناك اشخاص في حياتنا وجودهم يكون كالنور لنا ينيرون الطريق لنمضي ونحارب ونتحرر من قيودنا المتنوعة وهذه القصة عن العلاقات المتنوعة للسحرة والبشر قصص الصداقة والحب التي غيرت حياتهم ... تخوض بطلتنا ليليث دربا طويلا لتعلم المشاعر وحماية علاقاتها الغالية...
