تجهزت نفسيًا قبل أن أخرج وبدلت ملابس لثوب احتياطي اضعه في فضائي الخاص
، أطلقت أنفاسي ببطء لأستعيد ثباتي وخرجت للشارع وهو سار بجواري ... كنت أظن أنه سيفارقني ليعود إلى مجموعته، لكنه لم يفعل.
مشينا لبعض الوقت، وصوت احتكاك حذائي بالأرض كان النغمة الوحيدة بيننا. ثم قال دون أن يلتفت، وقد عاد لنبرته اللامبالية المعتادة:
_ ما بال— هذه المشية الخاضعة؟ أظن أني علمتك— أننا من آل لازورد الفخورين.
رفعت نظري نحوه بامتعاض خافت:
_ أمشي بحذر فحسب! لا أريد أن أتلقى هجوماً مفاجئاً، فلا تتظاهر وكأنك من ربّاني الآن، أنا بالكاد أحفظ صوتك.
_ تأدبي —ولاتردي بوجهي، استقيمي بظهرك —وامشي كأنك تملكين المكان
لقد نسيت انه من هذا النوع ...
انه صارم لكنه متساهل بذات الوقت ،لكن لم اعد اهابه بعدما ماعرفت قصته
مشينا لبضع خطوات إضافية،
قال بنبرة واثقة، وهو ينظر للأمام:
_ أتعرفين لماذا خسرتِ القتال الهزيل ذاك؟
_ لأنني استنفدت سحري.
هزّ رأسه نافياً:
_ خطأ ، لأنك تصرفتي كساحرة هجوم— ليس خاطئاً ان تتعلمي شتى التعاويذ لكن— لاتخرجي من اختصاصك كله
صمت للحظة وتنهد وكأن الكلام يرهقه ثم اكمل :
_لقد صفعتي زجاجة السم على الارض —لذا انخفض نصف تأثيرها
أذكر أني علمتك— ان سكب الجرعات على الأرض يقلّل مفعولها.
_ أنا اعرف، لكنها حالة اضطرارية وطريقة افضل لإيذاء اكبر عدد ممكن
توقف فجأة، والتفت نحوي بطرف عينه، نظرة باردة ممزوجة بالاستياء. ثم قال بصوت منخفض:
_ راقبيني.
أخرج إحدى جرعاته ببطء، وبدلًا من أن يسقط السائل البنفسجي على الأرض، جعله يطفو في الهواء حوله مثل خيوط ضباب بنفسجية دقيقة تكاد لا تُرى. الهواء صار يحمل رائحة مزيجًا بين الأعشاب المطحونة والسحر المكثف. اختفى السائل لكنه بقيتُ أشعر بوجوده يحوم حوله مثل طيف
قال:
_ من ميزاتنا— هي التحكم الدقيق بالسحر. لقد نثرتُ السائل وقسّمت قطراته— إلى حد أنها لم تعد تُرى بالعين. هي الآن تطوف حولي بدقة– وأستطيع دفعها بفم أو بمجرى تنفس من أشاء. لو اتبعتِ هذه الطريقة، لما اضطررتِ— لاستنزاف سحرك بتهوّر.
_ لم أفكر هكذا من قبل!
_ استعملي– نقاط قوتك بحكمة.
_بالرغم أني لا أحبك، لكن شكرًا لك. أنت معلم جيد... يجب أن تتخذ بعض التلاميذ حقًا، كما قال السيد ليلان.
رد بعد ان اكمل المشي لخطوات:
_ تأدبي و لاتذكريه في حديثك ، لايعجبني هذا
هاها...انه يكره ان اتحدث عن خاله لأنه موضوع يؤلمه ولايدرك هذا
اتسائل إن كان يتألم كذلك عندما ينظر إلي لهذا اهملني بحجة ان ينمي شخصيتي المتمردة ..
.......
تحدثت مع هيل واخبرته على عجل اني بخير وهو كذلك لم يستطع التحدث مطولاً كما المتوقع
لقد ارسلوه لوحده لأكثر المناطق خطراً ، أرجو أن يعود سالماً
أنت تقرأ
نور مصدره أنت
Romanceهناك اشخاص في حياتنا وجودهم يكون كالنور لنا ينيرون الطريق لنمضي ونحارب ونتحرر من قيودنا المتنوعة وهذه القصة عن العلاقات المتنوعة للسحرة والبشر قصص الصداقة والحب التي غيرت حياتهم ... تخوض بطلتنا ليليث دربا طويلا لتعلم المشاعر وحماية علاقاتها الغالية...
