تزاحمت أربع رؤوس تريد النظر إلى شاشة الحاسوب، كانت صفحة السكايب مفتوحة و سولي تضرب بأصابعها بخفة على لوحة المفاتيح و هي تطلب الهدوء من صديقاتها
سولي: انظرن الآن إلى ما سيحدث ههههه
جحضت الأعين و هي تراقب الفتى النحيف الذي اقترب وجهه من عين الكاميرا حتى بدا أنفه مهولا يبتلع ملامحه كلها، قرأ الفتى ما كتبته سولي ثم سبل عينيه في هيام و بدأ يغني:
“Every Night In My Dream I See You I Feel You”
انطلقت قهقهة البنات في الغرفة حتى سالت دموعهن و إحداهن تحاكي حركة العزف على الكمان لتماشي النشاز المنبعث من الشاشة بينما الثانية تقلد حركات البيانو و الأخيرة تعزف على مزمار خيالي و ضحكاتهن الهستيرية تأبى الإنقطاع، أشارت سولي بيديها تطلب الصمت من جديد و قالت محاكية مقدمات البرامج التافهة في جل القنوات الفضائيةو وضعت قبضتها أمام فمها محاكية المكروفون و قالت بصوت مدلل:
سولي: كانت هذه أول قطعة من برنامجكم ما يطلبه المشاهدون، ننتظر طلباتكم التي سنعمل على تحقيقها
وضعت قبضتها أمام وجه إحدى صديقاتها التي تابعت اللعبة المرتجلة بسرعة و قالت
جي يونغ: أريد أغنية شعبية راقصة
سولي: طلبات مشاهدينا أوامر
انطلقت ضحكتها تعم الغرفة من جديد و هي تضرب على أزرار الحاسوب و عيون البنات تراقبها بضحكات مكتومة، قرأ الفتى ما كتبته له فقام من مكانه و بدأ يرقص كالإوز و يدندن لحنا شعبيا كاد يزهق أرواح البنات من الضحك.
انفتح باب الغرفة فجأة فأخذت كل فتاة مجلسا لها أمام الحاسوب سريعا و غيرت سولي الصفحة لتظهر خريطة كوريا الجنوبية، دخلت والدتها إلى الغرفة و نظرت إلى الشاشة و خاطبت البنات:
الأم: هل يستعصي عليكن شيء في الدراسة يا بنات؟
كانت والدة سولي في أواخر الثلاثين تعمل في المدرسة الثانوية التي يدرسن فيها كمدرسة لمادة اللغة الصينية، نظرت إليها الفتيات في براءة و هززن رؤوسهن نفيا و تكلمت إحداهن:
كريستال: لا يا خالتي، الحاسوب يفي بالغرض ففيه كل ما قد نحتاج إليه
ابتسمت والدة سولي في اقتناع و نظرت إليهن في حنان:
الأم: أحمد الله لأنكن مثابرات و مجتهدات، هيا اتركن الدراسة الآن و اخرجن لتناول الشاي
خرجت الأم من الغرفة و بدأت ضحكات البنات الخافتة تنتشر في الغرفة من جديد و عادت سولي تظهر صفحة السكايب، و ظهر وجه الفتى المطيع الذي أغرق الصفحة بالرؤوس الصغيرة المبتسمة و بالقلوب الحمراء و الشفاه؛ نظرت سولي إلى صديقاتها في خبث و قالت:
سولي: ما رأيكن في الإنتقال الآن إلى المرحلة الحاسمة؟؟
ابتسمت كريستال و جي يونغ بينما ترددت سوهيون
سوهيون: اوني يكفي ما قمت به إلي الآن، اتركي الفتى و شأنه
سولي: انظرن من يتكلم، ألست أكثرنا استمتاعا؟ ألم تعزفي لنا المزمار منذ لحظات؟
سوهيون: نعم ضحكت و تسليت لكن هذا لا يعني أن تتمادي، فمن يدرينا أن الفتى يملك المال؟
سولي: إذا كان لا يملكه فلا حاجة لنا به
هزت سولي كتفيها في استهتار و عادت تضرب أزرار حاسوبها في مهارة انتظرت رد فعل الفتى، بدا التردد على ملامحه في أول الأمر ثم ذابت عيناه في هيام من جديد و جاءت إجابته تقطع أي شك كان لديهن في حبه المجنون لسولي التي تعالت ضحكتها و هي تقرأ رده
سولي: أرأيت؟ إنه يملك المال، و سيبعث لي مبلغا لا بأس به غدا، لكن الأزمة هو الإسم، فأنا بالنسبة إلى هذا الأحمق “همس الليل” و لست أريد إعطاءه اسمي الحقيقي
بدأت كل واحدة تفكر في حل لهذه المشكلة، عندما صرخت جي يونغ في انتصار:
جي يونغ : وجدتها، تريدين اسما و بطاقة قومية لشخص ما تتسلمين باسمه المال؟؟
أومأت سولي برأسها إيجابا فاستطردت جي يونغ تشرح لهم فكرتها التي جعلتهن يشهقن ذعرا…