1

28 1 0
                                    

تزاحمت أربع رؤوس تريد النظر إلى شاشة الحاسوب، كانت صفحة السكايب مفتوحة و سولي تضرب بأصابعها بخفة على لوحة المفاتيح و هي تطلب الهدوء من صديقاتها

سولي: انظرن الآن إلى ما سيحدث ههههه

جحضت الأعين و هي تراقب الفتى النحيف الذي اقترب وجهه من عين الكاميرا حتى بدا أنفه مهولا يبتلع ملامحه كلها، قرأ الفتى ما كتبته سولي ثم سبل عينيه في هيام و بدأ يغني:

“Every Night In My Dream I See You I Feel You”

انطلقت قهقهة البنات في الغرفة حتى سالت دموعهن و إحداهن تحاكي حركة العزف على الكمان لتماشي النشاز المنبعث من الشاشة بينما الثانية تقلد حركات البيانو و الأخيرة تعزف على مزمار خيالي و ضحكاتهن الهستيرية تأبى الإنقطاع، أشارت سولي بيديها تطلب الصمت من جديد و قالت محاكية مقدمات البرامج التافهة في جل القنوات الفضائيةو وضعت قبضتها أمام فمها محاكية المكروفون و قالت بصوت مدلل:

سولي: كانت هذه أول قطعة من برنامجكم ما يطلبه المشاهدون، ننتظر طلباتكم التي سنعمل على تحقيقها

وضعت قبضتها أمام وجه إحدى صديقاتها التي تابعت اللعبة المرتجلة بسرعة و قالت

جي يونغ: أريد أغنية شعبية راقصة

سولي: طلبات مشاهدينا أوامر

انطلقت ضحكتها تعم الغرفة من جديد و هي تضرب على أزرار الحاسوب و عيون البنات تراقبها بضحكات مكتومة، قرأ الفتى ما كتبته له فقام من مكانه و بدأ يرقص كالإوز و يدندن لحنا شعبيا كاد يزهق أرواح البنات من الضحك.

انفتح باب الغرفة فجأة فأخذت كل فتاة مجلسا لها أمام الحاسوب سريعا و غيرت سولي الصفحة لتظهر خريطة كوريا الجنوبية، دخلت والدتها إلى الغرفة و نظرت إلى الشاشة و خاطبت البنات:

الأم: هل يستعصي عليكن شيء في الدراسة يا بنات؟

كانت والدة سولي في أواخر الثلاثين تعمل في المدرسة الثانوية التي يدرسن فيها كمدرسة لمادة اللغة الصينية، نظرت إليها الفتيات في براءة و هززن رؤوسهن نفيا و تكلمت إحداهن:

كريستال: لا يا خالتي، الحاسوب يفي بالغرض ففيه كل ما قد نحتاج إليه

ابتسمت والدة سولي في اقتناع و نظرت إليهن في حنان:

الأم: أحمد الله لأنكن مثابرات و مجتهدات، هيا اتركن الدراسة الآن و اخرجن لتناول الشاي

خرجت الأم من الغرفة و بدأت ضحكات البنات الخافتة تنتشر في الغرفة من جديد و عادت سولي تظهر صفحة السكايب، و ظهر وجه الفتى المطيع الذي أغرق الصفحة بالرؤوس الصغيرة المبتسمة و بالقلوب الحمراء و الشفاه؛ نظرت سولي إلى صديقاتها في خبث و قالت:

سولي: ما رأيكن في الإنتقال الآن إلى المرحلة الحاسمة؟؟

ابتسمت كريستال و جي يونغ بينما ترددت سوهيون

سوهيون: اوني يكفي ما قمت به إلي الآن، اتركي الفتى و شأنه

سولي: انظرن من يتكلم، ألست أكثرنا استمتاعا؟ ألم تعزفي لنا المزمار منذ لحظات؟

سوهيون: نعم ضحكت و تسليت لكن هذا لا يعني أن تتمادي، فمن يدرينا أن الفتى يملك المال؟

سولي: إذا كان لا يملكه فلا حاجة لنا به

هزت سولي كتفيها في استهتار و عادت تضرب أزرار حاسوبها في مهارة انتظرت رد فعل الفتى، بدا التردد على ملامحه في أول الأمر ثم ذابت عيناه في هيام من جديد و جاءت إجابته تقطع أي شك كان لديهن في حبه المجنون لسولي التي تعالت ضحكتها و هي تقرأ رده

سولي: أرأيت؟ إنه يملك المال، و سيبعث لي مبلغا لا بأس به غدا، لكن الأزمة هو الإسم، فأنا بالنسبة إلى هذا الأحمق “همس الليل” و لست أريد إعطاءه اسمي الحقيقي

بدأت كل واحدة تفكر في حل لهذه المشكلة، عندما صرخت جي يونغ في انتصار:

جي يونغ : وجدتها، تريدين اسما و بطاقة قومية لشخص ما تتسلمين باسمه المال؟؟

أومأت سولي برأسها إيجابا فاستطردت جي يونغ تشرح لهم فكرتها التي جعلتهن يشهقن ذعرا…

مراهقات Where stories live. Discover now