دخلت سولي إلى غرفتها و ارتمت على سريرها و هي تسمح لأكثر ابتساماتها بشاعة بالصعود للسطح، إنها تحس بالراحة لأن ارا تعرفت على رقم زوجها و كم تمنت أن تكون حاضرة الآن في شقتها لترى كيف ستضرم ارا النار بيديها في عشها الهادئ.
نفضت هذه الأفكار عن رأسها و دست يدها تحت وسادتها لتخرج هاتف والدتها ثم خرجت إلى غرفة الطعام لتجد بأن أمها ماتزال تنتحب وقد غطت وجهها بكفيها.
وضعت سولي يدها على كتف والدتها التي رفعت وجهها المحمر من أثر البكاء ثم سارعت لمسح دموعها بيديها الإثنتين و وقفت لتواجه ابنتها بتصميم
الأم: أعطني رقم ذلك الحقير سولي و لا تخافي أي شيء حبيبتي والدتك لن تترك أي شخص يلمس شعرة من أمانك.
احتضنت الأم ابنتها قبل تنهي كلماتها و كان وجه سولي على كتف أمها ملولا و ممتعضا.
حررت سولي نفسها من حضن أمها و مدت إليها بهاتفها قائلة
سولي: هذا هاتفك أمي كان فوق الكومود و توقفي أمي عن البكاء ساعديني على النسيان بتماسكك
أخذت ولدتها هاتفها و بادرت سولي
الأم: أعطني رقمه
سولي: لقد مسحته في غمرة الإرتباك
تنهدت الأم بعمق ثم أخذت ابنتها من يدها لتوصلها إلى غرفة نومها، وضعتها في سريرها و بدأت تمسح على شعرها في حنان و قالت بصوت كله تصميم:
الأم: سأفعل غداً ما يجب حبيبتي، سأغير لك هذا الرقم و لن تصلك أي يد بالشر ما دمت حية.
أغمضت سولي عينيها متظاهرة بالنوم لتتخلص من سيل الحنان المضحك هذا، لطالما استغربت سولي لشخصية والدتها الخنوعة و المسالمة، كيف لامرأة في السابعة و الثلاثين أن تكون بهذه السذاجة، والدها توفي عندما كانت سولي في السادسة من عمرها و أخذت والدتها على عاتقها تربيتها و ضمان العيش الكريم لها، حرمت نفسها من الحب و من تجربة الزواج مرة ثانية لكي لا تجعلها تعاني من معاملة قد لا تكون عادلة لزوج الأم،
ضحكت سولي بصوت عال و قالت لنفسها بصوت مسموع “آه يا أمي كم أنت ساذجة، هل تعتقدين أنه على وجه هذه الأرض كلها هناك من يستطيع إيذائي هههههه لو تزوجت لعاش الرجل المسكين في جحيم”
قفزت سولي سريرها و جلست أمام الحاسوب إنها تستحق بعض التسلية لإنجازها الرائع، لا بد أن والدتها المسكينة تغط في النوم.
انغمست سولي في عالم الأنترنت الإفتراضي تعيش أدوارا مختلفة بأسماء مختلفة بينما الفتى المسكين، عاشق السكايب لا يتوقف عن إرسال القلوب النابضة و الوجوه الصغيرة الباكية ثم القلوب المكسورة دون أن يلقى منها أي جواب.
استيقظت سولي على هزات يد والدتها الحنونة ففتحت عينيها بصعوبة
الأم: هيا حبيبتي لأقلك معي إلى الثانوية
تقلبت سولي في فراشها بكسل و مضغت كلمات غير مفهومة قبل أن تعود إلى النوم، عادت الأم لإيقاظها و هي تحسدها على راحة بالها بينما هي أمضت ليلتها تبكي و تتقلب في فراشها هلعا مما يمكن أن تتعرض له ابنتها من ذلك الشخص الذي يتربص بها.
فتحت سولي عينيها و قالت لوالدتها في كسل
سولي: اذهبي أمي، سأستقل الحافلة ككل زميلاتي
الأم: أبدا، تعودي من اليوم على مرافقتي لك ذهابا و إيابا فهكذا حبيبتي أضمن أنه لن يصيبك مكروه.
صرت سولي على أسنانها في غيظ، ما هذه الورطة؟
قامت من فراشها تجر أقدامها جرا و هي تفكر في حل لهذه المشكلة، دخلت إلى الحمام و خاطبت انعكاسها في المرآة “ماذا ستفعلين الآن يا سولي؟؟؟” ظلت تنظر إلى نفسها ثم هزت كتفها في لامبالاة و هي تفكر بأنها ستجد حلا عاجلا أو آجلا.
لبست سولي تنورة قصيرة كعادتها و قميص ابيض ضيق فبدت فعلا كإحدى شخصيات المانكا الصارخة جمالا و صففت شعرها في ضفيرتين ثم خرجت لتتناول إفطارها، كانت والدتها تقف قرب المائدة و قد ارتدت ثيابهاوحملت حقيبتها، نظرت إلى منى نظرة متفحصة ثم تناولت سروالاً و مادته إلى سولي
سولي: ما هذا؟؟؟
رمقتها أمها بنظرة صارمة و قالت بحزم لا يحتمل النقاش
كريمة: إنه سروال ، يجب عليك أن تغطي رجليك ، فهذا ما يجدب الشاب لكي يتحرش بكسولي تكره السراويل إلى درجة الجنون