3

5 1 0
                                    

المنظر من هذا العلو رائع، المدينة الصاخبة تبدو وديعة تحت ضوء الشمس، كان فريق البنات قد أخذ مكانه في مقهى فاخر في أحد البنايات الزجاجية المليئة بالشركات الضخمة، كان المقهى يعج برجال الأعمال المنشغلين بأحاديثهم الجادة، وحدها مائدة الفتيات تعج بالضحك و النكت، كن قد قررن قضاء اليوم في التسكع.
لمحت سولي مجموعة من الشباب تأخذ مكانا قرب الجدار الزجاجي الذي يطل على المدينة، يبدو عليهم النشاط و الأناقة، البدلات المكوية و ربطات العنق الفاخرة، فغرت سولي فاها و هي تنظر إلى من يبدو رئيسهم ثم التفتت إلى صديقاتها قائلة
سولي: سأفقد الوعي يا بنات، ففي المائدة المقابلة رأيت أجمل رجل على وجه الأرض.
انفجرت الفتيات ضحكا و هن يتلفتن إلى حيث يجلس الشباب الواحدة تلو الأخرى، كان صخبهم يلفت انتباه كل رواد المقهى، قامت سولي من مكانها و غمزت البنات و قالت
سولي: سأذهب إلى الحمام و أراهنكن أنه سيلحق بي و يحاول أن يتعرف إلي
كريستال: لا تكوني واثقة جداً سولي فالرجل لم يرفع رأسه عن أوراقه منذ دخل، يبدو أنه اجتماع عمل و لا أظنه سيترك عمله ليلحق بك.
سولي: سترين حبيبتي
تركت سولي صديقاتها و تمشت ببطء في اتجاه الحمام، تلكأت عندما مرت قربه و تعمدت إسقاط هاتفها النقال و انحنت بالعرض البطيء لتأخذه و سمحت حركتها هذه للشباب بتأمل ساقيها العاريتين و قوامها الفتي الذي تفصح عنه تنورتها القصيرة، قامت سولي و واصلت طريقها نحو الحمام.
تأملت وجهها في المرآة، ابتسمت لنفسها بفخر، إنها لم تقابل من هي أجمل منها أبدا، بدأت ترتب غرتها الناعمة و تصلح من هندامها، إنها واثقة بأنها ستجده أمامها عندما تخرج، قرصت خديها لتدفع بالدم إليهما، تنفست بعمق ثم خرجت، كانت خيبتها كبيرة جداً عندما لاحظت بأنه مازال منكفئا على أوراقه، عادت إلى مكانها و الغضب يحتل ملامحها البريئة، أخذت مكانها بين صديقاتها، أمرت كريستال يدها على شعرها الناعم و اقتربت بوجهها من سولي و هي تقول بابتسامة خبيثة
كريستال: لقد رأيناه عندما جثى على ركبتيه طالبا ودك، لماذا رفضت اوني؟
ضحكت الفتيات و أضافت جي يونغ
جي يونغ: لقد بكى المسكين قهرا عندما رفضت تقربه إليك هههههههه أشفق لحاله
نظرت إليهن سولي بغضب ثم التفتت إلى سوهيون و قالت
منى: و أنت هبة؟؟ ألست تملكين تعقيبا؟؟؟
سوهيون: لا اوني، تعرفين بأنني بعيدة كل البعد عن هذه الأشياء، أنا حقاً لا أفهم ما يجري و لا أفهم كيف تقول جي يونغ و كريستال بأنه جثى على ركبتيه و بكى و هو لم يفارق قط مكانه؟؟؟!!
ضحكت الفتيات حتى دمعت أعينهن، كانت سذاجة سوهيون مادة دسمة للتفكه و التسلية.
عادت سولي للنظر إلى الرجل الوسيم و هي مغتاظة للامبالاته، لماذا لا ينظر إليها، يكفيها أن تلتقط عينيه في نظرة واحدة لتجعله يقع في هوة الإفتتان بها لكنه أبدا لا يرفع رأسه عن أوراقه، ماذا يا ترى في هذه الأوراق يجعله عازفا عن كل ما يحيط به إلى هذه الدرجة.
لم ترد سولي شيئا في حياتها بقدر ما أرادت أن يلتفت إليها هذا الرجل، اختلطت عليها مشاعرها فلم تعد تدري إن كانت تريده لترضي غرورها أو لتسكت سخرية صديقاتها اللاذعة أو لتسكت هذا الخفقان الرهيب في قلبها.
وصلها صوت كريستال و هي توقظها من أحلامها
كريستال: اوني، أين شردت؟ انسي أمره لأن مثله له نوع خاص من النساء
عقدت سولي حاجبيها في غضب و نظرت إلى صديقتها بنظرات نارية كادت تحرق المكان بما فيه
سولي: ماذا تعنين؟؟؟؟ لن يجد من هي أجمل مني و لو بحث عنها بالمجهر الإلكتروني، عن أي نوع تتحدثين؟ ثم ماذا تعرفين أنت عن أمثاله و أنت كل طموحك أن يحبك ابن بقال الحي.
صعقت كريستال من كلام صديقتها الجارح و ردت على سولي بالهدوء الذي يسبق العاصفة
كريستال: إذا أصبحت تعيرينني بحبي لسيهون؟؟ لكن ما لا تعلمينه أنني لا أستغرب ما تقولينه فأنت لا تفرقين بين السوبرماركت و محل البقالة فكيف أنتظر منك التمدن؟
وقفت سولي و هي تشد قبضتيها في غيض و تدخلت جي يونغ و سوهيون لإصلاح الوضع قبل أن تصل الفتاتان إلى مرحلة الإشتباك بالأيدي خاصة أنهما عنيدتين و لا تتنازلان.
عادت سولي للجلوس و هي نادمة لوصولها إلى هذه الدرجة في الكلام مع كريستال لكنها لم تكن على استعداد للإعتذار.
سولي: ما رأيكن بأكواب ضخمة من أغلى و أفخر أنواع الآيس كريم؟
كانت تعرف أن كريستال تعشق الآيس كريم و كانت هذه طريقتها في الإعتذار، وافقت الفتيات بفرح لهذا الإقتراح الجليدي
كن يتمتعن بالنكهات المختلفة عندما جاء النادل وقف النادل أمامهن، أرادت سولي إخراج المال من حقيبتها لتدفع لكن النادل قاطع حركتها عندما قال
النادل: الحساب مدفوع آنستي
ثم أشار إلى الرجل المتوجه نحو الباب، كان الفارس الذي سلب سولي لبها هو من دفع حسابهن، ابتسمت سولي و أشرقت ملامحها بانتصار و هي تنظر بفخر منقطع النظير إلى صديقاتها.
ابتسم الرجل لهن و غادر المقهى بينما استطرد النادل و هو يمسك بيده بطاقة من التي يستعملها رجال الاعمال في التعريف بأنفسهم، مدت سولي يدها لتأخذ البطاقة لكن النادل تجاهل يدها الممدودة و دس البطاقة بين يدي سوهيون و هو يقول لها أمام دهشة الفتيات العارمة
النادل: السيد بارك أراد أن يكلمك لكنه لم يرد إحراجك في مكان عام يتمنى أن تتكرمي عليه باتصال أو رسالة إلكترونية، ستجدين كل عناوينه هنا.

ابتسم الرجل لهن و غادر المقهى بينما استطرد النادل و هو يمسك بيده بطاقة من التي يستعملها رجال الاعمال في التعريف بأنفسهم، مدت سولي يدها لتأخذ البطاقة لكن النادل تجاهل يدها الممدودة و دس البطاقة بين يدي سوهيون و هو يقول لها أمام دهشة الفتيات العارمة...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

اوه سيهون

مراهقات Where stories live. Discover now