نظرت كريستال إلى الساعة، إنها السابعة و النصف، لقد بدأ العد التنازلي، سيأتي سيهون في أي لحظة لاصطحابها، استلقت في سريرها تطالع مجلة الرياضة و هي تقاوم رغبة عارمة في القفز من مكانها لتجهز نفسها للخروج.
لن يفرض عليها رأيه، لقد كانت دائماً حرة معتدة بنفسها و هذا أمر لن تتخلى عنه و لو كلفها ذلك حبها، قطع عليها أفكارها دخول والدتها الغرفة، اندهشت أم كريستال عندما رأتها مستلقية على سريرها فقالت بصوت غلفه الإستنكار
الأم: ما هذا كريستال؟ لم تجهزي بعد؟ ألم أقل لك أن سيهون آت في الثامنة مساء؟!؟!؟
هزت كريستال كتفها في لامبالاة مزيفة و قالت
كريستال: لن أرافقه، أشعر بصداع
تقدمت الأم لتخطف المجلة من بين يديها بعنف و ترميها في زاوية بعيدة و قالت بغضب
الأم: أمامك ربع ساعة، أريد أن أعود و أجدك مستعدة تماماً سمعتني؟؟؟ لا تخلقي لي المشاكل مع أبيك
خرجت الأم و صفقت باب الغرفة وراءها في غضب، بقي بصر كريستال شاخصا إلى الباب، ما هذا الذي يحدث؟ الكل معه، كأنها به يأخذ مكانها في أسرتها الصغيرة!!! الكل يحبه و يحترمه بينما هي ترغم على الرضوخ لرغباته، قامت من مكانها و وقفت أمام المرآة بتثاقل، أرعبها المنظر الأشعث للفتاة الغاضبة التي تنظر إليها عبر المرآة، أزعجتها تلك النظرات الغاضبة فابتعدت بسرعة، فتحت دولاب ملابسها، صف من البزات الرياضية الملونة، أيها تختار؟؟
علت ملامحها ابتسامة خبيثة و قد استقرت على فكرة قد تعفيها من الخروج.
كانت تضع آخر اللمسات على مظهرها عندما سمعت صوته قادما من الصالة، امتزج صوته بصوت والديها و هما يرحبان به، صوت خطوات تقترب، أحست بنوع من الخجل، ما هذا الذي فعلته؟
دخلت والدتها الغرفة و شهقت رعبا و هي تنظر إلى فستانها البني الذي يظهر أكثر مما يستر، ماكياج صارخجرت والدتها تريد أن تعبر عن غضبها بيديها لكن كريستال هربت منها و هي تغالب ضحكة هستيرية، كان منظرهما غريبا و هما تجريان في الغرفة الصغيرة، وجدت كريستال نفسها أمام باب الغرفة فخرجت تاركة والدتها تولول.
التفت إليها الرجلان و طفحا ينظران إليها، والدها في دهشة ممتزجة بالحرج و سيهون في غضب لو استحال رصاصا لأرداها قتيلة في ثانية واحدة، أحست تحت نظراتهما بفظاعة مظهرها و تمنت لو أنها لم تفعل ما فعلت.
كسر صوت والدها الغاضب الصمت المخيم عليهم
الأب: اغربي عن وجهي، حسابي معك سيكون عسيرا
جذبتها يد والدتها لتعيدها إلى غرفتها و دفعت بها إلى سريرها في عنف، كانت ترتعش و هي تتذكر نظرة سيهون المحتقرة و هي تتفحصها، ماذا لو غير رأيه تماماً و تخلى عن فكرة الإرتباط بها؟
كانت غارقة في أفكارها و سيل من الشتائم ينزل على رأسها من فم والدتها لكنها لم تكن تعيه، كل ما كان يشغلها هو نظرة سيهون.
خرجت والدتها من الغرفة تاركة إياها تندب غباءها و تسرعها، وصلها صوت والدها محرجا يعتذر لسيهون عن تصرفها الأهوج
سيهون: لا تقلق عمي، أنا أفهم كريستال و أعرف أن هذه ليست أخلاقها، أرجوك أن لا تعاقبها
وصلتها كلماته لتظهر لها كم هو نبيل و كم هي بليدة، تجمعت الدموع في عينيها و اكتشفت أنها أضاعت فرصة ذهبية لأن تكون معه في جو رومانسي و هادئ.
دخلت والدتها غرفتها و هي تحمل بين يديها ثوبا أحمراً لم تره أحلام من قبل، أحست بالذنب تجاه والدتها المسكينة التي كل همها في هذه الدنيا أن يكون أبو أحلام راضيا و سعيدا، جلست الأم بجانب ابنتها و مسحت على شعرها بحنان و قالت
الأم: كوني عاقلة عزيزتي، الشاب يحبك و لن تجدي مثله و لو ضربت الأرض طولا و عرضا، هيا امسحي دموعك و أرتدي هذا الثوب و لا تجعليه ينتظر أكثر
مسحت كريستال دموعها بظهر يدها و هزت رأسها إيجابا و بدأت ترتدي الثوب ، كانت النتيجة رائعة ، بدت بمظهرها الجديد شابة ناضجة و واثقة من نفسها، نظرت الى المرآة و هي مستغربة من هذا التحول الجذري الذي طرأ عليها، ساعدتها والدتها على تنظيف ملامحها الدقيقة من آثار الماكياج المدمرة، و اكتفت بلمسة ماسكارا و كريم لامع الشفاه، أقل ما يقال عنها أنها كانت مبهرة، ابتسمت والدتها في رضى و قالت
الأم: تبدين في غاية الجمال سوف تصدمين سيهون
ابتسمت كريستال خجلة من كلام والدتها و وقفت تستعد للخروج، كان والدها قد استرخى قليلا و هو يتكلم بصوت خافت مع سيهون، التفتا إليها معا و قد بدا الرضا على ملامحهما، وقف سيهون و عينيه عاجزتين عن تركها للنظر إلى غيرها، تقدمت كريستال إلى الخارج و دعوات والدتها تلاحقهما، انزوى سيهون و والدها يتحدثان بصوت غير مسموع ثم لحقها سيهون و خلفه شقيقها الصغير، نزلا الدرج فلاحظت أن شقيقها مازال يلحق بهما التفتت إليه باستنكار و همت بالكلام لكن لمست سيهون على ذراعها منعتها، همس سيهون في أذنها
سيهون: أعرف أنك تتوقين للإنفراد بي، اصبري يا حبيبتي، قريبا جداً سيكون لك ما تريدين
سحبت أكريستل ذراعها من يده في غيظ و ضاعفت سرعتها لتبتعد عن مجال لمسته المربكة.