13

1 0 0
                                    

النظرات كانت كالسيوف تطعنها طعنا و هي مازالت لا تدري السبب، ماذا جرى حتى أصبحت تلفت الأنظار إلى هذه الدرجة؟ نعم هي تحب أن تكون محط أنظار الجميع لكن ليس بهذه الطريقة، فالكل كان ينظر إليها بمزيج غريب من الإحتقار و التشفي، أحست سولي بغضب شديد تضاعف عندما تذكرت الموقف المهين الذي تعرضت له في حصة الأستاذ كيم، ستكتشف الفتيات كذبتها عن الأستاذ كيم لا محالة، زادت نسبة الغضب و ما عادت تحتمل البقاء داخل جدران الثانوية، خرجت تتسكع وحدها، الشوارع مكتظة بالناس، كل يمشي في طريقه، لكل حياته تمنت لو كانت يدها تستطيع أن تطال حياتهم لتضع بصمتها عليها و تمحو بسمة الرضا من فوق شفاه كل الراضين أو تكسر قلوب العاشقين أو تبدد مال المترفين، حقدها اللامبرر كان يكبر كل يوم حتى أعماها فلم تعد ترى إلا نفسها، إنها أكثر صديقاتها جمالا و أنوثة فكيف لا يحبها الرجال، ما الذي تملكه سوهيون حتى يهتم بها بارك؟ و ما الذي تملكه ارا حتى أضحى يونهو مجنونا لما هددته بالطلاق؟ و ماذا جعل قلب سيهون ابن التاجر يلهث خلف كريستال التي تشبه الصبيان بشكلها؟ بارك أهان أنوثتها عندما تجاهلها و يونهو أهان كرامتها عندما أجبرها على الإعتراف بفعلتها في المصعد و سيهون داس على شوقها إليه عندما فضل كريستال عليها، ما الذي ينفر الرجال منها؟ جمالها طاغ و عنيف و لا أحد يستطيع الإنكار لماذا إذا لا أحد يحبها؟ لماذا لم تحظ بموعد غرامي؟ لماذا لم تحظ بلفتة حب و لو بسيطة كعلبة حلوى النعناع التي حصلت عليها سوهيون؟ بدأ الحسد يغلي بداخلها و يأكل أي إحساس بالآخر فيجعلها لا ترى إلا نفسها و لا تعشق إلا نفسها.
لم تدر لماذا احتلت صورته خيالها و جعلتها تتوقف عن التفكير في أي شيء آخر،كيم بشفته السفلى الممطوطة في ازدراء، و نظرته التي لا تحط عليها إلا غضبا، هل يحبها يوما؟ شعرت بيأس كبير جعل الدموع تجاهد لفك الوثاق الذي طال و تتحرر على خديها و تتساقط متكسرة تبحث عن يد تلثمها فلا تجدها.
ازداد غضب سولي حينما أحست بدموعها تتساقط على خديها، شعرت بأنها مقهورة و مظلومة و بأنه لا أحد في هذا الكون كله يفهمها، كانت تمشي بلا هدف حتى وجدت نفسها أمام بيتها، دخلت و هي تجر قدميها جرا، ستدعي المرض عندما تأتي والدتها و تسألها عن حضورها المبكر، لم تكن تقلق أبدا من ردات فعل والدتها فهي بارعة في تلفيق الحجج، وقفت أمام المصعد لكن ذكرى يونهو جعلتها ترتعش خوفا و حنقا، اتجهت نحو السلم و جسدها المنهك يلتهم درجاته بسرعة فائقة، وقفت أمام شقتها و دست المفتاح في الباب عندما سمعت صوتا رقيقا لكنه لا يخلو من الصرامة
ارا: سولي؟!؟؟؟
استدارت سولي فرأت ارا تنظر إليها بنظرة غريبة لم تتبين معناها، تقدمت ارا نحوها في صمت مريب ثم رفعت يدها لتصفع سولي على خدها الذي لم يزل دمعها مرابطا فيه، تكلمت ارا بصوت بارد جعل سولي تشعر بهول ما فعلته
ارا: هذه من أجل دمعي و سهري و نبذي لزوجي البريء منك و من ادعاءاتك الكاذبة.
أخرجت ارا من جيبها هاتف زوجها و وضعته أمام أنف سولي و هي تقول بصوتها المتهدج تأثرا و غضبا

ارا: هل تعلمين ما هذا؟؟؟
هذا هاتف زوجي الذي عبثت به يداك عندما ضايفتك في بيتي و هذا الهاتف الذي كان سببا في عذابي هو نفسه الذي أثبت لي براءة زوجي فهو يحتوي على مسجل للصوت سجل كل شيء من دخولك إلى المصعد و حتى وقوفك أمام باب شقتي، فغرت سولي فاها و هي عاجزة عن تفسير تصرفها، بماذا تبرر فعلتها؟ صمتت و عينيها على الأرض، فتابعت ارا كلامها
ارا: على كل حال انا شاكرة لك فعلتك هذه التي أثبتت لي كم يعشقني زوجي
نظرت ارا إلى سولي باحتقار جعلها ترتجف ألما ثم أضافت
ارا: أشفق على والدتك مما ستلاقيه معك، لو لم تكن صديقتي و لو لم أكن أعرف رقتها و ضعفها لكنت فضحت شرك أمامها لكن سكوتي يا سولي لا يعني بأنني سأعتقك، لقد عرفت بأنك أفعى سمها من أخطر ما خلق الإله و لن أتركك تلذغين شخصا آخر، أنا و زوجي لك بالمرصاد.
فتحت سولي فاها لتتكلم لكن ارا قاطعتها
ارا: لا أريد أن أسمع صوتك، ادخلي و إن عرفت أنك تصرفت أي تصرف مشين فأعلمني أن التقرير كاملا سيصل إلى أمك
قلصت ارا وجهها بعد أن أتمت كلامها و قالت في اشمئزاز
ارا: سأدخل بيتي فالرائحة هنا كريهة افففف
و غادرت بخطى متثاقلة و هي تربت على بطنها كعادة الحوامل.

مراهقات Where stories live. Discover now