افترقت سولي عن صديقاتها و هي تحس باختناق كبير، تفادت جي يونغ و كريستال التعليق على ما حصل في المقهى مراعاة لمشاعرها و هذا زادها حنقا و بعثر ثورة عارمة في روحها فتظاهرت بالألم و اعتذرت منهن لأن صداعا رهيبا يفتك برأسها كما قالت 🙂 كانت سوهيون في عالم آخر، لم تفهم حرفا مما يجري و بدت مبهورة و سعيدة أن رجلا اهتم بها و تمنى معرفتها بل و راعى لمنظرها أمام الناس فلم يرد أن يكلمها في مكان عام ليجنبها الإحراج، سعادة سو هيون كانت المصدر الرئيسي لتعب سولي و ضيق صدرها.
كانت سولي تمشي في الشارع و روح غاضبة مجنونة تغلي بداخلها، يجب أن تفعل شيئا لتريح نفسها لأنها لا تستطيع الذهاب إلى المنزل و هذا الغضب يأكل من هدوءها و يحيل السلام النفسي إلى ضرب من الخيال. كانت تمشي غارقة في أفكارها عندما لمحت ارا و يونهو جيرانها، زوجين شابين، لمحاها فنادتها ارا ارا : سولي، كيف حالك؟ سولي: بخير ارا: ذاهبة إلى البيت؟ أومأت سولي برأسها إيجابا ابتسمت ارا في رقة و تأبطت ذراع سولي قائلة ارا: إذا نقلك معنا جرت ارا سولي إلى حيث تقف سيارة زوجها و فتحت لها الباب الخلفي بينما جلست هي إلى جانب مقعد السائق، كان زوج ارا قد توقف أمام محل فاكهة،لم يتأخر ، إذ رأته سولي يمشي في اتجاه السيارة و يده محملة بالأكياس، كان وسيما بحق، فكرت سولي بأن ارا عادية جدا و لا تستحق رجلا مثله، ترى ما الذي يجذبه إليها؟
يجذبه إليها نفس ما جذب رجل المقهى الوسيم إلى سوهيون. أخذ يونهو مكانه أمام عجلة القيادة وتحركت السيارة تشق طريقها بين سيل السيارات الذي يملأ شوارع المدينة، كانت سولي تنظر إلى يونهو عبر مرآة السيارة الأمامية، ظلت تنتظر بصبر أن تلتقي بعينيه عبر المرآة لكنه كان منشغلا، رفعت نفسها لترى ما يشغله فلاحظت أنه يسوق بيد واحدة بينما يده الأخرى ترتاح في رقة على بطن زوجته التي ارتسمت ابتسامة ملائكية على ملامحها و غطت يده بكلتا يديها و هي تتنهد و تغمض عينيها. عادت سولي للغوص في المقعد الخلفي و قد تضاعف غضبها، إنها تكره أمثال ارا و سوهيون، حظهن من السماء، كيف يحصلن على كل هذا الحب دون أدنى مجهود؟؟؟ توقفت السيارة أمام العمارة التي تسكنها سولي و والدتها، ترجلت و راقبت بصمت كيف نزل يونهو جريا ليفتح الباب لزوجته و يساعدها على النزول من السيارة برفق كما لو كانت امرأة من زجاج. بان الإمتعاض على ملامحها و هي تراقب سيل الحب المتدفق بين الزوجين، هذا ما كان ينقصها، في البدأ كانت سوهيون و الآن هاذان الإثنان. تقدمت سولي إليهما بعد أن رسمت ابتسامة جميلة على وجهها سولي: شكرا على التوصيلة سولي: آنسة سولي، من فضلك، رافقي ارا إلى البيت، إنها تخاف المصعد و أنا أخاف أن تشعر بالدوار على السلالم، سأركن السيارة بسرعة و أعود. كتمت سولي غيضها، ما كل هذه الميوعة، دارت إحساسها و أجابته برقة سولي: كن مطمئنا سأهتم بها رافقت سولي ارا و هي تمشي برقة على السلالم ارا: آسفة لإزعاجك منى سكتت ارا لبرهة ثم أضافت بخجل ارا: نحن ننتظر مولودا و وليد يخاف علي تنهدت سولي و لسان حالها يقول “و ما دخلي أنا”، وصلتا إلى الطابق الثاني، كانت شقتاهما متلاصقتين، أصرت ارا أن تدخل سولي لتشرب عصيرا ينعشها، ولجتا إلى الشقة النظيفة التي تفوح منها رائحة معطر الجو المنعشة، وضعت ارا حقيبتها و هاتفين نقالين على مائدة غرفة الجلوس و ذهبت إلى المطبخ لتحضر العصير لسولي التي كانت تنظر إلى الهاتفين و بذرة فكرة جهنمية تنمو في عقلها، كانت تعرف هاتف ارا تركته و أخذت الهاتف الآخر،لا بد أنه هاتف يونهو، إنها واثقة من ذلك، بدأت تضغط أزراره بسرعة، ثم أعادته إلى المنضدة قبل أن تدخل ارا بصينية عليها كوب عصير بارد. شربت سولي العصير بسرعة ثم استئذنت من ارا و خرجت متجهة إلى شقتها، دخلت مباشرة إلى غرفتها، جلست على سريرها و عادت إليها ذكريات هذا اليوم الحافل بدء ا بسرقتها لبطاقة والدتها و مرورا بوسيم المجمع الإقتصادي و انتهاء بارا الغبية و زوجها، أحست بأنها مظلومة و ضعيفة و لا حظ لها في هذه الدنيا، كان هذا الإحساس يرافقها دوما، لم تشعر أبدا بالرضا و لطالما تساءلت كيف يعيش كل هؤلاء الناس و من أين يأتون بالرضا؟؟ تدفقت دموعها غزيرة، مشاعر شتى تلتهم أعصابها، لا تعرف لماذا تنهمر دموعها، كل ما تعرفه هو أنها مخلوقة تعيسة، و تعاستها لا يجب أن تبقى حبيسة حياتها بل يجب أن تعم على حياة كل من تعرف و لم لا من لا تعرف أيضا؟؟؟؟
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.