30

0 0 0
                                    

علت ابتسامة عريضة ملامح كريستال و هي ترى سوهيون و جي يونغ جالستان بانتظارها في المقهى المعتاد، لقد اشتاقت لهن كثير، مر زمن منذ ان اجتمعن لآخر مرة و خاصة سوهيون، دنت منهما بخفة و سلمت عليهما بحرارة ثم أخذت مكانها بينهما ونقلت بصرها بينهما، ملامح جي يونغ جدية و هادئة كعادتها لا تصف أبدا ما يعتمل بداخلها بينما سوهيون بشعرها الأحمر اللامع بادية الإرتباك و قد استقرت الهالات السوداء تحت عينيها تشيان بليال طويلة من الأرق، تكلمت كريستال مخاطبة سوهيون و قد لاحظت سمتها الحزين
كريستال: اوني!!! اوري-مانيا!!! لم نعد نراك، ظننتك ستأتينني ركضا بحثا عن ما فاتك من حصص
نظرت سوهيون إلى أصابعها لتتفادى نظرة كريستال المتفحصة و قالت
سوهيون: الحصص؟!؟؟ اي حصص؟؟!؟
نظرت جي يونغ و كريستال الى سوهيون في استغراب بينما استدركت سوهيون في شرود
سوهيون: آه نعم!! الحصص، فيما بعد
التفتت سوهيون مشيحة بوجهها الى نافذة المقهى المطلة على الشارع لكي تخفي مشاعرها المرتكبة و هي تداعب خصلات شعرها الأحمر في شرود بينما تبادلت صديقاتها النظرات في استغراب ثم لم تلبث كريستال ان قالت في حزم لتخرج سوهيون و جي يونغ من صمتهما
كريستال: اذا؟؟؟ اين المكان المتفق عليه؟ أنذهب الآن أم ننتظر شخصا ما؟
وقفت جي يونغ و عدلت من وضع نظاراتها و قالت
جي يونغ: أنا أعرف المكان، يمكننا استقلال سيارة أجرة و الذهاب حالا
هنا انتبهت كريستال إلى زي جي يونغ المختلف، الجينز الذي حال لونه و الممزق في أكثر من موضع و التي شيرت الأسود الذي تتربع على صدره جمجمة كبيرة، رفعت كريستال حاجبها الأيسر مستغربة و قالت
كريستال: اذا؟؟ هذه طريقتك؟؟
نظرت جي يونغ إلى كريستال نظرة تساؤل صامتة بينما طفحت سوهيون تراقب الوضع في لامبالاة
كريستال: تعرفين ما أتحدث عنه اوني، لا تدعي البلاهة
هزت جي يونغ كتفيها و قالت
جي يونغ: لست أفهمك، وضحي كريستال
أشارت كريستال بسبابتها إلى التي شيرت الأسود و تعبير مشمئزة يستولي على ملامحها و قالت
كريستال: ما هذا الزي؟ ثم ما هذه العلامة؟ هل تفقهين معناها أم أنك تقلدين فحسب؟؟
تنهدت جي يونغ ثم أجابت بصوت واضح النبرات
جي يونغ: كريستال، هذا مجرد تي شيرت و هذا تغيير فحسب، أحسست بأنني اريد ارتداءه ففعلت بدون أي خلفيات كفي عن البحث عن مغزى لكل حركة و كل لفتة
هزت كريستال رأسها في صمت ثم قالت بصوت خافت
كريستال: كم أود تصديقك !!
رمت بجملتها في وجه جي يونغ و قامت من مكانها تتقدم صديقتيها و هي تقول بصوت نافذ الصبر
كريستال: أشعر بأنني لم أعرفكن يوما
كانت كريستال تتقدم صديقاتها و سيل من العبارات المستنكرة الغاضبة تتسابق على شفتيها حتى أضحى من المستحيل فهم ما تقول، لحقت بها جي يونغ و سوهيون في صمت و كل منهما غارقة في عالمها الخاص.
كان المكان غريبا و ديكوراته أغرب، حديقة واسعة ممتدة الأطراف تتخللها أعمدة كهربائية متباعدة كي يظل نور المكان مترددا مستحيا، خشبة سوداء تتوسط الحديقة، على أطرافها شموع حمراء غليظة متراصة و متباينة الأحجام، بينما تمتد الأسلاك من أسفلها إلى أعلاها و قد تعلقت بها أشكال غريبة هي مزيج من الدمى الصارخة و المعذبة و الغاضبة، تفحصت الفتيات المكان في رهبة و شعور كئيب مقبض يستولي عليهن، بضع شبان نشطين كانوا يتنقلون هنا و هناك في عمل محموم لإتمام آخر تفاصيل الديكور.
التفتت كريستال إلى الفتاتين الصامتتين و قالت بصوت متحشرج
كريستال: ماذا نفعل هنا؟ الأمر كله غير مطمئن
تنهدت جي يونغ بينما قالت سوهيون بصوت بارد
سوهيون: و من يهتم؟ هنا أو هناك
أمسكت كريستال سوهيون من ذراعها و نظرت إليها مباشرة قبل أن تقول بحزم
كريستال: ما الأمر اوني؟؟ صمتك و لامبالاتك يرعبانني
حررت سوهيون ذراعها من قبضة كريستال و قالت بنفس الصوت البارد
سوهيون: فيما بعد كريستال
كادت كريستال تخوض في مشادة كلامية معها لكن صوت شاب طويل الشعر و القامة أوقفهما
الشاب: إذا سمحتن، نريد أن نضع اللمسات الأخيرة على الديكور، هناك مقصف في آخر الحديقة، اشربن شيئا في انتظار وصول الجميع
هزت كريستال رأسها في تفهم و ابتعدت و هي تضرب الأرض بقدميها بينما لحقتها سوهيون بخطوات متعثرة و ظلت جي يونغ بقرب الفتى تستفهم منه عن شيء يشغل بالها

مراهقات Where stories live. Discover now