أحست كريستال بيد من حديد تعتصر ذراعها و التفتت لترى وجه سيهون الصارم و هو ينظر اليها نظرة احتقار ارعبتها، فتحت فمها و اقفلته عدة مرات محاولة الدفاع عن نفسها لكن الكلمات أبت مغادرة شفتيها، واصل سيهون كلامه بنفس نبرة الاحتقار
سيهون: إذا هذه انت! و هذه عادتك! الكذب و التدليس و ادعاء البراءة
حركت كريستال رأسها يمينا و شمالا محاولة نفي هذه التهمة عنها، لكنها ظلت عاجزة عن الكلام و هي ترى سيهون يذبحها بنظرات الإحتقار
سيهون: أكنت ترقصين؟؟ لا بد انك فعلت، و لا بد ان الجميع هنا استمتع بك و انت تتمايلين
أطلق سيهون سراح ذراعها و هو يلوي شفته السفلى في قرف و تابع بنفس النبرة
سيهون: احس بأنني سأفرغ معدتي، هذا الكم الهائل من السفالة لا يناسبني
هم سيهون بالرحيل لكنه عاد يلتفت اليها و يقول و هو يصر على أسنانه غضبا
سيهون: لن يمر هذا بسلام كريستال فانا لن اسمح لك بتشويه سمعتي و سمعة والديك، سأجعلك تندمين على عبثك
شهقت كريستال و انفك عقال لسانها فخرج صوتها متهدجا
كريستال: اوبا! الامر ليس كما تظن
أشاح سيهون بوجهه عنها في اشمئزاز و دفعها أمامه فكادت تسقط أرضا
سيهون: اصمتي! لا احتمل صوتك كريستال!
“كريستال لم تقترف اي جرم سيهون!”
التفت سيهون و كريستال الى مصدر الصوت، كانت سولي تنظر الى سيهون في حزم
سيهون: انت آخر من اسمح له بالتدخل سولي!! ابقي بعيدة عن خطيبتي!!
انصرف سيهون يدفع كريستال أمامه و هي تتعثر في خطاها من قسوة يديه و حروفه.
ظلت سولي تنظر إليهما و قد تذكرت يوم أخبرت سيهون بان كريستال لن تلتفت اليه و لو انتظرها بدل الدهر دهرين، كم كانت حقودة!!!
كرهت سولي نفسها و شعرت بأن شخصا غيرها من كان يرتكب الفظائع، تنهدت بعمق و عادت تنظر الى سونغ يوب و هو يداعب القيثارة، قطبا حاجبيها عندما اكتشفت ان جي يونغ على الخشبة بجانبه تتمايل مع أنغامه و يبتسمان لبعضهما كأن سطح الأرض خلا إلا منهما.
أحست بيد قاسية تعتصر صدرها، ضاق تنفسها و عجزت عن تفسير ما يحصل معها
“مناسبان لبعضهما!”
التفتت سولي لتصطدم بعينين خضراوين لا مباليتين
ال هون: أظنها عاشقان
سولي: لا لا طبعا لا، انا اعرف جي يونغ جيدا، انها لا تحبه
ابتسم ال هون ابتسامة ساخرة و قال بصوت واثق
ال هون: ربما انت على حق! فهي صديقتك و انت أدرى بها
توقفت الموسيقى فالتفت الإثنان الى الخشبة في صمت، تقدم سونغ يوب و هو يحتضن قيثارته، حيى جموع الشباب التي تصرخ باسمه ثم استقرت عيناه على سولي من بين الجموع و تكلم في الميكروفون
سونغ يوب: اريد ان أشكرها! هي ملهمتي و حبيبتي و نبض فؤادي
كانت سولي مقطوعة الأنفاس بينما تعبير ملول ارتسم على ملامح ال هون.
التفتت سولي يمينا و شمالا، الكثير من الفتيات هنا و هناك، كيف تعرف ان كلماته كانت لها دون سواها، ظلت عيناها متعلقتان بسونغ يوب و هو يبتسم و يحيط كتف جي يونغ بذراعه و يتجهان نحو الجهة الخلفية من الخشبة.
بدا لها ان جي يونغ تهمس له بشيء ما، فيهز رأسه موافقا، فتقدمت لتتوسط الخشبة، يبدو ان صديقتها تريد مخاطبة الجميع، خفق قلب سولي بشدة و هي تنظر اليها بخطواتها الرشيقة و ثيابها التي تناسب الجو تماماً
جي يونغ: اريد ان اشكر من دعاني الى هنا! هذا اول حفل من هذا النوع احضره! سعدت جداً معكم!
قطبت سولي حاجبيها و مطت شفتها السفلى في ضيق بينما واصلت جي يونغ كلامها
جي يونغ: ال هون-اه!! شكرًا لك!!! أظن ان والدك بواب الثانوية سيكون فخورا بك!!
ابتسمت جي يونغ و جرت لاحقة بسونغ يوب
اطلق ال هون سبة غاضبة بعد ان سمع كلامها، لقد تعمدت الكلام عن والده، فعلت ذلك عمدا لإحراجه امام الجميع، لكن ما تجهله جي يونغ ان الكل هنا يعرفه و يعرف والده و لم يكن يوما من النوع الذي يشعر بالخجل من عمل ابيه المتواضع، التفت ال هون الى سولي و قال
ال هون: ابقي هنا، سأبعث لك سونغ يوب حالا
ابتعد ال هون و خطواته السريعة تدل على غضبه الشديد
جالت سولي بعينيها في المكان بحثا عن سوهيون، فلمحتها تقهقه مع مجموعة من الشباب، كان منظرها غريبا و لو لم تكن سولي تعرفها حق المعرفة لفكرت مباشرة بأنها فتاة رقيعة، شعرت سولي ان واجب الصداقة يحتم عليها التدخل فتقدمت منها بخطى مترددة
سولي: سوهيون-اه!! هل لي بدقيقة من وقتك اريد الحديث معك
نظرت سوهيون الى الشباب نظرة اعتذار و ابتعدت عنهم برفقة سولي الى ان انعزلوا تماماً عن خرج الحاضرين
سولي: سوهيون!! اشتقت إليك
ابتسمت سوهيون بزاوية فمها ساخرة و قالت
سوهيون: شينشا؟!؟!!!
ابتسمت سولي دون ان تفطن الى تعابير صديقتها الساخرة و قالت بصوت رقيق
سولي: لقد كنت دوما الاصدق و الأرق بيننا، كم اشتاق الى مغامراتنا و خروجنا معا
تنهدت سوهيون و قالت بصوت بارد
سوهيون: الماضي لا يعود و سوهيون لم تعد كما عرفتها
أندهشت سولي من كلام صديقتها و نظرت اليها بتعجب
سولي: لماذا تقولين هذا الكلام سوهيون؟؟ ما الذي غيرك؟؟؟
ضحكت سوهيون ضحكة خالية من الإحساس و قالت بنفس الصوت البارد
سوهيون: لقد ماتت سوهيون التي كنت تعرفين، انا اليوم شخص آخر، لا يهتم و لا يبالي
عقدت سولي حاجبيها في قلق و قالت
سولي: لماذا سوهيون ؟؟؟! ما الذي حدث؟؟؟اختفت الابتسامة عن وجه سوهيون و حل محلها تعبير عابس و مرير و اقتربت بوجهها من سولي و قالت بصوت كالفحيح
سوهيون: لأنني ما عدت طاهرة اوني!!! تخيلي!!! انا ما عدت طاهرة!!! و انت التي صلت و جلت و عبثت ما زلت طاهرة!! هل هذا عدل سولي؟؟؟
شهقت سولي و هي تسمع كلام صديقتها و وضعت كفها على فمها عاجزة عن التعقيب بينما استمرت سوهيون في كلامها الذي يقطر حسرة و مرارة
سوهيون: وقعت بسذاجتي في اول فخ تنقله لي الحياة، و الأستاد بارك ختفى تماماً!!! هاتفه مقفل و عنوانه مهجور و عمله مهمل!!!! و انا رماني أرضا كمنزل ورقي مستعمل!!!
مسحت سوهيون دمعة تجرأت على الانحدار على خدها و واصلت كلامها
سوهيون : اوني!!!!! انت أسوأ صديقة قابلتها في حياتي! انت لا تقلين نذالة عن شي هو (الأستاد بارك)شهقت سولي مرة اخرى و الدمع ينهمر حارا على خدها و قالت بصوت جعله البكاء رقيقا ضعيفا
سولي: لكنني لم افعل لك شيئا !!! انا لم أؤذك!! انا نادمة على كل ما فات و انا مستعدة لمساعدتك و البحث معك عن شي هو أعدك بأن…
رفعت سوهيون رأسها في كبرياء و قاطعت سولي
سوهيون: وفري وعودتك لنفسك فمساعدتك بلا جدوى تماماً كوجوه في حياتي
أزالت سوهيون خصلة من شعرها الأحمر كانت قد انحدرت على عينها و انصرفت عن سولي و هي ترفع رأسها عاليا