21

0 0 0
                                    

كانت كريستال تفكر في ما جرى بينها و بين سيهون، ماذا لو أخذ كلامها على محمل الجد؟ لقد قالت له بكل وضوح أنه ليس الرجل الذي تريد، مشت نحو مرآة غرفتها تتأمل الشامة التي لامستها يده، شعرها الطويل الناعم و ملامحها دقيقة، ما الذي يعجبه فيها؟ لماذا أحبها هي دون سواها؟ و ما أدراها أصلا أنه يحبها؟ بل هو يحبها، نظراته الناطقة بالعشق دليلها على حبه ثم إنه يحتفظ بصورتها بين أغراضه الخاصة و هذا دليل أكثر من كاف.
كانت غارقة في الأخذ و الرد مع ذاتها عندما دخلت والدتها الغرفة
الأم: لماذا لم تخرجي للعشاء؟ هل أنت مريضة؟
هزت كريستال رأسها نفيا و هي تهرب بعينيها المرتبكتين من والدتها التي جلست على طرف السرير و قالت لابنتها بصوت حنون
الأم: تعالي اجلسي بجانبي هناك ما يجب أن أخبرك به
جلست كريستال بجانب والدتها و هي تتوقع الأسوأ
الأم: هناك من تقدم لخطبتك و والدك وافق، و هو يطلب منك أن تكوني عاقلة
صعقت كريستال للخبر و نظرت إلى والدتها في رعب و هي تحرك رأسها يمينا و شمالا و الكلام الباكي ينهمر من شفتيها
كريستال: فعل ذلك دون أن يأخذ رأيي؟؟؟ لماذا يا أمي؟ لست أريد الزواج، أرجوك أخبريه أنني لا أريد، من حقي عليكم أن تأخذوا رأيي
نظرت والدة كريستال إلى ابنتها نظرة صارمة لكنها لا تخلو من لفتة حنان
الأم: انا لا أستطيع قول كل هذا لأبيك فأنت تعرفينه جيدا كريستال، ثم كيف لك أن تثوري لهذه الدرجة قبل أن تعرفي من هو
أجابت كريستال بطريقتها المندفعة
كريستال: لا أريد أن أعرفه، كل ما أريده هو أن أترك و شأني
حاولت الأم إخفاء ابتسامتها و قامت من مكانها و هي تتنهد في يأس مصطنع و قالت
الأم: لا بأس فسيهون ابن صاحب السوبرماركتات لن يجد مشكلة في العثور على أخرى إن أنت رفضته
قفزت كريستال من مكانها لتعانق والدتها و الضحكات تخرج من حلقها، ابتسمت والدتها في حنان و أحاطتها بذراعيها و قالت
الأم: أظنك غيرت رأيك كريستال؟؟
ابتعدت كريستال عن حضن والدتها و ابتسامة عريضة تحتل وجهها و قالت بصوت خجول مدلل
كريستال: لماذا لم تخبروني من قبل؟ ثم متى حدث هذا؟
عادت الأم للجلوس على طرف السرير و قالت
الأم: منذ اما يقارب الأسبوع
شهقت كريستال دهشة من الخبر و قالت بصوت هامس
كريستال: لهذا لم يكلمني أبي
نظرت الأم إلى ابنتها و قالت بحزم
الأم: كوني عاقلة كريستال، لقد تغاضى والدك عن ما حدث المرة السابقة لأن سيهون منعه من معاقبتك لكن المرة القادمة لن تمر بسلام
عقدت كريستال حاجبيها في استغراب ثم قالت
كريستال: لا أفهم شيئا
الأم: لقد رآك والدك و أنت تلكمين سليم و تتركينه غارقا في دمائه، لماذا فعلت ذلك يا كريستال، كل ما أراده الشاب هو أن يعرفك بنفسه، كفي عن ردات فعلك العنيفة، لقد أصبحت فتاة ناضجة، أنت مقبلة على الزواج
حضنت الأم ابنتها و قبلت جبينها ثم تركت الغرفة تاركة أحلام تموت غيظا، لقد برر سيهون موقفه أمام والدها و جعلها تبدو غبية و عنيفة و مخطئة، سيكون حسابه معها عسيرا.

مراهقات Where stories live. Discover now