20

0 0 0
                                    

فتحت ام سولي الباب فطالعها وجه الأستاذ كيم الذي اختفى نصفه خلف باقة أزهار عملاقة، اتسعت عيناها دهشة و ارتباكا خاصة فعادت لتقفل الباب في وجهه دون تفكير، جرت إلى غرفتها و عادت إلى الباب تفتحه، قالت له بارتباك
الأم: اعذرني استاذ كيم، آسفة جداً، تفضل
تقدم الأستاذ كيم إلى الداخل و ابتسامة مقتضبة تعلو وجهه و قال
كيم: لا بأس سيدة تشوي
تقدمته إلى الصالون بعد أن أخذت منه باقة الأزهار و اعتذرت منه لتضعها في مزهرية، تابعها بعينيه و هي تمشي في خفة، كانت هذه أول مرة يكلمان فيها بعضهما مباشرة إذ أن علاقتهما في الثانوية اقتصرت على تبادل التحية من بعيد فحسب.
أدار عينيه في المكان يتأمل الألوان المتناسقة و الذوق البسيط و حانت منه التفاتة إلى الباب الذي تركته مواربا عمدا فهي أرملة وحيدة ولا بد أنها تخاف على سمعتها، عاد ينظر إلى المكان و عطر هادئ يدير رأسه.
دخلت أم سولي تحمل صينية عليها فناجين القهوة و طبق من الكعك المنزلي، وقف بمجرد دخولها يساعدها على وضع الصينية فوق الطاولة و جلسا معا، سعل الأستاذ كيم ليداري ارتباكه ثم قال بصوته العميق
كيم: أتيت لأخبرك بأنه قد تم توضيح الأمور أمام الإدارة و ما عدت على ذمة التحقيق
علت ابتسامة طفولية ملامح أم سولي المجهدة و قالت بصوت يشع فرحة
الأم: كيف ذلك؟
كيم: لقد سمحت لنفسي بالبحث في جداول حصصك و اكتشفت أنه في الوقت الذي كان المال يسحب من الوكالة كنت أنت تعطين الدرس الثاني من الحصص الصباحية و أكثر من مدرس شهدوا بذلك، و بما أنه من المستحيل أن تتواجدي في مكانين فقد استنتجنا أن هناك من استعمل بطاقتك لسحب المال.
كانت أم سولي تنصت إليه و هي منبهرة بتحقيقه الذي أخرجها من هذه المشكلة ببساطة كبيرة، نظرت إليه في امتنان و قالت
الأم: و الطالب الذي قدم الشكوى ضدي؟؟
عاد الأستاد كيم للسعال و قال و هو ينظر إلى الأرض
كيم: لقد سحب الشكوى
أندهشت الأم من البساطة التي فك بها الاستاذ كيم هذه العقدة و لكن هناك شيء لا تفهمه، كيف لهذا الطالب أن يصر على كلامه و كيف له أن يتنازل بهذه السهولة، فهم كيم حيرتها التي كانت تبدو جلية في عينيها الشفافتين و قال ليوضح لها الأمور
يم: الطالب هو ابن أختي، يقيم معي في بيتي لأن أبويه في أمريكا، التهمة كانت ملفقة لك يا أستاذة ، أشعر بالخجل من ما فعله هذا الفتى بك، إن أبشع الأحاسيس هو أن تعاقب و أنت مظلوم، صدقيني لقد فعلت كل ما بوسعي لتسوية الوضع و لإعادة الإعتبار إليك
كلماته دفعت بالدمع إلى عينيها فحاولت جاهدة التماسك أمامه، و قالت بصوت مرتعش
الأم: لكن لماذا أنا؟ و كيف لفق لي مسألة سحب المال و من أين للوكالة ببياناتي؟
نظر كيم إلى الأرض كي يجنبها الإحراج خاصة أن الدمع كان طافحا من عينيها و قال بصوت خافتا
كيم: سيخبرك هو بنفسه عن السبب عندما يقدم لك اعتذاره في الثانوية أمام الملأ
نظرت الأم إلى الأرض و قد انفلتت من حلقها تنهيدة تشي بالحمل الثقيل الذي كان على كاهلها بسبب هذا الموضوع و قالت بصوت خافت
الأم: اشكر لك تعبك معي و تحقيقك في موضوعي و اهتمامك، أنا فعلا لممتنة لك
تنحنح الأستاد لإخفاء خجله و قال
كيم: الظلم شيء بشع لا يرضاه الله و أنا لم أفعل إلا الواجب
ابتسمت أم سولي و قالت
الأم: شكرًا على الأزهار، ما كنت لتزعج نفسك سيد كيم
نظر كيم إلى عينيها مباشرة و قال بصوت ثابت
كيم: كان لا بد لي من المجيء لأن هناك ما يجب أن أتحدث فيه معك
ابتسمت الأم من جديد و قالت
الأم: تفضل سيد كيم أنت على الرحب و السعة
تنفس كيم بعمق قبل أن يقول
كيم: هل تتزوجينني؟؟
أندهشت تشوي من كلامه و لم تستطع الإجابة، طأطأت رأسها عاجزة عن العودة للنظر إليه، قلبها يخفق بشدة كأنها فتاة في السابعة عشر تخطب لأول مرة
كيم: ربما أنت بحاجة للوقت حتى تقرري
أجابت الأم دون أن ترفع رأسها
تشوي: أنا…في الحقيقة…يجب أن أخبر سولي، رأيها هو الذي سيحسم هذا الأمر
سمع الإثنان صوت سولي واضح النبرات يقول
سولي: و أنا موافقة ماما
نظر إليها الإثنان، كيم بابتسامة تفضح فرحته وأمها بدهشة ممتزجة بالخجل، تقدمت سولي بخطوات ثابثة لتعانق والدتها
تشوي: سولي هل أن متأكدة من كلامك يا سولي إذا أنا تزوجت كيم فحياتنا كلها ستتغير
بدت الصدمة على ملامح سولي و دار رأسها، ليس هذا ما قالته لها جي يونغ في الهاتف، لقد قالت أنه آت لخطبتها هي لا والدتها، أحست بأن الدم يغادر وجهها و عجزت عن التنفس جلست على أقرب كرسي، لقد أساءت الفهم عندما سمعت والدتها تقول بأن الأمر بيدها هي
سمعت صوت والدتها بعيدا كما لو كانت في بئر عميقة
الأم: سولي، أنت متأكدة؟؟؟
هزت سولي رأسها إيجابا و قلبها يتلظى في النار التي شبت في صدرها، رأتهما بطرف عينها يتبادلان الإبتسام و رأت يده تلمس يد والدتها و هي تقدم له فنجان القهوة و أتاها صوته البعيد و هو يطري على الكعك المصنوع بإتقان
وضع الأستاذ فنجانه و جذب والدتها من يدها أمام عيني سولي المذهولتين، رأت أمها تضع راحتيها على صدره بينما أحاط هو خصرها بيسراه و استنشق شعرها في شغوف همس في أذنها بكلام جعلها تزيد التصاقا به و ثغرها لا يتوقف عن الإبتسام، كانت شفتيه تشقان طريقهما نحو شفتيها في إصرار عندما دوى صوت سولي “ماذا تفعلان؟!؟!”
نظر إليها الإثنان بدهشة و هما جالسين تفصلهما الطاولة يتحدثان عن الكعك المنزلي و يرتشفان القهوة المعطرة
الأم: ما بك سولي؟
حركت سولي رأسها يمينا و شمالا و قالت
سولي: لست على ما يرام، أشعر بدوار سأدخل غرفتي
غادرت سولي و ضحكاتهما الخجولة تأبى إلا أن تقتحم أذنيها و تصور لها أبشع الخيالات

مراهقات Where stories live. Discover now