32

0 0 0
                                    

ابتسامة مشرقة استقرت على ملامح سولي و هي تنقل بصرها بين ملامح صديقاتها الثلاث، مر زمن منذ أن اجتمعن لآخر مرة، تقدمت إليهن في سعادة و قد أعمتها فرحتها فلم تلاحظ نظرة كريستال الساخرة و لا ملامح سوهيون اللامبالية و لا تعبيرات جي يونغ المترقبة.
تقدمت سولي إليهن تقبلهن بحرارة واحدة واحدة ثم جلست بينهن و ابتسامتها تبتلع كل ملامحها ثم عادت تلتفت إلى سونغ يوب الذي وقف خلف كرسيها و كفاه مستقران على كتفيها في تملك و قال:
سونغ يوب: سأتركك مع صديقاتك سولي، سأجهز نفسي، أراك بعد قليل
هزت سولي رأسها موافقة بينما تبادلت صديقاتها نظرة ذات معنى و هن ينظرن إلى حركة يده الواثقة و المتملكة، تحرك سونغ يوب مبتعدا و قبل أن يختفي خلف باب صغير قفزت جي يونغ من مكانها كأنما تذكرت شيئا ما
جي يونغ: سونغ يوب؟!؟!
وقفت جي يونغ أمام نظرات صديقاتها المستغربة و لحقت بسونغ يوب بخطوات سريعة و بدآ يوشوشان بعضهما بصوت خافت، كانت سولي تنظر إليهما باستغراب و قدمها تتحرك في عصبية لم تستطع التحكم فيها، عن ماذا يتكلمان؟ ثم منذ متى تعرف جي يونغ سونغ يوب؟ تضاعف غضبها عندما لاحظت أن سونغ يوب وضع يده على كتف جي يونغ و اقترب بشفاهه من أذنها ليهمس لها بكلمات جعلتها تطلق ضحكة رقراقة تكسرت في زوايا المكان.
التفت سونغ يوب الى الطاولة التي تجلس عليها الفتيات و التي تباينت تعبيراتهن ما بين غضب و استغراب و لامبالاة، غمز سونغ يوب لهن بخفة قبل أن يتوارى خلف باب صغير بينما عادت جي يونغ لتتخذ مكانها بينهن كأن شيئا لم يكن.
كسرت كريستال الصمت الذي خيم على المكان
كريستال: الجو هنا مقبض و كريه، لست مطمئنة
داعبت جي يونغ أزرار هاتفها النقال و هي تقول
جي يونغ: اطمئني كريستال، نحن في حفلة راقصة و لسنا في دار دعارة!!!
أشباحا كريستال بوجهها في عدم اقتناع بينما تنفست سولي بعمق قبل أن تقول
سولي: اوني؟!؟
التفتت إليها جي يونغ و هي تغالب ضحكة تهدد بالانفلات من شفتيها
جي يونغ: نعم سولي؟!؟
عادت سولي تتنهد و هي تطرق بأظافرها على الطاولة في عصبية
سولي: أعجبني زيك، تغيير جميل!!!
ابتسمت جي يونغ و قالت بصوت مستمتع
جي يونغ: كوماوو !!
استجمعت سولي شجاعتها و خرج صوتها ضئيلا متقطعا
سولي: عن ماذا كنت تتحدثين مع سونغ يوب؟!؟
وصلت العبارة واضحة جلية إلى مسامع جي يونغ لكنها قطبت حاجبيها في عدم فهم و قالت
جي يونغ: ماذا قلت سولي؟!؟ الم أسمعك
رفعت كريستال حاجبها الأيسر و هي مستمتعة بالوضع عندما قاطع حديثهم صوت ال هون
ال هون: جي يونغ-اه!!!
وقفت جي يونغ و على وجهها تعبير اعتذار من صديقاتها قبل أن تلحق بال هون خلف الباب الصغير.
كان المكان عبارة عن مخدع مرتجل لتغيير الملابس، أزياء متناثرة هنا و هناك، فتاتان إحداهما تحاول وضع ماكياج للأخرى و سونغ يوب في أحد الأركان يحاول إصلاح أحد أوتار قيثارته، وقف ال هون قريبا منها في بنطاله و تي شيرته الأسودين و إيشارب متعدد الألوان يلتف حول عنقه في إهمال بينما تدلى قرط من حاجبة الأيسر و آخر من أذنه، كان مظهره مزيج من الغرابة و الجاذبية، اكتشفت جي يونغ أن ال هون يتفحصها مثلما تتفحصه بالضبط، تكلمت جي يونغ بصوت هادئ واثق النبرات لتخفي تأثيره الطاغي عليها
جي يونغ: ماذا تريد؟!
التفت ال هون إلى سونغ يوب ليتأكد من انشغاله في تعديل أوتار القيثارة ثم قال بصوت خافت
ال هون: يعجبك؟!؟!؟؟
حركت جي يونغ رأسها في عدم فهم قبل أن تقول
جي يونغ: من؟!؟؟
تنهد ال هون بنفاذ صبر و هو يشير برأسه نحو سونغ يوب فعلت ابتسامة ثغر جي يونغ و قالت بنبرة ساخرة
جي يونغ: و ما شأنك أنت؟
اقترب منها ال هون أكثر ليمسك ذراعها، نال الإرتباك من جي يونغ عندما وجدت نفسها تغوص في عينيه الخضراوين
ال هون: إنه يحب سولي، بل يهيم بها و لو خيرته بين فراقها و الموت لاختار الموت
حررت جي يونغ ذراعها من قبضته و قالت و هي تضغط على الحروف
جي يونغ: اهتم بشؤونك ال هون-اه
رفع ال هون راحتيه في العواء و هز رأسه في استسلام قائلا
ال هون: أوك أوك، حسنا، أنت أدرى
رفعت جي يونغ رأسها في كبرياء و غادرت الغرفة الصغيرة لتلتحق بصديقاتها.

اخترقت دقات الطبول آذان الفتيات فقمت من مكانهن ليتجهن إلى مصدر الصوت، المنصة تهتز تحت صخب الطبول، خمسة شبان وزعوا انفسهم على مساحة الخشبة و جموع من الشباب تفرقت هنا و هناك يتمايلون في جنون مع الصخب المسيطر على المكان، وقفت الفتيات في إحدى الزوايا ينظرن في انبهار إلى الموسيقى و هي تتحول الى جنون و عذاب و صخب.
تضاعف الصراخ أكثر عندما اعتلى جسد نحيف الخشبة، يداعب أوتار قيثارته في غضب، تعالى الصراخ و شهقت سولي دون أن تشعر ثم قفزت صارخة في سعادة
سولي: هذا سونغ يوب، إنه اوبا !!!!
نظرت إليها كريستال بابتسامة ساخرة و قالت
كريستال: نعم هو سونغ يوب، رائع!!!
صمتت سولي محرجة من ردة فعلها الصاخبة و تعلق بصرها بالفتى النحيف الذي كان يبدو منفصلا عن العالم و هو يهتز على المسرح.
“هل تسمحين؟!”
التفتت الفتيات إلى مصدر الصوت، شاب ينظر إلى سوهيون في إعجاب
الشاب: أترقصين معي؟!؟
تبادلت الفتيات النظرات و همت كريستال بالإجابة لكن سوهيون أخرستها بحركة من يدها، لحقت سوهيون بالفتى بينما ظلت الفتيات تراقبنها في دهشة عارمة.
كانت سوهيون تتمايل و تتقافز و شعرها الأحمر يتطاير معطيا إياها هالة غريبة، ضربت كريستال كفا بكف و هي تقول
كريستال: جنت الفتاة!!!!
تألفت جي يونغ في ملل ثم قالت
جي يونغ: كفي عن لعب دور الوصية عليها كريستال، إنها كبيرة بما يكفي لتتخذ قراراتها
هزت كريستال رأسها غير مقتنعة و قالت
كريستال: متأكدة أن هذه الفتاة تخفي مصيبة
جي يونغ: اهتمي بشؤونك كريستال و اتركيها تفعل ما تشاء، اعذريني الآن لقد وعدني أحد الشباب بإمكان على الخشبة، سأذهب
انصرفت جي يونغ تاركة كريستال تشتم في سرها بينما ألحقتها سولي بنظرتها و هي تتخيلها بقرب سونغ يوب على الخشبة
“أرى أنك تمشين خلال النوم كريستال!!!!!!!!!”
شهقت كريستال عندما سمعت هذه العبارة، هذا الصوت ليس بغريب عليها أبدا!!

مراهقات Where stories live. Discover now