23

0 0 0
                                    

كانت سولي مستلقية على سريرها و الأفكار الغريبة تتلاعب بها، ثلاثة أيام و هي تتغيب عن الدروس، لم تسأل عنها صديقاتها منذ مدة، غزت الوحدة مشاعرها و زرعت في حلقها غصة دائمة تأبى الزوال.
قريبا جداً تتزوج والدتها، لطالما كانت سولي مركز اهتمام أمها، الآن سيدخل رجل حياتهما، رجل جلف قاس لا يرحم و هي رأت من طباعه ما يجعلها ترهب الأيام القادمة و ترهب أحاسيسها الغير بريئة التي تحسها نحوه، كيف لقلبها أن يرغب برجل لم ير منه أي قبول أو تشجيع، بدأت سولي تغار بشدة من ابتسامة والدتها، تغار من لمعان جميل بدأ يغزو عينيها، تغار من شرود بدأ يطغى على طبعها، كرهت السعادة التي تعيشها أمها على حساب تعاستها.
كان هاتفها مرميا على الكومود بجانب السرير، رمقته بنظرة عتاب، حتى صديقاتها لم يكلفن نفسهن عناء الإتصال، لا أحد يهتم لها، عادت والدتها إلى عملها بعد أن تدخل الأستاد كيم، يبدو أن الفتى قد سحب الشكوى دون أن يفصح عن الأسباب، تنهدت و صورة الأستاد بصرامته المعهودة تحتل مخيلتها، كل تفكيرها يصب نحوه، إنها عاجزة تماماً عن التفكير فيه كزوج لوالدتها، علت ابتسامة ساخرة شفتيها و هي تتخيل نظرات صديقاتها عندما يعلمن بأن الأستاذ كيم قام بخطبة والدتها.
تخبط الأفكار في رأسها سيصيبها بالجنون حتما، قفزت من سريرها و بدأت ترتدي ثيابها، ربما إذا خرجت ستخف حدة المشاعر المتضاربة التي تهاجمها،  كانت تنتظر المصعد عندما جذبتها يد قاسية إلى الشقة المقابلة، لم تشعر بنفسها إلا و هي داخل شقة ارا و ظهرها ملتصق بالباب المغلق و يونهو يتفحصها بنظرة غريبة لم تألفها، استجمعت ما تشتت من أنفاسها و قالت
سولي: لم أفعل شيئا
ابتسم يونهو و هو يمرر سبابته على خدها الناعم
يونهو: أعلم ذلك سولي، لكنني فكرت كثيرا فيما حدث معي، لا يمكن لرجل عاقل أن يرفض فتاة مثلك
أبعدت سولي وجهها عن لمست أصبعه اللزجة و قالت بصوت خائف
سولي: لكنني لم أعرض نفسي عليك
ضحك يونهو ضحكة لا لون لها ثم ما لبث أن بدأ يتفحصها من رأسها إلى أخمص قدميها، لم يفتها أن نظرته توقفت عند تضاريس جسدها، بدأ قلبها يخفق خوفا عندما اخترقت كلماته كرامتها قبل أذنيها
يونهو: بلى فعلت، هل تظنينني أغفل عن دعوة ترسلها اي أنثى بعينيها؟؟ و دعواتك أنت كانت كثيرة و مغرية، أنا الآن في مركز قوة، يمكنني أن أفعل بك ما أشاء و لن يصدقك أحد و لو بكيت دما، زوجتي الآن تثق بي ثقة عمياء، ما رأيك في ذكائي ؟
شل الرعب حركتها و لم تدر ما يمكن عمله لتخرج نفسها من هذا المأزق، بدأ شريط الذكريات يمر سريعا أمام عينيها، اعترفت في سرها أنها حاولت أن تصطاد نظرته أكثر من مرة، لكنها لم تكن تريد هذا، لم تعرف قط الأسباب التي كانت تدفعها لمثل تلك التصرفات، أيقظتها حرارة أنفاسه على وجهها من أفكارها فعادت تنظر إلى ملامحه القريبة منها، لم تدر لم بدا لها وجهه خاليا من الوسامة التي لطالما كانت تراها فيه، اقترب منها أكثر و همس لها
يونهو: ضعي يديك حول عنقي
حركت سولي رأسها يمينا و شمالا رافضة فأردف بصوت بارد
يونهو: أطيعيني سولي و أعدك أن الأمر سيروقك، أليس هذا ما كنت تريدين؟
استجمعت سولي قواها و رسمت على وجهها نظرة تمزج بين البراءة و الرعب و قالت بصوت رقيق يخترق القلوب اختراقا
سولي: أرجوك يونهو شي، اترك لي فرصة الاستسلام عن طيب خاطر، سآتي إليك بنفسي
عضت على شفتها السفلى و اقتربت منه لتهمس في أذنه بصوتها الساحر
سولي: أريدك لكنني لست مستعدة
بدأت قطرات عرق يونهو تتجمع على جبينه و خرجت أنفاسه حارة كثور هائج و قال
يونهو: لم أكن أظنك بهذه الروعة
طأطأت سولي رأسها و قالت بصوت خافت
سولي: و زوجتك؟
عقد يونهو حاجبيه و قال بصوت صارم
يونهو: ما بها ارا؟
سولي: كنت أظنك تحبها
ابتعد يونهو عنها و أدار لها ظهره و هو يقول بصوت بارد
يونهو: أنا أحبها فعلا و أموت بدونها، لكن هذا لا يمنعني من بعض المرح خاصة و أن الشك غادر قلبها بلا رجعة و هذا بفضل عبثك يا حلوة
تنهدت سولي و استغلت ابتعاده عنها لتستدير إلى الباب و تفتحه لتركض إلى شقتها و هي تشعر بأن نظرات يونهو إليها قد لوثتها، يجب أن تجد حلا سريعا فهي لن تستطيع الهرب من يونهو الى الأبد، أمامها خيارين أحلاهما مر، إما ان تبقى هنا تحت نظرات يونهو القاتلة أو تحث والدتها على الإسراع في إتمام الزواج كي ترحلا إلى بيت كيم، قاومت دمعة ترغب في الانفلات من عينها و عزمت على الكلام مع والدتها بمجرد عودتها من العمل.

مراهقات Where stories live. Discover now