أمسكت سولي و جي يونغ بالسلم المعدني الذي ترتقيه كريستال و هي تثبت الزينة في زواية من زوايا المنزل
جي يونغ: الى اليمين قليلا
أجابتها كريستال مغتاظة من تدخلها
كريستال: اذا لم يعجبك وضعها فاصعدي انت لتعديلها بدل إعطاء الأوامر
ضحكت سولي و جي يونغ و هما تراقبان حركات كريستال الناطقة بالغضب و الغيظ.
تنهدت سولي و هي تراقب نتيجة عمل اليوم، كانت الزينة في كل أركان البيت، شعرت بسعادة غامرة و هي تراقب صديقتيها اللتين عادتا الى حضنها بعد كل المشاكل التي اختلقتها لهن، اتسعت ابتسامتها اكثر و هي تتذكر ان كل مشاكلها قد اختفت، بدأت الاحداث تمر امام عينيها كشريط سينمائي، تذكرت كيف ان وجود الاستاذ كيم في حياتها و حياة والدتها وضع حدا لتحرشات يونهو بها و كيف ان الحب اقتحم حياتها مع سونغ يوب فلم تعد تقوى على العيش بدونه و أخيرا كريستال و جي يونغ و جسور الصداقة التي عادت تمتد بينهن، السعادة في كل مكان، تنقصها فقط صديقتها سوهيون لتصير اسعد مخلوقة على وجه البسيطةاستيقظت سولي من أحلام اليقظة عندما اقتحم سمعها صوت رنة روك صاخبة، ابتسمت عندما رأت جي يونغ تخرج هاتفها و تبتسم ثم تنزوي بعيدا عنهن لتتكلم بصوت خافت، التفتت سولي الى كريستال التي كانت قد جلست على الارض و ظهرها للحائط
سولي: كريستال؟ انت بخير؟
أجابت كريستال بصوت فاتر
كريستال: نعم، لماذا؟!
هزت سولي كتفها و قالت بصوت خافت
سولي: تفكرين به؟؟
اشاحت كريستال بوجهها لتخفي تعبيراتها الحزينة
كريستال: لا، انا لا افكر به، انه آخر شخص يخطر ببالي
ابتسمت سولي ابتسامة خفيفة تنم عن معرفة كلية بالذي تحسه كريستال خاصة عندما هجرها سيهون لمدة شهرين كاملين، كان آخر لقاء بينهما هو ذلك الذي شهدته سولي في الحفلة الصاخبة، لقد أخبرتها كريستال ان سيهون أوصلها في صمت الى بيتها و اختفى تماماً بعدها، لا يرد على اتصالاتها و رسائلها و يتجنب كل ما من شأنه ان يجمع بينه و كريستال في مكان واحد.
سولي: متأكدة انت بانك لا تشتاقين اليه؟!
هزت كريستال كتفها و هي تضم شفاهها في ضيق كالأطفال بينما ابتسمت سولي بخبث و هي تفكر في الرسالة التي وصلتها من سيهون.
انضمت إليهما جي يونغ و لمعان غريب يسيطر على نظراتها
جي يونغ: سأضطر للاعتذار، لدي موعد مهم!!
عبست سولي و قالت بغضب طفولي
سولي: ماما ستغضب منك!!!
ابتسمت جي يونغ و قالت و هي تسير نحو الباب
جي يونغ: أكيدة انا انها لن تفعل، لن تنتبه اصلا لغيابي، هل رأيت عروسا تنتبه لهذه التفاصيل و هي تزف الى اروع رجل على الاطلاق!!!
ضحكت سولي و هي تسمع عبارة صديقتها و قالت بصوت عال لتسمع صوتها لجي يونغ التي كانت تمسك مقبض الباب و تهم بالخروج
سولي: اعرف شخصا لن يعجبه ان تقولي هذا الكلام عن عريس والدتي
ضحكت جي يونغ لتداري خجلها و خرجت بسرعة لتلحق بإل هون في المقهى حيث يعمل، كانت تمشي بخطوات سريعة و هي تفكر في كل ما عانته من اجل ال هون دون ان تعلم ان معاناته من اجلها كانت اكبر، تنهدت ثم عدلت من وضع الكوفية الملونة حول عنقها و ابتسمت عندما تذكرت يوم منحها ال هون هذه الكوفية التي كان يضعها حول عنقه في الحفلة التي حضراها منذ شهرين.
أشارت لسيارة أجرة و دست جسدها داخلها ثم اراحت راسها على مسند المقعد و أغمضت عينيها مبتسمة و ذكرى ذلك اليوم تعود لتداعب خيالها العاشق.
“أدار ال هون المفتاح فاهتزت السيارة الصغيرة بهما ثم بدأت تسير ببطء و هي تسعل و تطلق ساحابات ضخمة سوداء، ضحكت جي يونغ و هي تفكر في سرها بان كومة المعدن هذه تشبه شيخا مدمنا على أرخص انواع السجائر، توقفت جي يونغ عن الابتسام و عبست حين تذكرت ان ال هون من الشباب اللاعب على الحبال، غزا الحزن عينيها و فؤادها و صورته و هو يتبادل القبل مع تلك الشقراء تحتل خيالها
ال هون: ما بك ايمان؟!
نظرت جي يونغ الى ال هون بغضب لم يفهم معناه او سببه ثم قالت
جي يونغ: ارجوك ان تسرع لا اريد ان أتأخر اكثر
ابتسم ال هون و هو يضغط بقدمه اكثر على مسرع السيارة فما كان منها الا ان سعلت اكثر احتجاجا على هذه المعاملة القاسية
كانت الساعة قد اقتربت من الحادية عشر ليلا، اصطبغ الجو بلون الظلام الحالك، اجتازت جي يونغ الظلام بخيالها لتصل الى منزلها، لم تكن جي يونغ تجد اي صعوبة في الخروج فوالداها المنفصلان كانا من النوع المنفتح على العالم و لم يظهرا يوما اعتراضا على تصرفاتها، كانت تعيش برفقة والدها، صحفي معروف نسبيا و يثق بها ثقة عمياء و لم تخن جي يونغ هذه الثقة يوما
تبعثرت أفكار جي يونغ فجأة عندما اهتزت السيارة عدة مرات ثم خبا صوتها تماماً، نظرت في قلق الى ال هون الذي عقد حاجبيه و عاد يدير المفتاح، لكن السيارة العنيدة اعلنت احتجاجها على المعاملة القاسية بأسوأ طريقة، تكلمت جي يونغ بصوت متهدج
جي يونغ: ما الامر؟!؟
هز ال هون رأسه يمينا و شمالا و هو يمس شفته السفلى
نظرت جي يونغ الى الخارج بتوجس ثم اكتشفت انهما في شارع فرعي خال تماماً، عادت جي يونغ تنظر الى ال هون بملامح قلقة و قالت
جي يونغ: ربما نفذ البنزين!!
رفع ال هون حاجبه الأيسر في استنكار و قال
ال هون: آسف!! سأحسب ظنك فانا لست بالغباء الذي تظنين!!!
عقدت جي يونغ ذراعيها على صدرها في قلق و قد بدأت تشعر بالبرد
جي يونغ: ماذا سنفعل الان؟!
هز ال هون كتفيه في لامبالاة و قال
ال هون: الامر ليس خطيرا جي يونغ، سأتصل بمن يساعدنا، لا تقلقي!!!
خرج ال هون من السيارة، بدأت جي يونغ تراقب حركاته، كان يتكلم في هاتفه و هو يتكأ على مقدمة السيارة، سحرتها حركاته المتناسقة و أنستها خطورة الموقف فسمحت لنفسها بتفحصه على مهل، شعره الاسود الغير مرتب و القرط في حاجبه و الاخر في أذنه، الكوفية الملونة و هي ترتاح بنعومة حول عنقه، ثيابه التي يعانق فيها السحر الغرابة، كان له حضور مبهر، هذه حقيقة لا يستطيع احد إنكارها.
شهقت جي يونغ و هي ترى ثلاثة أشخاص يظهرون من العدم، كانوا يتقدمون من ال هون و ابتسامات غير مريحة ترتسم على ملامحهم، وضعت جي يونغ يدها على فمها لتكتم صرخة كادت تنفلت من حلقها ثم رأحت احد الاشخاص يفتح سلاحه الابيض في تلك الحركة الخاطفة التي يجيدها المجرمون، وصلها صوت احدهم و هو يقول ساخرا
…. : ماذا ارى هنا!!! ابن ابيه!!! لا لا انها بنت أبيها بهذه الأقراط!!!!
بدأ الثلاثة يضحكون في هستيرية تشي بحالة الخدر التي كانوا عليها بينما اتفت اليهم ال هون و قد ارتسم مزيج من الرعب و الغضب و قلة الحيلة على ملامحه.
كانت جي يونغ ترتعش خوفا، ظهور الثلاثة اليها و وجه ال هون الذي اسودت تعابيره يواجهها، رفع يده و نزل بها عدة مرات، لم تفهم اول الامر حركته لكنها ما لبثت ان عرفت انه يشير اليها بالاختباء فنزلت لتتكوم على أرضية السيارة و غاب المشهد عن ملامحها و لم تعد تسمع الا الأصوات.