24

0 0 0
                                    

في فترة الإستراحة، كانت كريستال و جي يونغ تجلسان في ساحة التربية البدنية، يبدو الغضب على ملامح كريستال بينما يسكن الحزن ملامح زميلتها، لم تستطع كريستال الصمت طويلا فتدفقت الكلمات من فمها كالشلال:
كريستال: لا يمكنني السكوت، هذا الحال لا يعجبني أبدا، سوهيون أصبحت معمية البصر و البصيرة، هل لاحظت أحمر الشفاه الفاقع؟ منذ متى تضع سوهيون أحمر الشفاه؟ اوني أنا أكلمك!!!
كانت جي يونغ شاردة فلم تسمع كلام كريستال التي اضطرت للكزها كي توقظها من سباتها
كريستال: اوني؟!؟؟؟ هل سمعتني؟
استيقظت جي يونغ على صوت صديقتها و قالت
جي يونغ: نعم كريستال ماذا قلت؟
تنهدت كريستال بصوت عال و قالت
كريستال: لقد أصبح التفاهم معكن مستحيل، كل واحدة في واد و ….
قطعت كريستال كلامها و جحظت عيناها دهشة قبل أن تقول
كريستال: وباء الجنون تفشى، أنظري هناك
التفتت جي يونغ تنظر إلى حيث أشارت لها صديقتها فهالها ما رأت، لم تستطع أن تكتم شهقة الرعب التي انفلتت من حلقها و هي تنظر إلى المشهد
عادت كريستال تنظر إلى صديقتها و هي تقول بعدم تصديق
كريستال: أي وقاحة هذه؟ يقبلان بعضهما في الثانوية أمام الملأ!!! أيظنان أنهما في ولاية من ولايات أمريكا؟؟ انظري
صرخت جي يونغ بجنون في وجه صديقتها
جي يونغ: لا أريد أن أنظر إليهما اتركيني و شأني
نهضت جي يونغ و دمعها يتدفق غزيرا ليغرق وجهها الشاحب و جرت بعيدا عن الساحة لتتوارى و حزنها داخل الفصل، تابعتها كريستال بنظراتها و هي منعشة من ردة فعلها العنيفة ثم أعادت النظر إلى الحبيبين لكنها هذه المرة رأت الفتى يدفع بالفتاة المتعلقة برقبته بعيدا عنه، لم تتبين ملامحهما لكنها حركاته كانت تنم عن غضب كبير فقد كان يشد الفتاة من ذراعها و يهزها بعنف فبدت لها من بعيد كدمية ضعيفة بين يديه
“ما رأيك ببعض الفشار؟!؟؟ الفيلم الذي تشاهدينه رائع!!!!”
التفتت لترى سيهون ينظر إليها بغضب
كريستال: ماذا تفعل هنا؟ كيف سمحوا لك بالدخول؟؟
أجاب سيهون بصوت بارد
سيهون: هذه هي الدراسة التي تدرسينها طول اليوم؟؟
كريستال: ماذا تعني؟ ثم من سمح لك بمراقبتي؟؟
سيهون: انت خطيبتي و قريبا جداً تصبحين زوجتي من حقي أن أعرف عنك كل شيء
بدأ. نوع غريب من الغضب يسري في عروقها و تذكرت كيف برر موقفه أمام والدها و أظهرها في صورة الفتاة الغبية العنيفة التي تسبقها يدها، لم تشعر بنفسها إلا و هي تقول بصوت حاد
كريستال: رجعي متخلف، كيف تكلم والدي قبل أن تأخذ رأيي؟؟؟ ثم ماذا قلت له بالضبط يوم رآنا؟؟
تنهد سيهون كأنه ينصت لتخاريف طفلة صغيرة و قال
سيهون: أنا لم أقفز سور الثانوية لأتشاجر معك كريستال، اشتقت إليك و أردت أن أراك، سأمر عليك مساء سنتعشى معا في مكان هادئ، جهزي نفسك حبيبتي
عقدت كريستال حاجبيها في استنكار و قالت بتعال
كريستال: اوبا أنت تحلم ، والدي لن يوافق على هذا أبدا، ثم لا أحب أن تناديني حبيبتي
ابتسم سيهون ابتسامة ساحرة و قال بصوت خافت
سيهون: و ما أدراك أنه لم يوافق، لقد كنت عنده للتو ح-ب-ي-ب-تي
كان سيهون يضغط على الحروف ليغيظها كأنه يعرف أن كلمته هذه تصيبها في مقتل.
دق جرس اتهاء الإستراحة فبدأ كل التلاميذ يتوجهون نحو فصولهم، لاحظت كريستال ذلك بخيبة كبيرة فقد كانت تمني نفسها بلحظات أخرى تمضيها بقرب سيهون و لو أنها لم تكن لتعترف بذلك حتى لنفسها
نظر سيهون إلى كريستال نظرة وداع و قال
سيهون: أراك في المساء حبيبتي
ذهب سيهون سريعا من أمامها، لم تعرف كريستال إن كان قد سمعها عندما همست “في الأحلام” أم لا، تبعته بعينيها و هو يقفز على السور برشاقة، سمحت لابتسامة عنيدة أن تطفو على ملامحها بمجرد أن اختفى سيهون في الجانب الآخر من السور لكن ابتسامتها سرعان ما اختفت عندما سمعت صوت ارتطام شيء ثقيل بالأرض و صوت صرخة مكتومة، استغرقت بضع ثوان لتفهم الأمر، طرد الرعب الإبتسامة و احتل محلها فجرت كريستال إلى السور و تسلقته في خفة لتنظر إلى الجانب الآخر، رأت سيهون متكئ على السور و ابتسامة خبيثة ترتسم في فخر على ملامحه و قال لها في كبرياء
سيهون: تذوبين حبا في سيهون اوبا
احمر وجه كريستال غضبا و هي تلعن تسرعها و غباءها فقالت بصوت أرادته غاضبا لكنه خرج من حلقها مرتعشا ضعيفا
كريستال: ليتك وقعت و كسرت رقبتك
رمت كلماتها الغاضبة في وجهه و عادت تنزل السور ببطء و ابتسامته الساحرة لا تفارق خيالها، سمعته يقول من خلف السور بصوت عال “أخفف عليك حبيبتي؟؟”
ضمت كريستال كتبها إلى صدرها و استجمعت شتات مشاعرها التي بعثرها حضور سيهون المربك و اتجهت إلى فصلها، أخذت مكانها بجانب جي يونغ التي كانت الدموع تغرق عينيها.
دست كريستال يدها في جيبها و أخرجت منديلا ورقيا مدته إلى صديقتها في صمت، تناولت جي يونغ المنديل و جففت دمعها ثم قالت بصوت متهدج
جي يونغ: الفتى الذي رأيناه يتبادل القبل في الساحة هو ال هون الذي أحب.

مراهقات Where stories live. Discover now