تطلعت كريستال إلى الصورة التي تعكسها لها المرآة في رضا، قوام نحيل و متناسق و ملامح دقيقة تشي بعناد لا مثيل له، وضعت كاسكيتها الأسود و ارتدت حذاء رياضيا فبدا مظهرها عمليا في الجينز الضيق و التي-شيرت الوردي، حملت حقيبة رياضية و خرجت تقفز الدرج مثنى و ثلاث.
كانت متحمسة جداً للقاء جي يونغ و سوهيون و سولي و إن كانت هذه الأخيرة قد خرجت كليا من قلبها و لم تعد تعتبرها صديقتها الحميمة، لكنها حقاً راغبة في إخراجها من مستنقع المشاعر السوداء الذي ترفل فيه ليل نهار، مكالمة جي يونغ شرحت لها نوعا ما ما يحدث، سيحاول الجميع جعلها تهيم بفتى الأنترنت.
علت ملامح كريستال ابتسامة ساخرة و هي تتخيل كل هؤلاء الأشخاص يكرسون الوقت و الجهد لإصلاحها، إنها مركز اهتمام الجميع كما تمنت أن تكون، لو عرفت سولي هذا لتضاعف حبها لذاتها ألف مرة.
عادت ملامح كريستال الى عبوسها و هي تتذكر أن سولي كادت تتسبب في خسارتها لسيهون، عجزت عن فهمها و فهم ما كان يدور بخلدها عندما أوحت لسيهون بما جعله يعرض عن عشقها مدة طويلة، غريب أمر سولي، من الصعب التكهن بما يدور في رأسها.
نظرت كريستال الى ساعتها، إنها الخامسة، يجب أن تسرع، ستلتقي بسوهيون و جي يونغ في مقهاهن المعتاد قبل أن ينطلقن معا إلى حيث يقام الحفل الراقص.
قاطع أفكارها رنين هاتفها النقال، أخرجته من جيبها و نظرت إلى اسم سيهون اوبا الذي ينبض في شاشة الهاتف، تأففت كما لو كانت تنظر إليه مباشرة فهي تعرف أنه سيعترض على حضورها لمثل هذه الحفلة، ضغطت كريستال على زر الإجابة و قالت بصوت حاولت ان تجعله ثقيلا بنعاس خيالي
سيهون: كيف حال زهرتي؟
كريستال: كوينشانا ، اوبا
وصلتها عبر الأسلاك ضحكته الساحرة ثم قال بصوت خافت
سيهون: أنت في السرير؟!
صمتت كريستال و هي تدعو أن لا يصله صوت أبواق السيارات ثم قالت بنفس الصوت الناعس
كريستال: نعم
كان قلبها يخفق بشدة و هي تطلق كذبتها و حبست أنفاسها و هي تنتظر رده الذي جاء غريبا
سيهون: هل نقلت سريرك إلى الميدان العام؟!؟
عضت كريستال شفتها السفلى و قالت بدلال
كريستال: النافذة مفتوحة حبيبي
أطاحت كلمة “حبيبي” كل شك من قلب سيهون الذي همس بصوت مرتعش
سيهون: كريستال…
كريستال: ماذا؟
صمت سيهون و اخترقت تنهيدته قلبها قبل ان يصلها صوته من جديد
سيهون: أتوق إليك، ما رأيك لو تزوجنا غداً؟؟
جحظت عينا كريستال و أبعدت الهاتف عن أذنها و نظرت إليه في مزيج من الإستنكار و الفرحة ثم تذكرت أن سيهون يتميز بخفة ظل منقطعة النظير، أعادت الهاتف الى أذنها و ابتسامة خجولة تطغى على ملامحها و قالت بصوت مرتعش
كريستال: انت مجنون اوبا
سيهون: مجنون بك زهرتي
عضت كريستال على شفتها السفلى من جديد و هي تتذكر ملامحه المتناسقة و عينيه الجريئتين و تنهدت بعمق قبل ان تقول بصوت حاولت ما امكنها ان تجعله ناعسا
كريستال: انا متعبة اوباااااااااا اريد ان أنام
ضحك سيهون من جديد عندما سمع كلمة اوبا ممطوطة ثم قال بصوت واثق
سيهون: تريدين الغوص سريعا في عالم الأحلام !!!! انا أكيد انك ستجدينني هناك!!! نامي أميرتي
أعادت كريستال الهاتف الى جيبها ثم اكتشفت انها مازالت تبتسم وحدها كأنها أصيبت بالبله.
أخرجت كريستال نفسها عنوة من حالة الخيام التي كانت فيها و أسرعت الخطى نحو المقهى المعتاد للقاء سوهيون و جي يونغ.
.