9

1 0 0
                                    

كانت والدة سولي تجلس في سيارتها الصغيرة و عقلها محموم لا يكف من الدوران الذي مركزه الوحيد ابنتها سولي، كانت غائبة فيعالم آخر عندما بدت لها سولي قادمة، غاية في البساطة و الجمال بحجابها و زيها الجديد، ملاك صغير يمشي على الأرض، ركبت سولي إلى جانب والدتها

الأم: كيف كان يومك سولي؟؟
سولي: جيد جدا، كان يجب أن أرتدي هذا الحجاب منذ مدة، لن تتخيلي مدى سعادة زميلاتي بي في الفصل.
ابتسمت الأم في ارتياح و داعبت خد ابنتها بكفها قبل أن تشغل السيارة و تنطلق.
ترجلت الأم و سولي من السيارة عند وصولهما.
سولي: أوما اصعدي أنت، أنا سأذهب لأشتري علب المشروبات الغازية و أكياس الشيپس، ستأتي صديقاتي الليلة، سنحضر أخر حلقة ل   Go Family Book   معاً
ابتسمت الأم في طيبة و قالت:
الأم: معك ما يكفي من المال؟
سولي: مازال معي مصروفي، لن أتأخر.
صعدت الأم إلى البيت بينما أخذت سولي تمشي في الحي متهادية و هي تعرف بأن أكثر من شاب هنا يذوب فيها، أخذت ما تحتاج إليه و عادت إلى العمارة و هي محملة بالأكياس، ضغطت زر المصعد و وقفت تنتظر و هي تدندن أغنية راقصة في سرها، انفتح باب المصعد فأحست بيد غليظة تدفعها إلي الداخل و تبعها صاحب اليد

سولي: يونهو شي؟؟؟

كان يونهو في حالة يرثى لها، ذقن رمادية و هالات سوداء تحيط بعينيه و هندام مبعثر، رشقها يونهو بنظرة قاتلة اخترقت أحشاءها، ابتلعت سولي ريقها و هي تجهز نفسها لمعركة دامية
سولي: ماذا تريد؟؟
ضرب يونهو جدار المصعد و جاءت ضربته محادية لرأس منى و قال بصوت جليدي
يونهو: بل أنت ماذا تريدين؟؟ و أي لعبة تلعبين؟؟
انكمشت سولي في ركن المصعد و قد عرفت بأنه لا فائدة ترجى من الإنكار، بدأ الخوف يتسلل إلى قلبها و قالت بصوت مرتعش
سولي: ماذا تريد مني؟ عن ماذا تتحدث؟؟
تنهد يونهو بعنف و هو يمرر أصابعه للمرة الألف في شعره الناعم و قال و هو يصر على أسنانه
يونهو: إسمعي يا فتاة، هذه البراءة لا تخدعني، أنا واثق بأنك وراء كل ما حدث
سولي: و ما الذي حدث؟؟
تنهد يونهو من جديد ثم قال بصوت نافذ الصبر
يونهو: يبدو أن الطرق المتحضرة لا تنفع معك
ما إن أتم عبارته حتى هوى براحته على لوحة أزرار المصعد الذي اهتز بهما و توقف بين طابقين، نظر إليها يونهو و قد بدأت ترتعش من الخوف و سقطت الأكياس التي تحملها على الأرض و قالت بصوت مرتعش
سولي: أنا فعلت ذلك يا يونهو، بعثت رسالة قصيرة من هاتفك إلى هاتفي عندما أوصلتموني بالأمس، دخلت مع ارا و تركت الهاتف أمامي ففعلت ما فعلت
منع يونهو نفسه بشدة من ضربها و قال بغضب مستطير
يونهو: و ماذا فعلنا لك؟ هل تعلمين إلى أين أوصلنا عبثك هذا؟ ارا تريد الطلاق، نفسيتها مدمرة، ماذا فعلت لك أنا؟ ماذا فعلت لك ارا؟هل أنا مذنب لأنني احترمتك و عاملتك كأختي الصغرى؟ هل كنت ستسعدين لو أنني قللت من احترامك أو تحرشت بك؟ و ارا؟ ارا التي تحبك بصدق؟ ماذا فعلت كي تستحق منك كل هذا الأذى؟ كم عمرك؟ 17 أم 18 سنة؟؟ من أين لك بكل هذا الخبث و الحقد؟؟
عجزت صلي عن الكلام و هذا السيل المتدفق من الإتهامات ينهال عليها، كان عقلها يدور بسرعة خيالية، لا بد لها من مخرج، نظرت إلى يونهو نظرة باكية و قالت بصوتها المتهدج الذي تجيد استعماله
سولي: آسفة جدا، سأصلح الوضع، سأخبرها بأنني أخطأت قراءة الرقم، ثق بي، سأصلح غلطتي، سأتحمل المسؤولية كاملة.
استدار يونهو إلي أزرار المصعد يعالجها بسرعة، تحرك بهما المصعد فتنفست سولي الصعداء، انفتح الباب فخرجا، كان باب شقة سولي موصدا بينما باب شقة ارا موارب، أشار لها يونهو كي تدخل عند ارا لتصحح الخطأ
دخلت سولي و أغلقت الباب وراءها و يديها ترتعشان غضبا، كانت تسمع صوت نحيب ارا القادم من غرفة النوم، وقفت أمام باب الغرفة، و جرت بعنف لسان قبعتها و مدت يدها لتمزق بحركة صامتة ياقة قميصها، كانت خصلات من شعرها الكثيف و الناعم تتسلل ثائرة عبر طرفي القبعة، تنفست سولي بعمق ثم دخلت عند ارا.
خرجت سولي بعد عشر دقائق و هي تمسك ياقة قميصها بقبضتها كي تخفي تمزقها، نظرت إلى يونهو الذا كان يجلس كئيبا علي الدرج
سولي: كل شيء على ما يرام، ادخل إليها
نهض يونهو من مكانه بسرعة و جرى إلى الداخل بينما هزت سولي لتفيها في استهتار و هي تقول لنفسها “هذا درس بسيط، كي تتعلم في المرة القادمة كيف تكلم سولي” مشت إلى جانب المصعد لتحمل أكياسها و تفتح علبة مياه غازية لتشربها في تلذذ، فتحت باب شقتها و دلفت إلي الداخل و قد عادت تدندن لحنها الراقص من جديد

مراهقات Where stories live. Discover now