كانت كريستال ترتعش غضبا و قدمها تضرب الأرض في حركة عصبية سريعة عندما قالت لها جي يونغ
جي يونغ: هوني عليك يا كريستال، لقد انصلح كل شيء و أنت الآن على وفاق مع سيهون
نظرت كريستال إلى صديقتها و الغضب يقطر من ملامحها و قالت بصوت يظاهي الفحيح حدة
كريستال: ألست تفهمين؟؟ صلي أذتني أنا، أنا صديقتها التي وقفت بجانبها في مواقف كثيرة، ماذا فعلت لها؟ لقد كانت تعرف كم أحب سيهون و أبعدته عني و فعلت مثل ذلك مع سوهيون و ليس بالمستبعد أن تحاول معك، إنها لا تعرف للصداقة معنى، تتسلى بنا هذا ما تفعله سولي، نحن بالنسبة لها بيادق قي رقعة شطرنج تحركنا مثلما تشاء، انا ساقطع علاقتي بها اليوم و أنت حرة اوني ابقي معها إن شئت.
كانت جي يونغ تنظر للأرض و هي حائرة في اتخاذ قرار ثم قالت بصوت خافت
جي يونغ: لكن لماذا؟؟ ما الذي يدفعها لمثل هذه التصرفات؟ أريد أن أفهم ما الذي
قاطعت كريستال جملة جي يونغ الحائرة و هي تقول بصوت يكاد يصل إلى درجة الصراخ
كريستال: ماذا تريدين أن تفهمي؟؟؟ هذا حقد صارخ، لا يمكن ان نفسر تصرفاتها على ضوء آخر غير هذا
عادت جي يونغ للصمت بينما أخذت كريستال تذرع ممر قاعات الدرس جيئة و ذهابا، توقفت كريستال عن المشي عندما رأت سوهيون تجري نحوهن بخطوات متعثرة
وقفت سوهيون أمامهن و هي تحاول التقاط أنفاسها ثم قالت بصوت متهدج
سوهيون: مصيبة يا بنات
نظرت إليها كريستال و جي يونغ و أنفاسهما مقطوعة
كريستال: ما الأمر؟؟
أخذت سوهيون نفسا عميقا قبل أن تلقي قنبلتها التي جعلت جي يونغ وكريستال تنسيان كل حقد داعب قلبيهما اتجاه سولي.
كانت سولي تمشي في ساحة المدرسة باتجاه الفصل عندما لاحظت بأن الطلاب ينظرون إليها نظرة غريبة، هل منظرها ملفت للإنتباه؟؟؟ كانت ترتدي ربطة وردية فاتحة و قميصا ورديا و سروال جينز ، لم تجد في تفسها ما قد يثير الإنتباه إلى هذه الدرجة هذا إذا ما تغاضينا عن جمالها الأخاذ طبعا، هزت كتفيها في لامبالاة و أكملت طريقها و هي تدندن لحنا راقصا في سرها، بحثت بعينيها عن صديقاتها فلم يبد لهن أي أثر، أكملت طريقها إلى الفصل فلا بد أنهن هناك، دخلت سولي فالتفت إليها الجميع، أحست بأن هناك شيء غير طبيعي، ما هذه النظرة المرتسمة على وجوه الكل و التي تتأرجح بين الشماتة و الإشفاق؟ رفعت سولي رأسها عاليا و أخذت مكانها إلى جانب سوهيون و استدارت لتلقي التحية على الفتيات
سولي: كيف حالكن يا بنات؟؟؟
أجابتها جي يونغ بكلمات خافتة مبهمة مفادها أنهن بخير بينما دفنت سوهيون أنفها في مقررها التعليمي و انشغلت كريستال بالنظر إلى حذائها، استغربت سولي من ردة فعلهن الغريبة فتحت فمها لتستفسر لكن دخول الأستاذ كيم منعها، نظر إلى الطلاب بنظرته الصارمة و قال
كيم: هذه الحصة ستكون حصة توجيهية لكم، سنتناول فيها العلاقة ما بين النظري و التطبيقي في علوم الإقتصاد، أرجو منكم التفاعل و استغلال هذه الفرصة لطرح كافة الأسئلة، فالذي سيلقي هذا الدرس هو اصغر دكتور في علوم الإقتصاد على الصعيد الوطني
بعدها رجل أنيق إلى الفصل، كان براقا لامعا كعارض أزياء خرج للتو من إحدى المجلات الفاخرة، صافح الأستاذ كيم و وضع أوراقه على المكتب و تخلص من جاكتته ليظهر قميصه المكوي الذي يصف بنيته الرياضية و يكشف عن عضلات متناسقة، رفع رأسه لينظر إلى الطلاب، فشهقت سوهيون شهقة جعلت كل الحاضرين يلتفتون إليها، هبت إليها كريستال و هي تعرف بالضبط ما أصابها فهذا الذي جاء ليلقي الدرس هو السيد بارك وسيم المجمع الإقتصادي و لا أحد سواه.
كانت كريستال تحرك كتابا ضخما عند وجه سوهيون لتخلق لها تيارا باردا يعيد لها وعيها بما حولها، جي يونغ كانت في جهة بعيدة تمنعها من التدخل و سولي كانت تعقد حاجبيها في ملل و لسان حالها يقول بأن كل هذا مسرحية للفت الإنتباه لا غير.
سوهيون كانت في عالم آخر، رؤيته أعلمتها كم كان تعلقها به كبيرا و كم كان شوقها له عاتيا، كيف يمكن لشخص أن يسيطر على الحواس و الجوارح من نظرة واحدة؟؟ اختفى الفصل و اختفى الأستاذ كيم، و اختفى كل الزملاء و ظلت وحدها برفقته، كان يمد لها يده، يريد أن ينتشلها من بحر الحيرة و من تخبطها العشوائي في خضم العذاب و الخوف، سمعت صوته الخافت يوقظها من بعيد
بارك: هل أنت على ما يرام؟؟؟
فتحت عينيها العسليتين و نظرت إليه في صمت و هي تهز رأسها، بدا لها غاية في الوسامة، كانت تتراقص حوله النجوم، النجوم؟!؟ لا بد أنها تهذي، نظر إليها نظرة اخترقتها و قال لها بصوت عذب
بارك: هل أنت قادرة على إتمام الحصة؟؟
هزت سوهيون رأسها في صمت و قد بدأت الأشياء تعود إلى أمكنتها، عاد الفصل بجدرانه و الأستاذ كيم بصرامته و التلاميذ بصخبهم،
وقف بارك ينظر إلى التلاميذ قائلا
بارك: زميلتكم الآن على ما يرام، يمكنني أن ألقي محاضرتي
صمت الجميع و تنهدت بعض الفتيات في هيام و هن يرمقن سوهيون بحسد لاهتمام هذا الصاروخ البشري بها. دس الأستاد بارك يده في جيبه ليخرج علبة من سكاكر النعناع ليضعها أمام سوهيون و هو يقول بصوت خافت
بارك: هذه ستنعشك، لا بأس عليك يا صغيرة
اتخذ الأستاد مكانه و بدأ يتكلم، لم تكن سوهيون تسمع شيئا مما يقول، كانت تمسك علبة السكاكر بقبضتها الصغيرة و قلبها يخفق بعنف، تحول العالم بأسره إلى شخص واحد، إنها تحبه حقاً لكن هل يبادلها الشعور أم أنه شخص معتاد على نثر بطاقاته ذات اليمين و ذات الشمال؟
مالت سولي برأسها نحو سوهيون و قالت لها بصوت هامس
سولي: إنه لا يذكرك يا غبية
نظرت إليها سوهيون في رعب و قالت بصوت مرتعش
سوهيون: اوني، لماذا تقولين ذلك ؟؟؟ ألم تري كيف اهتم بي؟؟
و مدت يدها المفتوحة لتريها العلبة الخضراء فضحكت سولي باستهتار و قالت
سولي: ما هذه يا سوهيون؟؟؟ حلوى النعناع؟؟؟ كم ثمنها؟؟؟ ربما هي منتهية الصلاحية، إنه يراك طفلة
شدت سوهيون قبضتها على العلبة الصغيرة و تنهدت بعمق و هي تحاول إبعاد كلمات سولي التي تقطر سما عن خيالها الهش لكن سولي واصلت كلامها في إصرار
سولي: هل تعلمين أنه يوم كنا في المقهى معا قد أرسل إلي قبلة في الهواء؟؟ و عندما عرف بأنه لن ينالني لم يشأ الخروج صفر اليدين، إنه من النوع الذي يحاول مع كل فستان و كل تنورة تمر من أمامه، عزيزتي سوهيون انظري إلى نفسك ثم انظري إليه أنتما من عالمين مختلفين تماما، انسي الأمر…
قطعت كلامها ضربة عنيفة هزت الطاولة و المقعد الذي تجلس عليه سولي، نظر إليها الأستاذ كيم وهو يلوي شفته السفلى في امتعاض ثم قال بصوت ساخر
كيم: ربما تودين أن نسكِت الدكتور بارك لننصت إلى تفاهاتك؟؟؟
أرتج على سولي فلم تجد جوابا لكن الأستاذ كيم كان قد حمل كتابها الوحيد و رمى به خارج قاعة الدرس و هو يقول بصوت جليدي
كيم: إلحقي بكتابك يا آنسة