دخلت الأم الى غرفة ابنتها سولي، فوجدتها تغط في النوم، نظرت إليها بحنان و قبلت جبينها، انها تحمد الله أن ابنتها عاقلة و رزينة فعندما تسمع ما يحدث مع صديقاتها و بناتهن تشعر بالرعب، هذه المرحلة من العمر حساسة جداً و تحتاج الى الرعاية المكثفة، لكن ابنتها برهنت على انها استثناء، لم تخلق لها اي مشكل من اي نوع ساذجة و بريئة و فوق كل ذلك متفوقة في دراستها، ان لسانها لا يتوقف عن الحمد و الشكر لأنها رزقت بابنة مثل سولي.
فتحت سولي عينيها فرأت والدتها تتطلع إليها بحنان
سولي: ما الامر أوما؟؟؟
الأم: لا شيء، هيا استيقظي، لا تنامي دون عشاء لقد حضرت أقراص البيتزا التي تحبينها
ابتسمت سولي لوالدتها و قالت
سولي: مممم ذكر البيتزا جعلني أشعر بالجوع هيا بنا
قفزت سولي من سريرها و ذهبت الى غرفة الطعام، كانت المائدة جاهزة عليها أقراص البيتزا الشهية و مشروبها الغازي المفضل، أخذت مكانها على المائدة و بدأت تتناول عشاءها بشهية، جلست والدتها إلى جانبها و هي لا تتوقف عن النظر إليها بفخر.
كانت هناك فكرة تداعب سولي فنظرت إلى والدتها الطيبة و قالت لها و فمها مليء بالطعام
سولي: أوما هل تعلمين بان ارا جارتنا حامل؟؟؟
ابتسمت والدتها و قالت
الأم: طبعا اعرف
سولي: لم لا نناديها لتأكل معنا فرائحة أكلك الشهية ستكون حتما وصلت إليها
تنهدت الأم بفرح و هي تنظر إلى ابنتها الطيبة
الأم: طبعا، فكرة جيدة سولي، ابقي هنا سأذهب لأحضرها
ابتسمت سولي و ذهبت لتحضر هاتفها النقال داعبت أزراره في سرعة ثم وضعته بجانبها على المائدة و عادت لتناول الطعام بشهية منقطعة النظير، زادت ابتسامتها اتساعا عندما لمحت والدتها تدخل الغرفة برفقة ارا التي أغمضت عينيها و هي تستنشق رائحة الأكل الطيبة
ارا: مممم تبدو شهية
كانوا يأكلون في جو من المرح عندما رن هاتف سولي رنة تدل على وصول رسالة، أخذت هاتفها و نظرت إليه ثم رسمت تعبيرا باكيا على وجهها و قالت بصوت متهدج
سولي: أوه لم أعد أستطيع الإحتمال من هذا الذي يتلاعب بي؟
جرت والدتها لتحيط كتفي ابنتها بذراعها في رعب
الأم: ابنتي ماذا بك؟؟؟ تكلمي
أشارت ارا إلى هاتف سولي و هي تقول
ارا: إنها الرسالة التي وصلتها الآن
أومأت سولي برأسها إيجابا و قالت بصوتها الباكي
سولي: هناك شخص ما يتحرش بي عن طريق الرسائل، لقد صبرت كثيرا لكنني اليوم لم أعد أقوى على الإحتمال، انظري ماما انظري ارا : ماذا كتب لك ؟؟؟
أخذت هاتفها لتريهما الرسالة، نظرت ارا و والدة سولي إلى الرسالة ثم شهقتا رعبا عندما قرأتا الغزل الفاحش و الكلام الجريء
الأم: من هذا الحيوان الذي سمح لنفسه بقول مثل هذا الكلام لطفلة؟؟ هذا المجرم سيفتح أعين ابنتي على عالم متسخ لطالما حاولت إبعادها عنه
أرادت الأم أخذ الهاتف لكن يد سولي سبقتها إليه بعفوية، لن تسمح لهما باكتشاف ساعة وصول الرسالة التي بعثتها بنفسها إلى هاتفها من هاتف يونهو.
بدأت سولي تضرب أزرار هاتفها بسرعة و أخرجت الرقم و صرخت بصوتها المتهدج
سولي: هذا رقمه، اتصلي به ماما ارجوك كلميه لست اريد ان تصلني أية رسائل كهذه مجددا
كانت والدتها تحبس دموعها فهي لا تريد أن تفضح ضعفها أمام ابنتها، بدأت تبحث عن هاتفها لتتصل بهذا الرقم و تعلم صاحبه الأدب، لكنها لم تجد هاتفها في أي مكان فاتجهت بخطى ثائرة إلى الهاتف الثابت فقط لتكتشف أن لا حرارة فيه فتدخلت ارا و قد أخفقت لحال الأم التي تحاول يائسة إخفاء دمعها و حال البنت التي صدمت لما في الرسالة من كلام لم يسبق لها التعامل مع مثله، فأخرجت هاتفها من جيبها و طلبت من سولي أن تعطيها الرقم، أدخلت كود الإخفاء بسرعة و بدأت تضرب أزرار الهاتف و شهقت عند آخر رقمين، مستحيل، احتبس الكلام في حلقها و تجمدت الدماء في عروقها و تحولت الدنيا بأسرها في عينيها إلى أرقام متناثرة تدور حولها.كانت سولي تراقب تعابير وجه ارا في استمتاع سادي بينما الأم تنتظر أن تتصل ارا بالرقم، طال صمت هذه الأخيرة و غشي الدمع أعينها فوضعت الأم يدها على كتفها
الأم: ما الامر ارا ؟؟؟؟
أعتصرت ارا هاتفها في قبضتها الصغيرة و قالت بارتباك
ارا : لا شيء…تذكرت بأن هاتفي فيه خلل ما، اعذرني أشعر ببعض الدوار يجب أن أذهب
تحركت ارا نحو الباب و هي تتعثر في خطاها بينما جلست الأم منهارة على أقرب كرسي تتهانف بعد أن أطلقت لدموعها العنان بينما اعتلت ابتسامة قبيحة ملامح سولي التي – و ياللغرابة – لم تشفق لحال أي من المرأتين الطيبتين