خرجت كريستال و جي يونغ و سوهيون من الثانوية بعد انتهاء حصة بعد الزوال و وقفن أمام بابها ينتظرن سيارة أجرة تقل سوهيون إلى منزلها، توقفت أمامهن مباشرة سيارة رمادية لامعة و أطلقت زمارتها، ضمت كريستال قبضتها في غضب و قالت لصديقتيها
كريستال: أنظرا إلى قلة الأدب، يكاد يصم آذاننا كأنه وحدة يملك سيارة على وجه البسيطة
عاد صوت زمارة السيارة ينطلق فنظرت الفتيات إلى بعضهن في استغراب، انفتح زجاجها ليكشف لهن عن وجه وسيم يعرفنه جيدا
بارك: آنسة سوهيون هل تسمحين لي بإيصالك؟؟
نظرت إليه سوهيون في هيام و صوت قلبها يصدح في المكان همت بالإجابة لكن كريستال تدخلت على الفور عندما رأت ضعف صديقتها
كريستال: شكرًا استاذ لكن سوهيون لا تستطيع الركوب مع رجل غريب
نظرت سوهيون إلى كريستال في صمت و الخيبة تعتلي ملامحها فأردف بارك بصوت واثق
بارك: أحب أن أسمع ذلك منها مباشرة
نظرت سوهيون إلى كريستال التي كانت تغمز لها أن تجيب بالنفي ثم نظرت إلى جي يونغ التي هزت كتفيها و تعبيرات وجهها تقول بأن الخيار خيارها ثم استقرت عيناها أخيرا على الرجل الذي سهرت له و حلمت به و سمعت صوتها و هو يخرج من حلقها متحشرجا و غريبا عنها
سوهيون: سأرافقه يا فتيات، أراكن فيما بعد
ركبت سوهيون السيارة الفاخرة العطرة و قدماها ترتعشان و طارت السيارة بمجرد ان أقفلت سوهيون الباب.
ظلت كريستال تنظر الى السيارة المبتعدة و هي تضرب كفا بكف ثم نظرت إلى جي يونغ و قالت
كريستال: أرأيت الفتاة؟؟ كأنها كانت تنتظره، ذهبت معه بمجرد أن دعاها، كان يجب علي منعها بالقوة
نظرت جي يونغ إلى كريستال مستنكرة و قالت بصوتها الهادئ
جي يونغ: لا بد أنك مجنونة، انها حرة، تفعل ما تشاء، هل تدخلت هي يوما بعلاقات مع سيهون؟؟ لا، يجب عليك إذا أن تعامليها بالمثل
نفخت كريستال نارا من فيها ثم قالت
كريستال: اعرف كل هذا، لكن سوهيون مختلفة، ساذجة جداً و حالمة جداً و تصدق كل ما يقال لها، انا أريد حمايتها فحسب
عدلت جي يونغ من وضع نظاراتها ثم قالت
جي يونغ: لقد ذهبت و انتهى الموضوع، اعذريني لن أذهب معك فقد تذكرت أن هناك ما يجب علي عمله
أكملت جي يونغ جملتها و ابتعدت بخطوات سريعة أمام عيني كريستال المندهشتين
كريستال: جنت الفتاتان
“تكلمين نفسك يا جميلة؟”
التفتت كريستال ليقتحم نظرها سيهون بمظهره الشبابي الذي يجاري الموضة، فنظرت إلى الأرض لأن لا تفضح عيونها إعجابها و قالت
كريستال: اوبا ماذا أتى بك ؟
أجابها سيهون بجرأته المعهودة
سيهون: قلبي اشتاق للمستك، فقد أدمنها منذ آخر لقاء لنا
رفعت كريستال عينيها إليه في غضب عندما تذكرت آخر موقف جمعهما و قالت
كريستال: أنا في مشكلة كبيرة بسببك
رمت كريستال جملتها في وجهه ثم بدأت تمشي بسرعة و هو يجري قربها و هو يتنفس بصوت عال و يغالب ضحكة لاهية
كريستال: لكن ما ذنبي أنا إن كان والدك مارا من هناك في نفس الوقت الذي كنت تريدين فيه تقبيلي
وقفت كريستال لتنظر إليه بحدة و قالت بصوت يشتعل غضبا
كريستال: أنا؟!؟؟؟ أنا كنت أهم بتقبيلك في الشارع؟؟ لا بد أنك تهذي، لكن الذنب ليس ذنبك، بل هو ذنبي أنا إذ سمحت لك بالتقرب مني
واصلت كريستال طريقها و هي تضرب الأرض بقدميها غضبا و زادها اشتعالا صوت ضحكته الخافتة، يبدو أنه يقضي وقتا ممتعا بينما هي تلتهم أعصابها فوقفت و نظرت إليه مباشرة و قالت
كريستال: لماذا تلحق بي؟؟؟
نظر سيهون إلى عينيها و ابتسامته المستمتعة بالوضع مازالت تحتل ملامحه ثم همس لها
سيهون: معجب
أحست كريستال بأنها في الطور الأخير من عملية التحول إلى تنين لأنها بدأت فعلا تنفث نارا من فمها و قالت و هي تصر على أسنانها
كريستال: لست مستعدة لسماع هذا الهراء، يبدو أنني أخطأت عندما ظننت أنك شخص أستطيع أن…
قاطعتها حركة سيهون و هو يضع سبابته على خدها الأيسر و يقول
سيهون: مممم شامة؟؟؟ أول مرة ألاحظها
أحست كريسال بأن وعيها سيتخلى عنها في أية لحظة، حركته الناعمة سكبت سطل ماء على نارها فخمد غضبها و ابتعدت فطريا بوجهها عن لمسته النارية، أستطرد سيهون
سيهون: أريد أن أخرج معك كريستال
أيقظت العبارة كريستال من أحلامها و علت نظرة استفهام ملامحها فأكمل سيهون كلامه
سيهون: أريد أن نتعشى معا، أنا و أنت و أريد أن أراك دون هذه
رافق سيهون كلمته بحركة خفيفة من يده أطاحت الكاسكيت عن رأسها و نظر إليها في هيام قبل أن يهمس
سيهون: جميلة
كانت كريستال تحس بدوار عنيف يداعب وعيها في قسوة، لمحت بطرف عينها رجلا في أواخر الخمسين يعبر الشارع فعادت إليها ذكرى والدها و أحست بالغضب يشتعل من جديد و يأتي على كل المشاعر الحلوة التي سيطرت عليها لدقائق فخطفت كاسكيتها من يده و وضعتها على رأسها بيدين ثابتين قبل أن تقول بصوت غاضب
كريستال: لقد رآني أبي معك و أنت كل ما يهمك هو الخروج للعشاء معا، لقد أخطأت التقدير حقاً فأنت لست الرجل الذي أريد
تركت كريستال سيهون فاغرا فاه ينظر إليها في عدم فهم و ابتعدت بسرعة عن وجوده لكنها كانت تجهل أن قلبها حدد لوجوده قطرا يمتد إلى أبعد المسافات