الطباع ضِباع
"البارت الثالث والعشرون"
غَـريب ذاك الإنسان ، يُـحطم مثـل ماتَـحطم ، وكـأنَّ لـم يَـشعر بِـألم مايفعَـله بـ غيره ❌
خدت غزه نفسها كـ شهيق قبل ماطلعه مع جبدها لـ الكرسي لـ قعمزت عليه مقابله ياسين بصمت دام لدقايق قبل ماتقطعه بصوت لهجتها لمقطعه : مابعرفش ابوي ايش عاملك ، بس بعرف انو تركني وانا ببطن امي ، في غربه ، بدون سند ، تركني بدون هويه ، بدون تعليم ، ولا شغل اقدر استر حالي بيه ، بذكر اول يوم شفتو كان عمري عشر سنين او تسعه ، اجي هربان مابعرف من شو .
وخدت نفسها بـ لمعت دموع في عيونها لرفعتهم في ياسين مكمله باقي كلامها : اجي نقل عدوة المرض لإمي بدون شفقه ولا مسؤوليه منو ، وسرق كل حيلتنا وراح
سالت دمعه من عينها بـ ضحكة ألم طلعت من بين كلماتها : ههه وبعد كل هاض كان عندي امل فيه ، وبعد سنين اول ماتصل بيا رحتلو علي طول وساعدتو ، عشانه شتغلت بأكتر من شغلانه ، عشانه وعشان امي المريضه ، من وانا عمري تلطاش بشتغل كرمال مامد ايدي لحدا في بلاد مش بلادي ، وكرمال ساعد امي المريضه، وكـ انه مو ناقصني طلع هوا بحياتي لدمرها كرمال ياخود مصاري مني ، عشان انا بنتو لازم ادفع حق خلفته ليا في الدنيا
طلعت منها ضحكه مع دموع سالو علي خدودها مسحتهم بـ عنف قبل ماترجع ترفع عيونها في ياسين مغيره لهجتها : هههههه يبيني نشكره علي جيابه ليا في الدنيا لماشوفت فيها يوم كويس ، لا طفوله ، لا تعليم ، لا طموح ، حتي ، حتي مش قادره نحلم زيكم ، اصلا ماعنديش الحق نحلم زيكم ، وكـ انه مكتوب علي جبهتي لعذاب باش تجي انت وتنقلي المرض لطول عمري نحاول نهرب منه ، لكان الدمار الوحيد لموصليش من بوي
غمض ياسين عيونه واخد نفسها محاول يستجمع قوته وصلابة قلبه قبل مايرجع يفتحهم مطلع نفسها مع كلماته لـ سبقتهم بكلماتها : كيف نقلك المرض
لحظة صمت بنظرات متصله بـ بعضهم قبل مايقطعهم ياسين لنزل عيونه لـ الملف لـ خبط فوقه بيده مع نبرته لطلعت بعصبيه : وقعي
رفعت غزه حواجبها : استخدمت حاجاته الخاصه ، ولا تبرعلك بالدم
رجع ياسين رفع عيونه فيها مكرر كلمته : وقعي
غزه : كان بقصده
ضم ياسين شفايفه بتضيقت عيون هاز راسه قبل ماينطق : لشن تبي توصلي
سكتت غزه لـ لحظات قبل ماتنزل انظارها منه بـ تنهيده قبل ماترجع ترفع عيونها فيه : لـ اني غزه ، مش فراس ، لـ اني لنتعذب ، مش هوا ، انت تقهر فيا اني ، مش فيه ، ره هوا مش حاس بعذابي ، ولا مقهور ، هوا مات ، فراس مات ، ماعاش تقدر تنتقم منه خلاص
بلع ياسين ريقه محرك راسه يمين يسار كـ عادته لما يتوتر قبل مايوقف مطلع من جيبه جواز حطه جنب الملف لـ سحب الورقه الاولي منه قبل ماينطق : وليتي ليبية مسلمة سنيه زي بوك ، وقعي باش نقدر نكمل باقي وراقك قبل مايطلعو لبوك شهادة وفاة
