اطباع ضِباع
"البارت التاسع والثلاثون"
إن أجبرتكـ الظروف علي التحمل فوق طاقتكـ ، أجعل لكـ نافذه تتنفس منها 🍃
عندنا مصطلح ليبي " يكابر " يعني يتظاهر بأنه كويس وبـ خير ومافيشي شي .
يبقي كل ضعف العالم داخلك ، وكل خوف الدنيا ساكن قلبك ، وكل تعب الحياة ماليك ، وقعد تساعد لحولك بينما انت محتاج هدي المساعده ، الطبطب وانت تبي من يطبطب عليك ، تنصح وتصبر وانت تايه ورايح حتي من نفسك .
شعور ينزف طاقتك لدرجة الاختناق ، شعور سيئ اكتر من الفقد والخسران ، لانه يولد داخلك تراكُمات ممكن توصلك لطريق الجنون.
في وفاة خوي رحمة الله عليك ، كنت مكابره ، شوفت ماما منهاره قدامي ، كابرت ، شوفت بابا الهيبة والواقور مكسور ودموعه علي خدوده ، كابرت ، شوفت خوي لعريس لضاعت فرحته وتبدلت لحزن مش قادر يكبته داخله ، كابرت ، نفكر في خوي الصغير لمعاش روح للحوش وحتي لما روح دمعه وحده في عينه ماشفناها وخش في حاله نفسيه ودوامه مع نفسه ومعانا ، كابرت ، لقيت روحي انا بروحي ، انا الراعيه فيهم برغم انا الصغيره ، لـ المفروض انا اللي نشد تركينه ونبكي ونخش في غيبوبه بعدم اهتمام لـ حد ، لكن لقيت روحي المسعفه غصب عني مش بـ مزاجي ولا محال لضعف ، لازم مانطبطب ، لازم مانصبرهم باش نولو عيله من تاني ، حتي وكان ناقصين ، حتي وكان التحفه تكسرت وماعاش حـ تولي زي قبل ، لكن لازم ماتتلصق ولازم ماتنحط علي الطاوله من تاني ، لازم وظروري باش الحياة تكمل لازم حد فينا يقعد قوي ويتحمل ويكابر .
كـ مكابرة ياسين علي ظروف حياته المأساويه ، كابر بـ صمته وكتمانه لـ سر اغتصابه ، كابر علي غضبه من امه وحتي علي اشتياقه ليها ، كابر علي شعوره بـ النقص في رجولته وماخشش في الحرام باش يثبت لـ روحه انه عكس وسوسة شيطانه ، كابر علي مشاعره المجروحه بكتمها وهوا حاس روحه مش زيه زي نداده بسبب كدبة المرض لعاش معاها طفولته ومراهقته وشبابه ، كابر علي مشاعره وحطم قلبه وحدره يحب وينحب ودار حاجز في معاملته مع الناس باش ماحد ينضر منه وينقل مرضه لوهماته الظروف بيه ، كابر حتي علي الغضب علي نفسه من اللي داره في خواته ، كابر قدامهم علي فتح قلبه ليهم والفصح علي سر مرضه ، كابر وكلي نفسه بـ التفكير لـ خدي من صحته لين شبع ، ماعطاش لروحه فرصة الراحه من المكابره والكتمان لين وصل لمرحلة الانفجار من تراكُمات لا تستحمل حتي لذرة غبار اخره من المكابر والتحمل .
رمش بـ رموشه اكتر من مره قبل مايفتح عيونه محرك راسه بشويه ناظر لـ كيس المحلول لـ فوقه لـ تبع طوبو التغديه لنازل منه الموصول في يده لـ رفع عيونه منها ناظر لـ الحارث لـ كان راقد علي الكرسي مخلي ملامح الاستغراب ترتسم علي ملامحه وهوا يرجع يغمض في عيونه لـ لحظه تاه فيها قبل مايسترجع اخر شي صارله مخليه يرجع يفتح عيونه بـ تنهيده طلعت من اعماق قلبه لـ ضاق بيه .