6

185 3 0
                                    

تمضي السنين

ثانية , دقيقة و يوم
وينتهي
لنفتح صفحة جديدة بيوم جديد
وينتهي
يمضي شهر فستة أشهر فسنة
وتنتهي السنــة التي تحوي 365 يوماً
بعضنا يجدد
والآخر يبقى على ما هو عليه
نقول سنبدأ سنةً جديدة ببدايةً نظيفة
ولكن سرعان ما يغلف بدايتنا العفن
فتنتهي السنة بالعفن
عفن المعصية

** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **

أخذ يجري بإتجاهي و أنا قاعد بمكاني أمد يدي للناس شحاذ ليس إلا
ضرب قدمه بالأرض وهو يمد يده إلي يقول بعجلة و وجهه مخطوف : قم قم يا اغيد تعال شوف ما شافت عيوني
نظرتُ إليه بإستغراب فإذا به يربط يدي بيديه ليرفعني عن الأرض بسرعة
و يسحبني خلفه مشينا مسافة طويلة
فإذا به يدخلني " دورات المياه " المجانبة لمحطة الوقود
قال لي بصوتً خافت : اسكت لا تتكلم ابد .
سحبني إلى أحد الدورات و دخل خلفي وهو يغلق الباب
نظرتُ إليه بإستغراب
فأشار إلى فمه " بمعنى أسكت "
أحاط بخصري و رفعني لأعلى بما أني أقصر منه
لأرى من بالحمام المجاور , فإذا بي أرى ذلك الضخم الذي يراقبنا و يتولانا ويجلدنا
او كما يدعوه اصدقائي مبتوروا اليد " غريب الأطوار "
بمنظرٍ شنيع مؤسف
يباشر أحد ذكور محطة الوقود
يلوطه كقوم لوط
أخفضتُ بصري سريعاً و لكزتُ " هزيم " بيديه لينزلني أرضاً
نزلتُ و خرجنا من دورة المياه سريعاً

*

*

نظرتُ إليه وانا أُعدل ياقة ثوبي البني : اسمع يا احمد لا تجلس تلومني انا اغيد امس ما شفته وانا واعده اني كل يوم بقابله
غير كذا في اكثر من ضابط واقفين عند المكان المشكوك بطرح البضاعة فيه يعني و جودنا ماله داعلي و انت عارف كل مرة نشك بمكان ويطلع غلط
نظر إلي بحنق : وش هالكلام ترى احنا قسم مكافحة ولا لنا شغل بهالمبتورين , وتبي الصدق ما هقيت هالسحبة منك يالكاسر
تنهدتُ بضيق و أنا انزل يدي من الدريكسون : احنا يا احمد اساسنا غلط لاننا ما نعرف مكانهم مجرد توقع و بيخيب مثل كل مرة لازم نخطط بشكل صحيح
مو نتسيب وبيوم واحد نمسكهم مافي حاجة تجيك بدون تعب و قلت لك سوينا الواجب وفي ضباط يقوموا بمكاننا .
غادر السيارة وهو يضرب بابها بقوة ويتجه إلى سيارته
خلخلتُ اصابعي بشعري و أنا أزفر وأنظر من زجاج النافذة إلى مبتوروا اليد
اعلم اني ضابط بل ونقيب لقسم مكافحة المخدرات لكن خسارات الدهر المتعاقبة اجحفت بي
غير هذا هنالك ضباط يمكثون الآن بالموضع المشكوك , والموضع تحت مجهر المراقبة وهم من رتبتنا وبمنزلتنا
لكن انا على يقين بأن محط الشك خطأ كسابقيه من المحطات , لأننا وفقط لا نفكر بل نغامر وحسب , فمن الجميل أن يكون لنا
دور و يد في رفع رآية الوطن حتى و إن لم يكن لنا دخل بهذا فنحن لا نبحث عن راتب لا بل ننعش الوطن
كما قال ذاك الذي يزورني بذكرياتي او خيالاتي , و أنا أبحث عن سعادة المبتورين لأنعش راية وطني بعطاءٍ متواضع .

حيزبون الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن