28

90 2 1
                                    

وصلنا إلى منزلٍ متوسط الحجم و حولهُ ضُباط يحرسونه ، أمسك بيدي فمشيتُ بجانبهِ و إلى الآن لا أدري إلى أين سيأخذني ، أخرج أحد الضباط
من جيبهِ حلقة مفاتيح كبيرة و فتح الباب بأحدها
نظر لي أحمد مطولاً و من ثم ابتسم قائلاً : ادخل .
عقدتُ حاجبي ، و تقدمتُ بخطواتي حتى تصلني أصواتٌ متفاوتة إنها أصواتهم !

و أعلاهم صوتًا و حضورًا هزيم ، تحجرت عيناي عليه فتح ذراعه فاحتضنتُه مسح على شعري بيده اللامبتورة : كيف حالك يا بطل ؟
ابتعدتُ عنه قليلاً و أنا أنظر للأرضِ بخذلان : سامحني يا هزيم لأني ما قدرت أخرجكم و الله يو..
قاطعني و هو يربت على كتفي : لا يا أغيد لا تتأسف على شي و المهم إننا انفكينا منهم و الحين تحت حماية الأمن بيحاولوا يحققوا مع
حمدان
قاطعتُه متسائلاً : مين حمدان و كيف و صلتوا للأمن ؟
نظر للضابط أحمد من خلفي فحرك الضابط أحمد رأسه نفيًا حينها أجاب هزيم : لسى أحمد ما حكاك شي المهم حمدان ذا الي بتر ايدينا الله
لا يسامحه و لا يحلله لا دنيا و لا آخرة المهم بيحققوا معاه و بيشوفوا إذا يتذكر أهالي بعضنا أو لا ، و بينزل خبر بالجرايد عننا
مع صورة كل واحد مننا على أمل إنه أهالينا لما يشوفوا الخبر و يشوفوا الصور احتمال مننا من يكون يشبه لابوه أو أمه كثير
فيعرفوه من الملامح و تحليل الحمض النووي بيأكد لهم إن كان ولدهم أو لا و بكذا إن شاء الله يقدر بعضنا يحصل أهله و البعض يرضى
بقدره و نصيبه و يحمد ربه إنه إنفك أسره من الحقير حمدان الي أفنينا طفولتنا و شبابنا عشان نشبعه فلوس ، " أردف مبتسمًا :
تدري عاد سوينا فليم و العالم تطالعنا .
فنظرتُ من حولي لأرى مبتوري الايدي مبتسمين منهم من أعرفهم و منهم من لا أعرفهم و يظهرُ أنهم مبتورون مراقبهم رجل غير سمحي سلمتُ
عليهم و تبادلنا الضحكات و لكن بعد مدة اقترب الضابط أحمد مني قائلاً : يلا يا أغيد لازم نرجع الحين بيجون ضباط ثانين يحرسون
المكان و إن شافوك بيحتجزوك و ما بيرضوا يخرجوك أما ذول أنا متفق معاهم .
عقدتُ حاجبي و بإبتسامة : طيب وش فيها خليهم يحتجزوني مع أهلي و ناسي هنا راحتي و راحة بالي .
رفع كتفه للأعلى : والله مدري يا أغيد لكن الكاسر طلب مني أردك للبيت فخليني أرجعك و نستأذن منه إذا تبقى معهم و أن رضي رجعناك .
قال هزيم متدخلاً : ارجع يا أغيد شم لك هوا و عيش حياتك و كلنا بإذن الله بنخرج و نلحقك يلا روح .
ابتسمتُ له بمودة و مضيتُ مع الضابط أحمد ، سأعود ولكن ليس لأجل الكاسر و لا لأجل الحرية سأعودُ لأن بذلك المنزل أسرارًا سأفتحُ
أوراقها و أُضمد جراح أهلها ، أنا قادمٌ يا ظانع كُن بانتظاري .

***

الساعة الثانية عشر و النصف ظهرًا , تنهدتُ بضيق و أنا أرى رقم أبي الذي يضيءُ على هاتفي المحمول بالمكالمة السابعة على التوالي ،
ما دخلي أنا بأخطاء غيري ! ، نعم هو أخي و لكن أخطأ خطأً فادح و لو أخطأ غيره ذات الخطأ ببناتنا فلن نرضى فلما نكون ظالمين
و نرضاها لابنة الناس فليتزوجها و يستر عليها و يتوبا توبةً نصوحة إلى الله ، أما عُطرة فأنا أعلم أنها دائمًا تتشاجر مع معن و على
اتفهِ الامور حياتهما منذ ُزواجهما لهذا اليوم لم تستقر لذلك قد يكون زواجه بغيرها راحةً لها و لا أعتقدُ أن عُطرة صغيرةَ عقل حد
أنها ترفض أن يستر على الفتاة بل على العكس هيّ لا و لن تقعد مع زاني سترفض معن و هذا ما يهابهُ أبي رددتُ عليه ليستقبلني صراخه :
وينك عن الجوال ، ما صارت متصل عليك سبع مرات .
ببرود : هذاني رديت يا أبوي .
بأمر : اسمع يا ناجي اليوم تجهض البنت و نرتاح من هالعنا.
بإعتراض : يا أبوي خرجني من هالسالفة و البنت حصلوا أي دكتور يجهضها و أعطوه فلوس تسكته لمن مماته أما أنا وراي زوجة أبي
أبني معاها أسرة أبي أراضيها و ما أبي شي يخرب بيننا هالموضوع لو شمت ريحته الشرطة ساعتها حياتي بتخرب .
بتثبيطٍ لي : و هي من هالحين خاربة حسبالك عُزوف بترضى ترجع لك بعد ما قتلت ضناها إلي لها سنين تنتظره ! ، إن ما أجهضت البنت
اليوم فأنا بخلي مارسة تبلغ عنك وقتها بتمسكك الشرطة الله أعلم كم شهر أو كم سنة بتكون كفيلة في إن عُزوف تخليك نسيًا منسيا بتكون كفيلة
في إنها تبعد بينكم أكثر و أكثر دام إنك بتغيب بوسط وجعها منك
هي محتاجتك إنت تداويها مثل ما جرحتها الجروح ما تبرى يا ولدي إلا على يد الجارح ، أجهض البنت و هي بتروح حالها حال سبيلها
و احنا حالنا حال سبيلنا و محد دري عن شي كون عون يا وليدي .

حيزبون الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن