استيقظتُ من النوم مفزوعة خائفة مذعورة هذهِ الكوابيس التي لآزمتني منذُ اللية التي علمتُ بها أن زوجي هوَّ أبي و حبيبي أخي !
ازداد هلعي من اليد التي تمسحُ على شعري و ما أن فُتحت عيناي بأكملها و أستوعبتُ من أرى حتى انتزعتُ يدها بقوة ناظرةً لها بشزر
و بصوتٍ غاضب و كأنها تسمعُ ما أقول : كيف تجرأتي بأي حق تلمسيني ؟!
نزلتُ من فوق السرير و تراجعتُ أدراجي للوراء و عيناي مثبتة على عينيها المندهشة و الحزينة الحائرة المترجية , عينيها التي تحملُ كثيرًا من الكلمات و الجمل
لم تستطع أن تنطق بها , رفعتُ سبابتي للأعلى مهددةً لها : والله إن شفتك مرة ثانية ما يحصلك طيب لا تتعدي حدودك و لا تظني إن خروجي منك يعني إنك أمي
لا أمي الوحيدة صايمة إلي ربتني , لا تتأملي في يوم أجيكِ و ارتمي بحضنك إنتِ و عبدالقوي غلطوا أكبر غلط في حقي لا تنتظروا مني أغفر و أسامح و أقبل بوضعي
شوفي آخرة أفعالكم متزوجة من أبوي و جايبة ولد زنا و حرام .
وضعتُ يدي على قلبي و مع انفعالِ الغضب انهمرت دموعي و اختل صوتي مضطربًا : محـ...د يقدر يستوعب كمية الوجع إلي تسكني , محد يقدر يستوعب كمية الدموع إلي أذرفها بالثانية الوحدة
محد يقدر يستوعبني و لا أحد بيقدر .
وقفت من على السرير و تحركت عدة خطوات و بعينيها الدمع و وجها طغت عليهِ الحُمرة
استوقفتُها بيدي عن الحركة : وقفي ويلك تقربي وقفي .
توقفت عن الحركة بعدما فهمت إشارة يدي
بينما أنا قطعتُ الخطوات و كسرتها حتى صرتُ أمامها
انفرج فاهها بشبحِ ابتسامة سرعان ما غابت و هجرت شفتيها حينما قبضت يدي على يدها بقسوة , أظافري تنغرسُ بقوة لتطبع أثارها على يدها البيضاء
أجرها نحو الباب فتمشي مسيرة و قد ازداد دمعها مع أناتٍ لا تجيدُ سواها
غابت ملامحها في بحرِ الدموع و الوجع ما وصلنا إلى الباب حتى دفعتها فسقطت تستندُ على الأرض بيديها و عظام الركبة ينسدلُ شعرها و تزدادُ آهاتها تعطيني ظهرها فلا أرى وجع ملامحها
أوصدتُ الباب بقوة و استندتُ عليهِ بظهري , و شيئًا فشيئًا حتى خارت أقدامي فجلستُ على الأرضِ كالقرفصاءِ أبكي و يصلني صوتُ بكاءها
لا تطلبي مني شيئًا فأنا لن أعطي أي شيء
أنا لستُ لأحد بل أنا لذاتي
أصبحتُ صحراءً قاحلةً خاوية لا حياةَ بها فما تريدون مني ؟!
اتركوني و شأني فليسَّ لي حولٌ ولا قوة .***
تمَّ إرسال بلاغ من الجهات الأمنية السعودية بالقبضِ عليَّ في كندا و بعدما تمَّ تقييدي بالأغلال نُقلتُ أمنيًا إلى جدة و ها أنا ذا في حجرةِ التحقيق في صباحِ اليومِ الجديد
أجلسُ على الكرسي و أمامي الضابط بعدما كنتُ قبل
تسعةَ عشرَ عامًا أقعدُ كضابط رغمَّ أني جاسوسٌ مجرم ، صرتُ أجلسُ كجاجوسٍ مجرم مع أني ساعدتهم في إيجادِ المجرمين ! هل كلما وثقتُ بأحدهم أخطأتُ العنوان فلا يكون محلَ الثقة ، وثقتُ
بالمنظمة و عملتُ معهم ضدَّ الجهاتِ الأمنية في مرحلةِ الشباب و حينما نكثوا العهد الذي بيننا فقدتُ ذاكرتي و عادت إليَّ في سنِ العجز لأقفَ ضدهم مع من وقفتُ ضدهُ في شبابي مع الجهات
الأمنية و أصل الحكمي و لكن ها هم يقيدوني بالأغلال و يحاسبوني على ما تغير بتقدمِ الزمان
و أصل الحكمي لم أرهُ بعدَ آخرِ لقاءٍ في كندا هل انطويتُ من حياتهِ كما تنطوي الأوراق و تُلقى في سلةِ المهملات لم أطلب منهُ مساعدتي و لكن أطلبُ منهَ مساندتي و شدَّ إزري إعطائي جرعاتٍ
من أمل و كؤوسٍ من التفاؤل و لكني لم أجد سوى الخذلان كما اعتدتُ من الصغر ، فتيقنتُ اليوم أن لا أحدَ يستحقُ الثقة و الخير ، خيرُ الإنسان لنفسهِ و كفى
ركزتُ سمعي مع الضابط الذي بدأَ بالحديث : هزاع جاسوس لمصلحة المنظمة إلي نبحث عنها من عام ألف و تسعمية و تسع و ثمانين كان بيتم اتخاذ عقوبة قاسية عليك لكن بحسب معلومات
وصلتنا بتنخفض عقوبتك بشكل كبير جدًا ، لكن بالأول لازم نحقق معاك و تكون صادق أي كذبة بتكون ضدك ما هي معاك لأنه كل حرف بتنطقه نحنا بنطابقه بالمعلومات إلي وصلتنا إن كان التطابق
ناجح بتنخفض العقوبة إن ما تطابقت المعلومات بتكون عقوبتك قاسية ، ما بسألك بس بقولك ابدأ سرد حكايتك من البداية و أدق تفصيلة تراها مهمة .
بدأتُ سردَ حكايتي من دخولي للمنظمة باليوم الذي لاحظتُ بهِ أحد السجانين يتعامل بخفاء مع أحدِ أفرادِ العصابة الذي ألقينا عليه القبض و حينما رأيتُه توعدتُ لهَ شرًا و أني
سأبلغُ عليهِ لا محالة ، حينها مدَّ إلي بالهاتف و عينيهِ مليئتين بالخوف تناولتُ الهاتف من يده فجاءني صوتُ رجلٍ مصري أجهلهُ و لكني فيما بعد عرفتُ أنهُ الأخُ الأكبر لربيع الذي عرضَ عليَّ
مبلغًا ماليًا كبيرًا في مقابل أن لا أفشي سرهم و لكن طال صمتي حتى أني أغلقتُ الهاتف دون أن أعطيهم ردًا يريحهم ، المبلغ الذي عرضه عليَّ كبيرٌ للغاية سيجعلني غنيًا و لكن كان بداخلي شتاتٌ
لا ينتهي ما بين القبولِ و الرفض مابين حُب المال و حُب الوطن ما بين الأنانية و الضمير أصواتٌ أرهقتني حتى أنتهى عملي بذلكَ اليوم و ترجلتُ سيارتي متجهًا من جدة إلى القبيلة و بينما أمشي
بسيارتي وجدتُ رجلاً عاجز في الطريق يقفُ أمام سيارته التي يبدو أنها قد تعطلت ، أوقفتُ سيارتي خلفَ سيارته و توجهتُ إليه لأرى ما به و بينما أتكلمُ معه شعرتُ بمسدس يوضع خلف رأسي
فتصلبت أقدامي و تعرقَ جبيني و قد أدركتُ أنهُ فخٌ من المنظمة ، قاموا بتهديدي إما أن أُغلق ملفَ الشحنة ضدَ المجهول أو يقتلوني مما اضطرني للموافقة مُقابل حياتي و باليوم الثاني توجهتُ للمركز
و قدمتُ ملفًا يُثبت أن من في السجن لا يملك أي معلومة و أُغلق الملف ضدَ المجهول ، حينها ظننتُ أنها النهاية و أني بعد الآن سأعملُ كضابط و ليس لي أيُ علاقة بهم ، ليتمَ تهديدي بالملف
المجهول حيثُ اتضح لي أن هذهِ الشحنة لا تعنيهم و أن الملف حتى لو لم يُغلق ضد المجهول لم نكن نستطيع القبضَ عليهم فكان تهديدهم إما أن يقدموا بلاغًا بأني جاسوس ضدَ الجهات الأمنية
السعودية و يتم معاقبتي قانونيًا ، أو أن أقف معهم في المرةِ القادمة وقفتُ معهم من باب الخوفِ على ذاتي و حينما أغلقتَ الملف أيضًا ضدَّ المجهول تم إرسال مبلغَ مالي كبير إلي ، فدنف قلبي
من فتنةِ المال و صرتُ منهم كلما أوشكَ أصل و سهيل للوصول للنهاية أغلقتُ الملف ضدَ المجهول و تابعتُ حكايتي إلى فقداني لذاكرتي و عودتها و مساعدتي لأصل في استعادة جزء من ذاكرتهِ
و إيجاد العصابة و أني قد ندمتُ على ما فات و أنتهى التحقيق و بقيَّ القرار ، لكن مما جاءت المعلومات هل يعقل أنها من أصل ؟ و ممن ستكونُ يا هزاع من المؤكد أنها من أصل فمن سواهُ
قد يساعدني ، لقد ظلمتُكَ للمرةِ الثانية يا أصل ، أحمدُ الله أن وهبني صديقًا مثلك في أوآخرِ عمري .
أنت تقرأ
حيزبون الجحيم
Action🔸رواية حيزبون الجحيم احداثها .. ذاتَ طابع درامي بحبكة بوليسية..يغطى عليها الأحكام الشرعية وعلاقات الحُب بأنواعها ( حلال و حرام ) .. وما يترتبَ على كل علاقة ونهايتها الرواية بدأت بقضية وأد البنات والعادات الجاهلية .. والطمع والظلم .. وما سيؤول عل...