7

172 5 0
                                    

الليلة أجلس يا قلبي خلف الأبواب
أتأمل وجهي كالأغراب
يتلون وجهي لا أدري
هل ألمح وجهي أم هذا.. وجه كذاب
مدفأتي تنكر ماضينا
والدفء سراب
تيار النور يحاورني
يهرب من عيني أحيانا
ويعود يدغدغ أعصابي
والخوف عذاب
أشعر ببرودة أيامي
مرآتي تعكس ألوانا
لون يتعثر في ألوان
والليل طويل والأحزان
وقفت تتثاءب في ملل
وتدور وتضحك في وجهه
وتقهقه تعلو ضحكاتها بين الجدران

لـــ فاروق جويدة
****
أستمع إلى صوت شخيرها و أنظر إلى جسدها السمين و بشرتها الهرمة , و الشعر الذي ينتشر بوجهها
إلى شعرها المتناثر المنكوش , و أنظر لتلك البعيدة ذات العينين الحزنتين و الجسد المتناسق
فلا أجد إلا الفروق وجه الشبه بينكما انكما تفتقدان العلم كلاكما جاهلتين
كيف لظانع الوحش ان يأتي بوردة ناعمة مثلها ؟!
كيف لعبدالقوي الصلب أن يفكر بإمرأة ؟ !!
و البديهي المرأة جاهلة و خادمة
كيف للملوك ان يفكروا بالجواري ؟!!
تساقطت قطرات عرق من وجنتها إلى رقبتها فإذا بها تستيقظ فزعة وهي تستغفر و عيناها زائغتين : استغفر الله " بصوت متقطع " كابوس معـ...ن و عطـ..رة كابوس
زفرتُ بضيق وانا اعطيها ظهري و اغطي كامل جسدي من رأسي لأخمص قدمي باللحاف و بملل : هففففف انتِ و أولادك كمن مرة اقلك هم كباااار مابهم شي بس الحكي معك فارغ
طفي النور و غلقي فمك و خليني انام وراي دوام من صباح الله خير .

*

*

ما بالك يا عبد القوي بكل يوم تزداد بغضاً لي
أرى بعينك الغيظ
ما الذي فعلته بربك اني افكر بأبنائنا ما الخطأ الذي اقترفتُه
كلما زادت اموالك ازددت جشعاً و لا مبالاة
في كل يوم أراك عبداً للمال
تُحب المال حباً جماً .

***

خرجتُ من الغرفة التي يفترض ان تكون أختي الكبرى عُطرة نائمة بها و لكني لم أجدها يبدو انها قد ذهبت إلى جناحها إستعداداً للدوام
دخلتُ إلى غرفة النوم , لأجده خرج من دورة المياه و منشفة تلتف حول خصره و شعره رطب بالماء الذي يقطر كالهتان , و التكييف بأعلى برودة
تناولتُ المنشفة البيضاء الصغيرة و انا اقترب منه بسرعة , أمسكتُ بيديه الباردتين و سحبتُه لخارج الحُجرة
أجلستُه على الكنبة و جلستُ بجانبه و أنا أجفف شعره بالمنشفة , و بعتب : ما ينفع يالكاسر تخرج على المكيف كذا قفله بعدين اتروش .
لكنه إلتزم بالصمت او بالأحرى هو لم يستمع لي
وضعتُ يدي بخده و أنا أُدير وجهه بإتجاهي و أنظر إلى عينيه الحادتين الشاردتين , بخوف : كاسري اشبك ؟
بغموض : جحيم بالماضي و الحاضر مخدرات و مبتورين !
شددتُ على يده , و بإستغراب مصحوب بالخوف : الكاسر عن ايش تتكلم حبيبي ؟

*

*

استمع إلى صوتها بلا تركيز مني , تكاد الذكريات تفتك بدماغي هي ذكريات و ليست خيالات
انا متأكد بأن هذا الرجل له ماضي طويلٍ معي و تعود بي الذاكرة للوراء
يوم عاد أبي عبدالقوي من جدة إلى قبيلتنا , كنتُ أقبع بذلك اليوم عند ذلك الرجل المجهول المعالم

حيزبون الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن