21

88 3 0
                                    

و على الساعة السادسة مساءً, مسحت على شعري بحنان وهذه المرة المليار التي تسألني بها عن حالي : يا بنتي والله حالك مو عاجبني وش فيك بالضبط
تعبانة آخذك للمستشفى , في حاجة مضايقتك في احد مضايقك اتكلمي يا بنتي لا تعذبي نفسك كذا و تعذبيني معاكِ .
هه و بماذا أجيبُ يا أمي بماذا , أني بعتُ جسدي لمن لا يستحق و طعنتُ العرض و الشرف
و خنتُ الثقة و أصحبتُ منكوسة الرأس خانعةٌ مذلولةٌ له أي وقتٍ يريدني بالفراش كنتُ له بالفراش
أي وقتٍ يريدني بالحرام كنتُ له بالحرام , و أعلم ان الله لا يرضى عن الحرام
و لكن يخاف المرىء من حديثِ مجتمعه أكثر من خوفه من خالق المجتمع ذاته , حتى وان قال انه لا يخاف الا الله رب العالمين
فيظل قولٌ بلا فعل ونظل قومٌ يقول و لا يفعل , أخاف ان تنتشر الصور و الفيديوهات فأكون عاهرة المجتمع فأكون من عرابدة الأرض و أكون شنظيرةً بلا أخلاق
نزقةً بلا رحمة فينظرُ لي الجميع نظرةُ المجرم و المذنب , أخاف ان تموتي يا امي قهرًا
فأعيشُ يتيمة بلا أبٍ و لا أمٍ حنون , وبين دهاليز العتمة أرى لهيب جحيمي متوهجٌ مضيء
تقولي يا أمي أنكِ تتعذبين بهذا الوقت و ماذا لو علمتي أسيقتلك العذاب لن ادعكِ تتجرعين من ذات السم الذي لا يوجد لهُ ترياق
مسمومةٌ أنا يا أمي و لا ترياق لي , قد ضاقت الأرض بكل محيطاتها , قد ماتت الحياة بكل كائناتها , و اهتزت الجبال فما حملتني
إحتضنتي لصدرها عندما بكيت و بقيتُ أبكي بحجرها و تسألني و لا تملُ السؤال
و أصمت ولا أجيدُ الحديث , و ماذا عساني ان اقول , يريدني الوَضِيع اللئيم و المُعيِب بدجى الليل
حيث الإنحلال بالفراش .


***

و على أرضِ جازان , بمركز الشرطة قسم مكافحة المخدرات بتمام الساعة السابعة إلا ربع
تقدم أحدُ المجرمَين اللذين تم القبضُ عليهما في السرداب ببلاغ من فاعل خيرٍ يجهلون هويته
قائلاً : تذكرت شي ممكن يفيدكم , انت قلت لي ركز على البنت بالذات و انا تذكرت شي يخصها , في مرة اتفقت فيها معانا بدون جهاد و ربيع
اننا نهرب بضاعة بجازان هي البضاعة الأولى لنا هنا ولما كانت تتفق معانا سمعت ساعتها صوت رجال يتكلم معاها انجليزي و كانت ترد عليه بنفس لغته
ما افهم حقيقة انجليزي حتى اقولك وش معنى الكلام لكنها بنص كلامها قالت بالعربي هتشوف ياركاض ايه الي هعملوا فيك هتندم على كل حاجة
هذا الكلام الي قالته بالضبط .
نطق اللواء القائد بعد صمتٍ ليس بطويل : مادامها قالت هالكلام بوقت غير مناسب معناته قالته عن قهر ومدامه عن قهر معناته كلام صادق
و هذا يدل انها مانزلت البضاعة بجازان بذاك اليوم الا عشان تقهر ركاض لكن مين هذا ركاض ؟ و ايش علاقتها فيه
و هل هو هنا بالسعودية ولا موجود عندها في مصر واسم ركاض اسم بدوي بحت قديم جدًا ممكن هالشي هو اسهل طريق للوصول له .

***

تابعتُ القراءة بالورقة التي تليها و ذلك في الثامنة مساءً

حيزبون الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن