15

85 1 0
                                    

إحتضنتُ امي لصدري بشدة صارخًا : يمه ,, يمه ردي علي
بينما صرخ ناجي بجلجال صوته : مويــــــــة باردة بســــــرعة
وأخذ يبعدني عن امي قائلاً بهدوء غير لائقٍ لصعوبة الموقف : بتكتمها بهاذي الطريقة يا ركاض ابعد عنها اذا كنت بالفعل تحبها
أرحتُ رأسها على البلاط
بينما جلس ناجي خلف رأسها يضغطُ بأصابعه على عنقها النابض بشدة بتدليكٍ لأعلى و اسفل , بينما عينا امي كانت تهطل دمعًا
لن أُسامحك يا أبي على ما فعلته بأمي لن أغفرلكِ يا مارسة إلى الجحيم كليكما
كان معن يصرخُ بأبي بقوة و عينا الكاسر مشتتة ما بين امي و أبي و يداه تبعد معن عن أبي يُصلح بينهما و يوقف المشاجرة
جاءت الخادمة بماءٍ بارد موضوع في وعاءٍ واسع
رفع ناجي رأس والدتي و هو يمسك بها من الخلف بينما يده الأخرى امسكت بوعاء الماء قال بصوتٍ حنون : يمه دخلي وجهك جوا تكفين يمه
ادخلت امي رأسها يبدو ان الألم قد فتك بها لذا لم تفكر بالإعتراض اطلاقًا
فأخرج هو رأسها و هو يقول : خذي نفس طويل و بعدين اكتميه في فمك
لتسحب أمي الهواء لفمها و من ثم تسده فتنتفخ و جنتيها
اشار لها بمعنى انتظري و بعدها قال : خلاص
فتنفست , أعاد تكرار الخطوة مراتٍ وكرات ما بين ادخال رأسها بالماء وسحب الهواء ونفثه
حتى بدأت نبضاتُ أمي بالإرتخاء فوضع رأسها على فخذه و أخذ يدلك لها بلطف
بينما الكاسر استطاع فتح النزاع مابين ابي و معن فخرج أبي إلى ديار ظانع غير مبالي بما قد جرى لأمي
في حين تقدم الكاسر ليجلس امام امي و يقرأ عليها بصوته العذب آياتٌ للرقية
اما معن فكان ينظرُ من بعد و الغضب لم يبتعد عنه حتى بمقدار ذرة
بدأ كل شيء عندما دخلت امي بأقدامها جنتي إلى الصالة و ألقت السلام
فرددناه من وراءها جلست بجانبي هي إلى الآن لم تصدق و جودي بمرىء عينيها الحانية
في ذلك الحين كانت يدي متعرقة اقبض عليها بقوة , و ازم شفتاي و اعضهما , اقدامي تتضارب مع بعضها بتوترٍ شديد
وضعت امي يدها على كتفي و بصوتها خوف : ركاض وش فيك يا وليدي ؟
بينما بدأ ابي بحديثه لم استطع ان اضع عيني بعينيه كنتُ أشعر بأن عيني اشعة جاما قاتلة ما أن تنظر إليه حتى تمحيه من الحياة
قال بصوتٍ جهوري واضح : الله سبحانه و تعالى له حكمة بكل شي لانه هو العالم بمصالح عباده و كيف لا واهوا خالقهم ! , والله سبحانه ايضًا كان له حكمه يومه شرع
للرجال اربع نسوة والحكمة بهالشي انه عدد النسا اكبر من عدد الرجاجيل و هالشي اظن الكاسر اعلم به .
" ويبدو انه قد وضع انظاره على الكاسر , فأنا لا زلتُ أنظرُ للأرض " حتى قال الكاسر : ايه يا ابوي هو السبب كذيا
فقالت امي متعجبة : وش له هالكلام يا عبدالقوي كانك تريد تزوج حد من اولادك ؟
حينها احتضنتُ يد أمي لصدري و كأني أبثها بالأمان
بينما قال ابي بلامبالاة لما سيحدث : لا ماهو بأولادك انا تزوجت على سنة الله و رسوله
لم أشعر إلا بيد أمي باردة كالثلج و صرخة خرجت من جوفها : ميــــــــــــــــــــــن هــي ؟
فقال معن بصوتٍ آسف : مارسة .
رن صدى اسمها بأسماعي
اما امي فخارت قواها ليسقط ثقلها بين يدي
و حدث ما حدث
معن يتشاجر مع ابي
و ناجي يدواي والدتي
و الكاسر يقرأ عليها
و أنا كعادتي لا فائدة مني .

حيزبون الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن