17

84 1 0
                                    

طرقتُ الباب حتى أذن لي و دخلت
و حينما وقعت عيناه علي , إرتسمت على ملامحه علامات التعجب و اللاتصديق
فأنا لا أدخل حجرتُه و لا مكتبه مهما كان الأمر لأني و بمختصر العبارة لا أطيق خالي واعلم بكل نواياه السوداء
ألقيتُ التحية فردها كاملة و أردف : حياك يابنيتي عُطرة جلسي
جلستُ على الكرسي المقابل له , و بمقدمة لحديثي : جايتك بشي مهم
بإهتمام : سامعن لك
بثبات : ابغى ولدك معن يطلقني او ارفع دعوة خلع لأنه مو راضي يطلقني و لا ينطق بالخلع و ارد له مهره و ارتاح منه .
عقد حاجباه و كأن كلامي لم يعجبه : وش له هالكلام يا بنيتي ؟ عشرة عمر بينكم و بزارين لو لا قدر الله حصل بينكم الفرقا هالبزارين مصيرهم الشتات
الله يهدي بينكم يا بنيتي فكري و تشاوري انت و زوجك و بتحصلوا شيٍ افضل من هالطلاق
بتأفف و ضجر : هففففف تشاورنا و قرفنا ما في اي حل ممكن يصلح بيننا الموضوع يا عمي اكبر مما تتصور لا أنا اقدر اعيش مع ولدك ولا و لدك يقدر يعيش معاي
سعادتنا بالفراق و ولدك معن ماهو براده عن الطلاق الا عدم رضاوتك عليه بطلاقي منه , ولا انت رضيت هو بيطلقني او حتى يرضى ينطق بالخلع
انا تعبت منه و لا عاد لي طاقة تصبرني على العيشة معاه .
بهتت ملامحه و بتساؤل حفرتهما زوج عيناه و نطق بهِ لسانه : هو قال لك انه رضاوتي بقربه منك ؟
رفعت عيناي للسقف بملل : ايه هو , " أردفتُ بإستهزاء " ما كنت تبيه يقول لي كذا عشان احسبه متمسك فيني , هاذي الحركات ترى ما تمشي علي
سنين الله هاذي كلها ما عرفتني فيها ما عرفت من تكون بنت اصل ! , لكن انا اعرفك اكثر منهم كلهم و صدقني بيجي اليوم الي يعرفوك فيه على حقيقتك
مدري عاد ساعتها اسامحهم على ظلمهم لي و مناداتهم لي بالمجنونة و لا بيكون قلبي رافض مناطق السموحة , لانه للامانة قلبي مو رهيف مثل هوازن و عُزوف
نكس رأسه للمكتب و كأنه البريء من كل ذنبٍ ألقيتُهُ عليهِ و نعتُهُ بهِ و كأني أظلمه بكل ما اقول : حرامن عليك يا بنيتي وش هالكراهة الي يحملها قليبك علي و
قاطعته بصوتٍ عالي : هشششششششش اسكت يا خي اسكت متى بتخلع هالقناع عنك متى بتوريهم حقيقتك متى بيعرفون انك سرقتنا ما امنت علينا مثل ما تدعي
متى بيعرفون انك احقر و انذل خال بالدنيا متى يجروك بالكلبشات بالسجن متى تدمع عيني من فرحتها متى هاليوم الله يجيبه بالقريب العاجل
حرك رأسه بغير قبول : استغفر الله يا بنيتي احسني الظن , انتوا بنيات وخيتي زبيدة الغالية رحمة الله عليها كيف لي اكسر إبها و هي متلحفة بالثرى
والله ان معزتكم بالقلب كبيرة بمعزتها يا بينتي , و على نياتكم ترزقون .
أبعدتُ وجهي عنه للطرف الآخر : ياليل شكلنا ما بنخلص هاليوم من الآخر بتكلم ولدك و نروح للمحكمة و نرتاح ولا رافض هالفـ
توقفت حروفي على صوتِ صياحِ عُزوف !
قمتُ من على الكرسي متوجهة للباب و قدأحكمتُ تغطية وجهي بالخمار
و من خلفي خالي عبدالقوي يتمتم بخوف : يلا بالستر ,, يلا ان تجيب العواقب سليمة
فإذا بباب القصر مفتوحٌ على وسعه و ناجي يقف امام رجلٍ يبدو لي انه من رجال الأمن هذا ما يظهره رداءه
اما عُزوف بكامل حجابها تجلس على الأرض و تبكي , ما بهم يا ترى ! , ما الأمر !
إحتدت نبرةُ صوتي عن المعتاد و انا لا زلتُ على بعدٍ طويلٍ عن الباب : وقفي بكى و خليني اسمع من زوجك وش سبب هالنياح , يا ولد خالي
وش جاي رجال الأمن يقول ؟
قال و عيناه بتقسيمات البلاط : طالبين هوازن بالأمن بتهمة مخدرات
بإمتعاض و نِقمة : انت فاهم وش جالس تهذي به ! , ذي هوازن ذي جوهرة البيت والله العظيم انكم لا قلتوا لي انا المذنبة و كان معاكم الدليل والله ان اشك بنفسي
و لا اشك بهوازن آخر وحدة ممكن ترتكب اثم بهالكبر هي هوازن , هوازن وخيتي حافظة كتاب الله وحافظة لسانها عن كل منكر حافظة قلبها بدين ربي
حافظة زوجها و بيتها ولها من الخير ما لايعد و لا يحصى و جاي تقول هوازن مذنبة
حرك يديه بالهواء و قد استفحل صوته : ذا الكلام ما ينفع يا عُطرة اختك حصلوا بمركزها كمية مخدرات و كل العاملات اتفقوا ان هالأكياس ما قرب منها الا هوازن
و ذالحين الأكياس بتنفحص بصماتها ان حملت بصمة هوازن مافي دليل بيثبت براءتها .
بقوةٍ و تأكيد : ومن ذالحين اقول من المُحال تحمل بصمتها
تدخل عمي عبدالقوي قائلاً بثبات و لأول مرة أشعرُ انه يُدافع عنا بصدقٍ بعيدٍ عن زيف جشعه : هوازن تربية الغالي و تربيتي ومُحال تقترف هالشي
و تكسر بظهر وليدي الي افنى عمره و هو يقبض على هالمهربين و كانك تبي تتأكد تقدم لجناحها و دور به , وهذاني من ذالحين اقولك هالبصمات ماهي لهوازن
و يوم النتيجة تطلع تعال لهنيه و تعذر منا على هالكلام و اللبس .
قلتُ بموافقة ولأول مرة اتفق مع خالي بشيء : ايه كلام خالي عين العقل
تحدث ناجي مع رجلِ الأمن الذي ابتعد عن الباب
فإنخفض ناجي إلى الأرض بجانب عُزوف يحتضنها و هو يهدأُ منها قائلاً : الحين بيفتشون غرفتها و ما بيلاقون شي هدي معزوفتي ان شاء الله خير
تشبثت بقميصه و بنحيب : بس يمـ...كـن ذا شي مدبر يعني , يعني احد من اعداء الكاسر حط المخدرات بمركزها و بغرفتها
توقفت يدا ناجي عن المسح بظهر عُزوف
و بهتت ملامح خالي عبدالقوي
و تجلطت دمائي و انقطعت نياط قلبي , ماذا لو أن حديثها هذا اصاب منتصف الهدف
قال خالي عبدالقوي بتلعثم : لا ان شاء الله ما به شي مثل كذيا , بنيتي عُطرة طلعي لحد حجرة وخيتك نبهيها بقدوم الامن حتى لا يدخلون عليها بحين غفلة
نفضتُ رأسي وانا أحاول طرد فكرةٍ منطقية رماها لسانُ عُزوف ومشيتُ بخطواتي حيثُ حجرة هوازن
دخلتُ لأجد الحُجرة في بردٍ قارس أغلقتُ التكييف و سحبتُ خطواتي حيثُ سريرها من الغريب انها نائمة لهذا الوقت !
غيرتُ وجهتي إلى النوافذ و فتحتها حتى يدخل ضوء شمس العصر الذي قارب على الغروب
سحبتُ شيفون الستارة و ثبتُه جانبًا بينما الآخر مسدل
و توجهتُ للسرير و بصوتٍ عالي : قومي يا هوازن ما تعودت عليكِ كسولة
وضعتُ يدي على ذراعها لأجدها باردة ككتلةِ ثلج
إبتعلتُ ريقي و نفضتُ رأسي لأطرد صدى صوت عُزوفٍ عن ذاكرتي لا شيء مما قالته عُزوفٌ سيتحقق لا شيء من هذا
حركتُ يدي على كتفها بقوة لتستيقظ بسرعة قبل مجيء الأمن للبحث بحجرتها : هوازن يلا يالكسولة قوومي يلا قرب المغرب وانتِ نايمة
تحركت بإنزعاج و تمتمت قائلة : الكاسر شوي بس شوي
حوطتُ بيدي ذراعيها و انا أحاول سحبها عن الوسادة ولكنها ثقيلة ليس بإمكاني إبعادها
و من حسن الحظ انها استيقظت و فركت عيناها و هي تنظر لي بغرابة غير مصدقة وجودي بحجرتها
لأننا نُحب بعضنا عن بعدٍ فقط و من النادر ان نجتمع لا أدري ما السبب ؟ , حتى حال إجتماعنا كلاً منا يشرد بذهنه بعيدًا عن المحيط الذي يقبع بهِ
أعادت خصلات شعرها المنهدلة خلف اذنها و بصوتٍ مبحوح اثر النوم : الساعة كم ؟
إبتسمتُ لها و انا ابتعدُ عن سريرها : خمسة و نص يالكسولة يلا قومي بدلي بسرعة في رجال من مركز الكاسر لهم غرض هنا و جايين ياخذونه
مال فمها جانبًا و بإستنكار : لهم غرض بغرفة النوم ! اذا يبغون شي يقولون اعطيهم ياه و اصلاً الكاسر ما يدخل اشياء شغله لغرفة النوم
ابعدتُ بؤبؤتا عيناي عنها و بتبرير : عاد مدري عن شغلهم آخرتهم الأمن و ما نقدر نقول لهم شي يلا عجلي ألبسي عبايتك وخلينا ننزل ونترك لهم الغرفة
هزت رأسها بالموافقة و خرجتُ من حجرتها لأتركها ترتدي أرديتها
جلستُ على كنب الصالة , سامحيني هوازن لم استطع قول الحقيقةِ لكِ
فالحقيقة لا تليقُ بمن هو بأخلاقكِ يا اختي .

حيزبون الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن