26

85 4 1
                                    

بإشراقةِ شمسِ الصباح و إطلالة يوم جديد و رغم الأمل الذي ينعبثُ في الذات عند رؤية الشروق
إلا أن البؤس حليفي بهذا اليوم , برؤيتي لأبي ظانع الذي قال : هاه يالمارسة نسيتي سبب زيجتك بـ عبدالقوي , أناظرك حامل
و لكن الفلوس ما قبضتي عليها , معك مهلة اسبوع حاولي بهالفترة تحصليلك دبره إن ما حصلت الفلوس علمٍ يكون عندك
عبدالقوي يسمع عنك الأخبار الشينة .
استرحتُ بظهري على الكنبة و أنا أضع قدمًا فوق أخرى : زي ؟
ابتسم بسخرية : يومك تدخلي لحجرة ركاض بدجى الليل و بعد زيجتك بعبدالقوي و هو تعبان , يومك تحبي ركاض قبل الزيجة و يواعدك بالزواج
يوم إنه بينك وبين ولده المواعيد الشينة كلها بيعرف بها عبدالقوي .
قُبض قلبي و اكفهرت المرئياتُ من أمامي ليس لأنه علم عني و عن ركاض بل لأنه أبي ولا أشعرُ بذلك إتجاهه
دائمَا ما يُشعرني أني عنصرٌ زائدٌ بالمنزل , عنصرٌ لا داعي له
لا أدري لماذا و أنا ابنته الوحيدة , و كلامهُ هذا ما زادني إلا تمسكًا بعبدالقوي
عبدالقوي هو الإنسان الذي حينما أضعُ رأسي بصدرهِ ينزاحُ همي و يتلاشى وجعي
صحيحٌ أني أستنقصه كزوج لأنه دردبيسٌ و أنا فتاةُ الزهور لي أحلامي بفارسي و عبدالقوي يُخالف كل أحلامي الوردية
إلا أني لا أشعرُ بالآمان إلا بقربه ومن المُحال أن أستغني ن هذا الشعور
أجبتُ بعد إنتهاء أفكاري : خلاص مثل ما تبي خلال هالأسبوع الفلوس تكون عندك .
ابتسم بخبث و قام مبتعدًا بإتجاهِ منزله أو منزلنا سابقًا .

***

بتمام الساعة الثانية ظهرًا , سمعتُ صوت صراخٍ يجيء من الأعلى , أصاب الهلع قلبي و توجهتُ سريعًا للأعلى
حبيبتي أنهار مالذي يجري لكِ , رأيتُ باب حجرتها مفتوح و وصلني صوت جلال
متى عاد جلال للمنزل ؟! , لا وقت للتفكير لا وقت
استقرت أقدامي بأرضِ حجرتها , صرختُ من أعماقي : وقف لا بارك الله فيك وقف
بينما هو استمر بسحب شعرها و ركلها بأقدامهِ و مراشقتها بالألفاظ القبيحة حد أنه وصل لقذفها قائلاً : خليها لكِ الواطية الفاجرة
اقتربتُ منه و أنا أسحبُ يدهُ عنها باكية برجاءٍ و توسل : ارحمها خلاص شوفها جثة
تركها بين بقي ينظر لها قليلاً حتى بصق بوجهها و رحل
جلستُ بالأرضِ بجوراها و وضعتُ رأسها فوق فخذي و أنا أمسحُ دموعها و أبكي معها

*
*

ضربني , ركلني , جلدني ولم يترك بي شيئًا سليم و لكن كل هذا لا يهم ولا يوازي وجع قلبي
بما تحمله احشائي , وجع قلبي بطفلٍ سينسبُ لأُمه
فلتمت أو أموت فلتمت أو أموت
اضربني يا عمي جلال لعلّ ضربك لي يخرجُ ما بداخلي قبل أن تُنفخ فيهِ الروح
رفعتُ رأسي على صوته قائلاً : بنتك الفاجرة بأنصاف الليالي ما تروح لنوال تروح لبيت بالخلا كل ما حوله مهجور و تخفي هالشي عن السواق
يعني ايش يا ست غزال هالكلام ايش معناه انه بنتك ضيعت الشرف وبعد تدافعي عنها هاذي الموت بحقها قليـ
صرخت أمي و هي تلطمُ خدها بجزعٍ لا يرضاهُ الله عزوجل : بس بس الله ياخذك بس وقف الله لا يوفقك .
لا تدعي عليهِ يا أمي إنه صادق صادق بما قال و آسفاه على حالي .

حيزبون الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن